الزوج والزوجة شريكان في كل شيء ولكن هناك مساحة شخصية لابد أن يحافظ كل منهما عليها مع عدم التدخل في تلك المساحة الصغيرة فهناك أشياء لابد أن ترفض الزوجة أن يتدخل الزوج فيها لأنها تخص الزوجة فقط ومن حقها أن تتصرف في ذلك بمفردها ولا يعني ذلك أن تخفي أمورا كثيرة علي الزوج فذلك لا يصح لأنها يجب ألا تأخذ زمام قرارها في أشياء تخص الأسرة والأبناء ولكن تأخذ زمام أمورها في أمور أخواتها ووالدها ووالدتها فقط وهذا الكلام كذلك ينطبق علي الزوج في علاقته بعائلته وتحدثنا دكتورة نهلة أمين استشاري الصحة النفسية عن كيفية الحفاظ علي تلك المساحة بين الزوجين حتي تتجنب الزوجة المشاكل المستمرة مع زوجها بسبب عائلتها وحتي يتجنب الزوج المشاكل مع زوجته بسبب عائلته، تقول هناك حساسية تحدث بعد الزواج بالأخص من قبل أهل الرجل تجاه زوجته فيتصور الوالدان وبخاصة الأم أن هذه الزوجة قد سلبت ابنهما منهما وما إلي ذلك من تصورات تتبعها تصرفات تسبب مشاكل للزوجة ولذا يجب علي الزوجين الآتي أن يعلم الرجل أن أولي الناس به أمه بالدرجة الأولي ثم أبوه ثم زوجته وعلي الرجل تحمل أخطاء أمه والصبر علي تجاوزاتها ومقابلة الإساءة منها بالإحسان وأن يحسس زوجته بذلك ويطلب منها اصطناع المحبة إن لم تكن فعلا موجودة ولابد من التهادي في المناسبات وغير المناسبات ويفضل ان تكون الزوجة هي التي تهدي الهدايا للأم أو الأب ولأن تجميل المواقف مباح في تحسين العلاقات الاجتماعية والعائلية فعلي الرجل حسن استخدام ذلك للضرورة فقط وعندما لا يقوم غيره في تصفية جو الأسرة وعلي الزوج أن يأمر زوجته بعدم التدخل في شئون إخوته ووالده ووالدته حتي تكون العلاقات بينهم علي الحياد ويتقبل كل طرف الآخر ويجب أن يأمر الرجل زوجته بعدم التدخل عندما يزجر أهله أولادهما وعليها لا تتأثر بذلك ولا تبدي معارضة وعلي الرجل ألا يعتبر كلام زوجته وأخبارها من المسلمات القطعية فيبني عليها حكما نظرا لحالة الغضب التي قد تتواجد بها بعد مشاجرة مثلا أو سوء فهم للكلام وخلافه وعدم إفشاء المشاكل الزوجية الخاصة بينهما لأشخاص آخرين بالبيت، ولابد أن يتحمل الزوج مسئولية أسرته ويبتعد عن الهيمنة الذكورية حيث يطلب بعض الرجال الطاعة المطلقة من زوجاتهم ولكن الزوج القيادي الناجح هو الذي يحترم زوجته ويعاملها معاملة جيدة ويتحكم في حياته بشكل إيجابي وينجز الأمور ولا يستغل قوته ويخدم عائلته بالمثابرة والعطاء ولأن الزوج الناجح في علاقته الزوجية هو الذي يتخذ القرارات الصعبة ويحسم الأمور ولا يترك كل قرار لشريكة حياته كما يحاول فهم وجهة نظرها ويكون مرنا في قراراته وبشكل عام إذا تردد الزوج في اتخاذ قراراته فإن ذلك دليل علي وعيه الذاتي وخوفه من ارتكاب أخطاء نتيجة قرارات غير عقلانية أو سلبية في بداية الحياة الزوجية يجب علي الزوجين تحديد الأدوار ولأن المشاركة هي أفضل طريق لحياة أسرية مستقرة حيث يساعد ذلك في إبراز وجهة نظر كل منكما للآخر والتي من المفترض أن يكون كل طرف علي علم بها ويعرف جيدا أنه لا يمكن التعامل والتكيف في وضع أشخاص كثيرين يبدون آراءهم في حياتهما الشخصية ولابد أن يضعوا حدودا واضحة في أي علاقة ومنها العلاقة الزوجية لتبدأ المساحة الشخصية لكل طرف ويجب أن تحدد بينكما كيف يريد الجانب الآخر أن يتم التعامل معه وبالعكس ما هو مسموح وما هو ممنوع وأن يكون كل واحد منكما هو كيان مستقل ينبغي احترامه كشخص.