الرئيس يتسلم رئاسة الاتحاد من بول كاجامى كانت مصر علي موعد لتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي لأول مرة - يوم الأحد الماضي - منذ أن تحول من منظمة إلي اتحاد في عام 2002. وصل الرئيس إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث مقر الاتحاد قبل تسلم الرئاسة ب24 ساعة قام خلالها بنشاط مكثف، حيث التقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ثم التقي رئيس الكونغو الديمقراطية الذي تدعم بلاده الموقف المصري في ملف حوض النيل، ثم حضر مأدبة العشاء التي أعدها أبيي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي ودعا إليها رؤساء الوفود ال55 المشاركة في القمة الإفريقية. قمة ثلاثية وفي صباح يوم تسلم الرئاسة وقبل توجهه إلي مقر الاتحاد توجه الرئيس السيسي إلي مقر رئيس الوزراء الإثيوبي حيث عقدت هناك القمة المصرية الإثيوبية السودانية، وضمت الرئيس السيسي وأبيي أحمد والبشير. وصرح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة الثلاثية جاءت امتدادا للقاءات التي انطلقت بين زعماء الدول الثلاثة منذ القمة الإفريقية التي عقدت في يناير 2018، والتي تهدف إلي توفير مظلة سياسية لدعم المفاوضات الفنية حول سد النهضة، والتغلب علي أية عراقيل في هذا الصدد والعمل علي تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا.. وقال راضي إن الرئيس السيسي أكد أهمية العمل علي ضمان اتباع رؤية متوازنة وتعاونية لملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق مصالح وأهداف كل دولة من الدول الثلاث، ويحول دون الافتئات علي حقوق أي دولة. رؤية واحدة وأكد قادة الدول الثلاث خلال القمة ضرورة الحاجة إلي مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد، تقوم علي أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث في إطار المنفعة المشتركة. وتوافق الزعماء الثلاثة علي عدم الإضرار بمصالح شعوبهم كأساس تنطلق منه المفاوضات، والعمل المشترك لتحقيق التنمية لشعوب الدول الثلاث، وذلك من خلال العمل علي التوصل إلي توافق حول جميع المسائل العالقة، أخذا في الاعتبار ما يجمع الدول الثلاث من مصير واحد. وتطرقت القمة الثلاثية إلي مجمل أبعاد العلاقات القائمة بين الدول الثلاثة، وسبل تعزيز التعاون بينها، وتم الاتفاق علي استمرار التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وعلمت »آخر ساعة» من وزير الخارجية سامح شكري أنه سيتم عقد لقاء موسع في القاهرة قد يكون يوم 20فبراير الحالي للاتفاق علي بعض الإجراءات بين الدول الثلاثة، علي مستوي وزراء الخارجية والري وربما ينضم للاجتماع رؤساء مخابرات الدول الثلاث. • • • بعد انتهاء القمة الثلاثية غادر الرئيس متوجها إلي مقر ‑الاتحاد الإفريقي، حيث عقدت جلسات مغلقة قبل بدء أعمال القمة التي انطلقت في الثانية عشرة ظهرا.. وافتتحت الجلسة بكلمة موسي فيكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حيث رحب بالقادة الأفارقة، وقال: إنني علي قناعة تامة بأن رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الإفريقي ستدفع بالاتحاد إلي الأمام وذلك لما تتميز به سياسة الرئيس من خصال نبيلة ومنظور واعد لإفريقيا، فضلا عن مكانة مصر التاريخية والحضارية العريقة، وما تشكله إفريقيا من مقام عظيم لدي مصر، مشيرا إلي مقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر »إن إفريقيا هي الثورة النابضة بعينها». أثق في السيسي وعندما تحدث بول كاجامي رئيس الاتحاد المنتهية رئاسته قال: »أسلم الرئاسة إلي أخي وصديقي عبدالفتاح السيسي» وإنني أثق في أنه سيأخذ اتحادنا إلي آفاق أكبر وأرحب وأحدث. ثم تم إعلان تشكيل هيئة مكتب الاتحاد برئاسة الرئيس السيسي، ويكون نائبه الأول سيريل راما فوزا رئيس جنوب أفريقيا، والنائب الثاني رئيس جمهورية الكونغو، والنائب الثالث رئيس جمهورية النيجر، والنائب الرابع رئيس رواندا (مقرر الاتحاد) خارطة طريق ودعا كاجامي الرئيس السيسي لتولي الرئاسة وصعد الرئيس إلي المنصة وسط عاصفة من التصفيق والترحاب من رؤساء وملوك الدول الإفريقية ورؤساء الحكومات والوفود المشاركة ثم تكرر التصفيق عندما بدأ الرئيس السيسي في إلقاء كلمته التي كانت بمثابة خارطة طريق واضحة لمستقبل إفريقيا، وكانت واضحة المعالم في النهج الذي سيسير عليه خلال فترة رئاسة ومشاركة مصر في الاتحاد.. كان من أبرز النقاط التي ركز عليها الرئيس والتي تعكس سياسته الشريفة التي لا يحيد عنها: أي مشكلة أفريقية لا يحلها إلا الأفارقة دون السماح لأي أطراف غير إفريقية بالتدخل، فالأفارقة هم أدري بمشاكلهم وهم الأولي بحلها. التكامل والتنسيق بين الدول الإفريقية كلها لتحقيق التنمية. فتح مجالات أوسع وأرحب للمرأة والشباب للمشاركة في خطط التنمية وتنفيذها. الإسراع في إعادة الأعمار للدول التي عانت من المنازعات وأن تكون خطط الإعمار بموافقة ومشاركة الدول المعنية.. والعمل علي التأكد من عدم اندلاع المنازعات مرة أخري. التحذير من الإرهاب الذي وصفه بالسرطان الخبيث الذي ينهش في جسد الدول. الدعوة إلي دعم المؤسسات الوطنية الحامية والقوية والتي هي أساس حماية الأوطان. لم يفت الرئيس السيسي أن يذكر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ويقول إن مقولاته مر عليها أكثر من نصف قرن، ولكن صداها مازال يرن في الآذان، ليضرب مثلا يحتذي لكل القادة بتخليد الزعماء الوطنيين الراحلين. ألم أقل في بداية حديثي إن رئيسنا ينتهج سياسة شريفة.