»لن يضيع حق وراءه مطالب هكذا شعر أصحاب المعاشات عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل وتنفيذ الحكم الصادر لهم بأحقيتهم في صرف 80% من العلاوات الخمسة مع أن الخروج علي المعاش ينبغي أن يمثل نهاية سعيدة للموظف أو العامل، وبداية الراحة بعد عشرات السنين من الشقاء والعناء في العمل، إلا أنه يمثل بالنسبة للكثيرين مأساة حقيقية، فالتقاعد بالنسبة لهم يعني فقدان نسبة كبيرة من دخلهم المادي الذي انتظمت حياتهم به طوال سنوات الخدمة، فإذا بهم - بعد الخروج علي المعاش - أمام مبلغ ضئيل لايتلاءم مع تكاليف الحياة من مسكن، ومأكل، وعلاج، يجدون أنفسهم أيضا أمام أزمات مادية وصحية لا تنتهي، ولا يتحملها المعاش الشهري الذي ينفد بعد أيام من صرفه. والحديث الأيام الماضية الذي كان يشغل بال أصحاب المعاشات حول قضية صرف العلاوات لهم املا في الحصول علي مبلغ من المال يساعدهم علي تحمل قسوة الحياة وبعد انتظار ومتابعة لتلك القضية دام اكثر من 14 شهراً متواصلاً بالمحاكم واستنفاد درجات القضاء والحصول علي حكم نافذ بأحقيتهم في صرف تلك العلاوات ثم تدخل الرئيس السيسي لينتصر لهم ويوجهة بسحب استشكال الحكومة وعرض الامر علي مجلس الدولة لدراسة تنفيذه. فكري السيد أحد هؤلاء المواطنين الذين تابعوا تلك القضية الاشهر الماضية لأحقيته في تلك العلاوات يقول » كنت اعمل وخرجت علي المعاش عام 2009علي منصب مدير عام شركة توزيع الكهرباء بالإسكندرية وبهذا فإن لي الحق في صرف فروق اربع علاوات من الدولة وخلال متابعتي الأيام الماضية لمسار القضية استغربت من عدم تنفيذ الحكم علي الرغم من وجود أموالنا في ذمة الحكومة وفي الصندوق الخاص بنا - فالحال أصبح شبه مستحيل أن نكفي احتياجات بيتنا بالمعاش المتواضع الذي نتقاضاه ووضعنا آمالا علي صرف فروق العلاوات الي أن تدخل السيسي لحل ازمتنا وخلافنا مع الحكومة» هدي ابراهيم احد موظفي الحكومة السابقين تقول »خرجت علي المعاش منذ 2010 ولدي امل ان احصل علي مبلغ لا بأس به من فروق العلاوات المنصرف وكان لدينا في تحسين اوضاعنا الي أن جاء تدخل الرئيس السيسي وحل الأزمة قبل ان تحتد بمثابة قرار شجاع في توقيت سليم وإعادة لحقوقنا الضائعة». أما وليد الأحمدي صاحب ال72 عاما فيقول لم تعد الزيادة الزهيدة في المعاشات كافية لتلبية متطلبات المعيشة، نواجه ظروفا صعبة وللاسف لا أحد يشعر بنا فنحن نعاني اثناء صرف المعاش وقلة ماكينات الصرف الآلي واضطررنا للذهاب الي مكتب التأمينات التابع لنا وتحديث المعلومات كل 6 اشهر كل هذه صعوبات بالنسبة لمسن كحالتي وعلي الرغم من ذلك لا نشتكي ولكن تدني معاشاتنا الشهرية جعل من صرف العلاوات الخمسة بمثابة الحلم ان يحصل الفرد علي مبلغ مالي لا بأس به دفعة واحدة يساهم علي الأقل في تسديد جزء من الديون التي تقع علي كاهلنا وعلي الرغم من كل هذه المآسي لم نجد من ينصرنا ويقف في ضهرنا حتي تلك اللحظة التي اعلن الرئيس السيسي بتدخله و توصية رد أموال المعاشات في تلك اللحظة كنت اجلس مع اصدقائي »علي القهوة» وفور اذاعة الخبر انطلقت فرحة وزغاريد وكأننا انتصرنا بمعركة أو فزنا بمباراة حاسمة وقتها احسست بروح من التفاؤل فيما هو قادم. ويحكي ابراهيم علي انه كان يعمل مهندسا بأحدي شركات القطاع العام ، وقد سدد التأمينات لمدة 37 سنة يفاجأ بحصوله علي معاش شهري قدره 600 جنيه.. وبعد علاوات اجتماعية كثيرة اصبح معاشه 1100 جنيه.. فكيف لهذا المبلغ ان يكفي احتياجات العيش الأساسية. ويضيف ابراهيم أنا لا أريد منحة ولا سلفة ولا تعديل قوانين.. اريد حقي فقط، فنحن لا نريد استجداء حقوقنا.. واحنا متفائلين بقرار الرئيس علي امل اتخاذ خطوات سريعة. أما حنفي عبد القوي موظف علي المعاش بمصلحة الكهرباء يقول: نحن اصحاب المعاشات لا نتسول ولا نطلب المستحيل، مشيرا إلي أنه من ضمن الحقوق الضائعة حق المحالين للمعاش في سنة 2008 قبل الاول من يوليو من علاوة ال 30% حيث حرموا منها بجرة قلم من وزير، آثر ان يزرع في قلوبنا الألم، ونتمني من تدخل الرئيس السيسي ان ينهي تلك المهزلة ويعيد لنا حقوقنا معلقا علي ما حدث من توجيهات رئاسية بطوق النجاة لكل أصحاب المعاشات.