من بين كل الإجراءات والقرارات المهمة التي تم اتخاذها تقف عملية استرداد أراضي وممتلكات الدولة من مسئولين سابقين كبار حصلوا عليها بطريقة وبأخري سواء كانت استغلالاً لمواقعهم العامة أو تربحاً منها وبتعديات صريحة واستيلاء مباشر في حالات، كأكثر ما يطمئن القطاعات الأوسع من جماهير شعبنا علي أن الدولة صارت أكثر رسوخاً وجدية في عزمها علي مواجهة الفساد ورد ما سلب من ثروات المصريين علي امتداد عقود ثلاثة وأكثر ثبت فيها نظام المخلوع حسني مبارك ورجاله دعائم دولة الفساد. خلال الشهر الماضي تابع المصريون بشغف ممزوج بحبور ما اتخذته الدولة من إجراءات لسحب كبائن المنتزه بالإسكندرية من قائمة طويلة من المنتفعين وورثتهم والأكثرية من هؤلاء وفق ما كشف من أسماء لم يكن لهم الحصول بطريق شرعي علي هذه الكبائن وبعضها بمساحات تقترب من الألف متر ويزيد في البقعة الساحلية التاريخية العريقة الأشد جمالاً والأعلي قيمة في المحروسة كلها، لولا وجودهم في السلطة أو اقترابهم منها، كما حال فيلا حصل عليها علاء نجل المخلوع مبارك ليس لشيء غير أنه ابن من كان رئيساً قبع في الحكم ثلاثين عاماً حتي ظن أنه ملك الأرض ومن عليها وإلي حد أن طمع في توريث الشعب نفسه لابنه. وبعيداً عن مبارك بولديه ومن حولهم من منحرفين تعيشوا علي الفساد وأفسدوا علينا حياتنا وعن واحد من رؤساء حكوماته باع فيلا تحصل عليها خلال السنوات الأخيرة من حكمه وأثناء وجوده بمنصبه قبيل تنفيذ قرار سحب فيلات وكبائن المنتزه، وبمنأي عما رافق تنفيذ إجراءات رد الكبائن والفيلات بأراضيها من دهشة واستغراب وتشكيك بالنوايا في حالات.. جاءت قرارات سحب فيلات وأراض بمنطقة لسان أبوسلطان علي البحيرات في الإسماعيلية الخميس الماضي لتؤكد أن الحادث ليس كما روج البعض وراءه أهداف مخفية كإحلال المسئولين السابقين برجال النظام الجديد وهي الدعاية السلبية المضادة التي قال بها فريقا مبارك والإخوان وهي ليست مستغربة منهم إذ تشاركوا في حيازة كبائن المنتزه..!! وإنما هو توجه أصيل لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لملاحقة أقطاب الفساد من الزمن الماضي ورد ما سلبوه من ثروات البلاد، ففي القائمة الأولية لما جري سحبه من أراض وفيلات بلسان الوزراء بأبوسلطان والتي تعاونت فيها محافظة الإسماعيلية مع هيئة الرقابة الإدارية وجهاز الكسب غير المشروع ما يفيد بأنه لا أحد ومهما طال الزمن سيكون بعيدا عن المساءلة أو سيسمح له بالاحتفاظ بما نهب. أتصور أن العام الجديد ومازلنا في شهره الثاني ستكون ملاحقة الفساد العتيق عنواناً له.. وسعوا دائرة البحث والفحص بالمحافظات ففي استرداد ما نهب - وهو كثير وكثير جداً - ما يشفي اقتصادنا العليل.