"أحببت عبدالحليم بكل أنواع الحب .. أحببته كصديق أحببته كأخ .. وأحببته كفنان كبير شق طريقه بشجاعة وصبر وبراعة وذكاء واستقلال شخصيته " كلمات لخص بها موسيقار الأجيال علاقته بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ بعد أن انتهى به مشوار العذاب . على غير العادة أسرع عبدالوهاب يطلب الصحف اليومية لعلها تحمل له ما يطمئنه على حالة عبدالحليم الذي أجريت له عملية حقن الدوالي ، إلا أن مديرة المنزل أخبرته أن الصحف لم تأت بعد ، فأخذ الشك يتسرب إلى قلبه بأن شيئا ما حدث فأخبروه أن عبدالحليم يمر بمرحلة حرجة ويحتاج إلى معجزة لإنقاذه . دق تليفون المنزل ، السيدة نهلة على التليفون تتحدث من لندن ، أمسك محمد عبدالوهاب بسماعة التليفون فتلقى النبأ الحزين فصرخ صرخة مدوية وألقى بسماعة التليفون على الأرض مرددا " مش معقول .. أخي وابني وصديقي مات .. حكمتك يا رب " وظل يرددها حتى فقد الوعي . اتصل جلال معوض بالدكتور عوض إبراهيم وطلب منه سرعة الحضور والتف الجميع حوله فى محاولة لإسعافه ، والدموع تنهمر منه مرددا " الحياة .. قبض الريح .. قبض الريح " ويدخل فى غيبوبة مرة أخرى . ويفيق عبدالوهاب ويطلب الاتصال بمصطفى أمين ويصرخ فى سماعة التليفون قائلا " عبدالحليم مات .. يا مصطفى .. مات " ويحاول مصطفى أمين تهدئته إلا أن نحيب عبدالوهاب يزداد ويدخل فى غيبوبة مرة أخرى ، ويطلب الدكتور عوض إبراهيم من عبدالوهاب تناول الأدوية التي يقدمها له . وتتصل السيدة نهلة من لندن مرة أخرى لتطمئن على حالة زوجها الذي يحاول التماسك ويسألها عما حدث فأخبرته أنه كان من المقرر أن يتم حقن ثلاث دوالي لعبدالحليم إلا أن الأطباء اكتشفوا وجود 7 دوال تنزف فتم حقنها جميعا إلا أنهم أكدوا على ضرورة زراعة كبد جديد وعلى الرغم من أن نسبة نجاحها لا تتعدى 3% إلا أنها الحل الوحيد . وبعد أن غادروا المستشفى بحوالي ساعتين فوجئت بمجدي العمروسي يتصل بها ويقول إلحقوني ، وفى المستشفى كان عبدالحليم ينزف بعنف شديد ، والأطباء عاجزون عن إيقاف النزيف بشتى الطرق حتى انتهت حياة عبدالحليم ، وبكى عبدالوهاب وهو يردد " إتعذب .. إتعذب .. إتعذب كتير . أخبار اليوم 2-4-1977