مهنة مثل باقي المهن، ولكنها متوارية عن الأضواء، لا يعرف الكثيرون عنها أي شيء إلا من يعمل بها والمنتفعون منها، وتطورت بعد مرور السنين بعد أن كانت لا يستخدم فيها إلا مقص له مواصفات خاصة، أبرزها أن يكون كبير الحجم وحادا حتي ينجز المهمة بنجاح، ومع مرور الوقت اصبح العاملون بها يستخدمون ماكينات حلاقة كبيرة ينجزون بما مهمتهم في غضون دقائق معدودة، إنها مهنة »حلاق الحمير»، وهي مهنة موسمية إذ يتم حلاقة شعر الحمير مرة أو مرتين كل عام ولكن صاحبها يجوب الأحياء والقري والعزب والنجوع المختلفة لإنجاز مهمته التي تعتبر »لقمة عيشه» ليحقق مقولة »حلاق الحمير زباينه كتير» . يقول لنا محمود عويس 49 سنة من قرية مطرطارس التابعة لمركز سنورس، »حلاق الحمير».. أعمل بهذه المهنة منذ 20 عامًا، وتعلمتها بنفسي وقمت بقص شعر حمار يمتلكه أحد جيراني حتي اتقنت هذه المهنة تمامًا، وبدأت أذهب إلي الأسواق مصطحبًا المقص الخاص بي والعقلة التي يتم وضعها في فم الحمار حتي لا يقوم بعضي أثناء الحلاقة، حتي ذاع صيتي واشتهرت بهذه المهنة التي ساعدتني علي متطلبات الحياة، ومنذ 3 سنوات فقط استقدمت ماكينة الحلاقة الجاهزة والتي ساعدتني كثيرًا علي إنجاز مهمتي فبدلا من أن تستغرق الحلاقة نحو 20 دقيقة للحمار الواحد، اصبحت استغرق نحو 10 دقائق فقط وهذا وفر لي وقتًا وجهدًا كبيرًا كنت أقوم به في السابق أثناء استخدامي المقص . ويؤكد »محمود» أنه يذهب إلي الأسواق المنتشرة في محافظة الفيوم، كما اشتري هاتفا محمولا وأعطي رقمه لزبائنه الذين يطلبونه ويذهب إليهم لإنجاز مهمة الحلاقة لدوابهم، مشيرًا إلي أنه تزوج مرتين ولديه 7 أبناء ويعمل »عاملا» داخل إحدي المدارس وراتبه لا يكفي لمتطلبات الحياة لأسرته المكونة من 10 أفراد . ويشير »محمود» إلي أن مهنته لا تختلف كثيرًا عن مهنة حلاق البشر فكلانا يستخدم المقص ولكني استخدم مقصا كبير الحجم، وأقوم بعمل أشكال ورسومات لبعض الحمير الذين يطلب أصحابها ذلك كالقلوب علي الأجساد ، ويوضح أنه لا يفرض علي زبائنه سعراً معيناً لقص شعر الحمير أو الجمال أو الأبقار فمنهم من يقوم بدفع مبلغ 10 جنيهات أو 15 جنيهًا للحمار الواحد والجمال منهم من يدفع 30 إلي 50 جنيهًا وكذلك الحصان من 20 إلي 30 جنيهًا وهو دائمًا يرضي بما قسمه الله له .