الفنان عزت العلايلي هو فنان من طراز خاص، صاحب تاريخ فني طويل قدم من خلاله أعمالا فنية متميزة تركت علامة في تاريخ السينما المصرية،هو أيضا صاحب تجارب في الكتابة المسرحية والتليفزيونية وكان أحد المؤسسين لمسرح التليفزيون،أما عن الجانب الآخر في حياته فهو رجل صريح بسيط يعشق القراءة والرياضة وخاصة ركوب الخيل،وهو أيضا صاحب تاريخ وطني شارك خلاله في الدفاع عن الحرية ضد الاحتلال الانجليزي وتعرض فيه للاعتقال، وهي التجربة التي ساهمت في تشكيل شخصيته مع بداية شبابه،هو الفنان الكبير عزت العلايلي إحدي علامات السينما المصرية. ................؟ - شخصيات كثيرة أثرت في حياتي أولها أبي الذي كان يعمل محاسبا،لكنه مثقف جدا وخاصة في مجال السياسة،كان وفديا متعصبا،وكان يحب القراءة ولديه مكتبة كبيرة وكان يعقد ندوات أسبوعية في منزلنا يحضرها أصدقاؤه الوفديون والسعديون وبعض مشاهير الأدب. ................؟ - تأثرت أيضا بالأستاذ »أمين أفندي شرّع»..مدرس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية،كان مخلصا في عمله وكان أديبا يكتب القصص،وكان يشجعنا علي القراءة، ويعطي حافزا ماديا لكل من يقرأ كتابا أو قصة..»أصل التعليم زمان كان جد..والمدرسين كانوا حاجة تانية». ................؟ - كانت لديّ ميول فنية رهيبة منذ الصغر،بدأت بتقليد أفراد العائلة رجالا ونساء،كما كنت مطرب أفراح العائلة،كنا أعيش في باب الشعرية وكنت زبونا دائما لسينمات الأهلي والشرق والهلال والحلمية،كانت التذكرة ب 3 قروش وأذكر أن أمي أرسلتني مرة لشراء متطلبات المنزل،فجذبني أفيش فيلم »يوم سعيد» لعبد الوهاب فاشتريت بالنقود تذكرة سينما ودخلت لمشاهدة العرض،ويضيف مبتسما: »كنت شقي جدا..لكن مفتكرش إني انضربت أبدا..يمكن علشان كنت ولد واحد علي خمس بنات». ................؟ - التحقت في البداية بحقوق عين شمس لكني فشلت تماما في دراسة الحقوق،فتركتها بعد عام والتحقت بمعهد الفنون المسرحية،ثم توفي أبي خلال الجامعة فتحملت مسئولية أخواتي البنات، والتحقت بالعمل في فرقة يوسف وهبي المسرحية ثم كان أول أفلامي »رسالة من امرأة مجهولة»..لتبدأ بعدها مسيرتي الفنية. ................؟ - تعرضت للاعتقال حينما كان عمري20عاما،فقد كنا قبل ثورة يوليو نشارك في الكفاح ضد الاحتلال الانجليزي،وقمت بتسجيل اسمي لدي محام للانضمام للفدائيين في القناة وبالفعل سافرت وشاركت،ولكن بعد قيام ثورة يوليو واعتداء الإخوان علي عبدالناصر تم القبض علي المحامي بعد أن ثبت أنه إخواني،وبتفتيش مكتبه وجدوا اسمي ضمن قائمة الأشخاص الذين ذهبوا للقناة،وتم القبض عليّ ضمن مجموعة من المثقفين وأعتبرها تجربة ثرية لأنني قابلت في السجن ناسا عظماء تعلمت منهم الكثير. ................؟ - إلي جانب التمثيل مارست الكتابة،وكانت لي أعمال تم تحويلها إلي أعمال درامية مثل حلقات اعرف عدوك التي كتبتها قبل حرب 1967. ................؟ - كنت أحد المؤسسين لمسرح التليفزيون ومعي أحمد توفيق ورشوان توفيق،كنا نريد عمل مسرح عالمي فأرسلني د.عبد القادر حاتم إلي لندن لعمل دراسة ثم عدت بعد شهرين لنقوم بالتنفيذ وبدأنا وقتها بثلاثة فرق. ................؟ - أبنائي هما د.محمود ويعمل طبيب أسنان، وهو أيضا سياسي ورئيس حزب المصريين الأحرار، وابنتي رحاب أو هابي وهي مصممة أزياء »شاطرة جدا»،وأنا أب ديمقراطي أؤمن طول عمري بحرية الرأي ولا أتدخل مطلقا في حياة أولادي لكني أنصح فقط. ................؟ - أحفادي هما د.مريم ابنة محمود وهي دكتورة في القانون وتعمل مستشارة في مكتب قانوني،والمهندس عادل ابن ابنتي رحاب،وأحفادي هم أقرب أصدقائي »بيوحشوني أكتر من أهاليهم»لكني للأسف لا أراهم كثيرا لانشغالهم بالعمل. ................؟ - بعد وفاة زوجتي، أشعر أن الحياه لا طعم لها،كانت تتولي كل شئوني وتهتم بكل كبيرة وصغيرة، ورغم وجود من يساعدني في شئون المنزل إلا أنني أشعر دائما أني تائه،وأفتقدها كثيرا، ويومي يسير بشكل روتيني،فإما الذهاب للتصوير إذا كان هناك ارتباطات فنية،أو أذهب للنادي صباحا وأعود للمنزل لأقضي الوقت في القراءة ومتابعة أحوال البلد، والسؤال عن أصدقائي وأولهم صديقي وتوءمي الحبيب الفنان العظيم رشوان توفيق. ويبتسم قائلا : »البعض نصحني بالزواج مرة أخري..لكن ده مستحيل ويكفيني أولادي وأحفادي الذين يعوضونني عن غياب زوجتي». ................؟ - الفن حياتي ولا أفكر في اعتزاله، فقط أحرص كثيرا في اختيار أعمال تليق بتاريخي وسني،ولا أريد شيئا من الحياة سوي الصحة والستر.