رغم أن صور الاحتلال التقليدي رحلت فيما عدا احتلال بني إسرائيل لفلسطين وبعض الأراضي العربية في سوريا ولبنان إلا أن الدول الاستعمارية وجدت ضالتها في التضييق علي الدول بأساليب جديدة. نعلم أن للقوي الناعمة مفعول السحر في تحقيق أهداف القوة الغاشمة الإرهابية.. فقد أنشأت الدول الاستعمارية لجاناً تحت مسميات حقوق الإنسان والحرية الدينية وهذه القوي الناعمة تسمح باستخدام القوة الغاشمة المدمرة لمقدرات الدول بمجرد الإدانة بمجلس الأمن. لهذا لا نجد غضاضة أن نسمع يوميا تقارير لهذه اللجان بأن حرية الإنسان في التعبير عن آرائه تنتهك وأنه يلقي عذابا في السجون رغم أنه معتقل رأي خاصة أن الدول المتقدمة تسمح بانتقاد المسئولين علنا دون اعتقال.. وهذا حق يراد به باطل لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وعلينا أن نفرق بين الرأي المقنع الذي يقوم علي حقائق وأرقام ودلائل لا تقبل الشك وبين التحريض. هذه هي المعضلة.. لهذا نجد من حين لآخر ادعاء هذه اللجان بأن هناك في إحدي الدول قمعاً للحريات واضطهاداً للحرية الدينية.. وليست اللجان وحدها هي صاحبة الجرم فهناك ضعف في بعض الدول يؤدي إلي إحكام سيطرتها علي شعوبها من خلال القمع مما يعطي لمدعي حقوق الإنسان والحريات الحجة الزائفة لانتقادها. علمنا الدين الإسلامي.. مجادلة الرأي بالرأي مادام لم يرفع سلاحا يهدد أمن المواطنين وعلمنا الإقناع بالحجة وألا يظلم إنسان صاحب رأي حتي ولو اختلف مع الحاكم أو الرئيس وإنما وجب التصحيح للاثنين الحاكم والمحكوم لمن يقع عليه الخطأ في الاستدلال برأيه ببعض الحقائق التي يجهل صحتها. الخط المستقيم يؤمن الوطن ويحجب الخارجين الطامعين في تفتيت الأوطان العربية والإسلامية والتسامح والعلاقة الطيبة بين الحكام والمواطنين تربك حسابات المحتلين الجدد عن بعد ولكن للأسف نقدم لهم الطُعم الذي يصطادوننا به!