قبل 67 عاماً كتب أبطال الشرطة بدمائهم الزكية صفحة ناصعة في سجل البطولة والفداء التي تمتلئ صفحاته ببطولات رجال الجيش والشرطة فكانت موقعة مبنى محافظة الإسماعيلية حيث بنادق رجال الشرطة فى مواجهة دبابات الإنجليز .. في يوم 25 يناير من عام 1952 قدم أبطال الشرطة رغم قلة عددهم “850 ضابطاً وجندياً“ وقلة عتادهم، “تسليحهم كان البندقية فقط“ ملحمة بطولية في مواجهة جحافل الجيش البريطاني الذي كان قوامه أكثر من 7 آلاف ضابط وجندي مسلحين بالأسلحة الثقيلة والدبابات بعد رفض قوات الشرطة الانصياع للإنذار البريطاني بالانسحاب من مبنى محافظة الإسماعيلية الذي كانوا يتولون حراسته والرحيل إلى القاهرة بعد أن تسبب انضمام أبطال الشرطة إلى رجال المقاومة والعمليات الفدائية وتمكن ما يزيد عن 100 فدائى من تنفيذ عدة عمليات نوعية ضد معسكرات القوات البريطانية وكبدوها خسائر فادحة جعلت القائد البريطاني الجنرال »اكسهام« يستدعى ضابط الاتصال المصرى ويسلمه إنذاراً بأن تسلم الشرطة المصرية أسلحتها للقوات البريطانية وترحل عن منطقة القناة بالكامل.. رفض ضابط الاتصال المصري مما أغضب القائد الإنجليزي فأمر سرايا المشاة البريطانية والدبابات والمدرعات بمحاصرة مبنى محافظة الإسماعيلية وأماكن تجمع قوات الشرطة المصرية وأطلقوا تحذيرات عبر مكبرات الصوت يطالبون رجال الشرطة بالاستسلام وصدرت تعليمات وزير الداخلية آنذاك فؤاد باشا سراج الدين بالقتال حتى آخر رصاصة ودارت معركة حامية الوطيس غير متكافئة وبعد 3 ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجانبين، اقتحمت مجموعتان من القوات البريطانية المبنى من أحد جوانبه واستخدموا طلقات الدبابات إلا أنهم قوبلوا بمقاومة شرسة أسفرت عن استشهاد 41 وإصابة 73 توفي منهم 15 متأثرين باصاباتهم بينما تكبدت القوات البريطانية 13 قتيلا وأصيب 12.. انبهر القائد البريطاني “اكسهام” ببطولة رجال الشرطة المصريين وأمر جنوده بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة بالإسماعيلية تكريما لهم وتقديراً لشجاعتهم. ومنذ ذلك التاريخ الذي اتخذته هيئة الشرطة عيداً لها، ها هم رجال الشرطة يسطرون يوما بعد يوم تاريخاً طويلاً من البطولة والفداء وهم يدافعون جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش البواسل عن تراب مصر في حربها المقدسة ضد الإرهاب من أجل أن تعيش مصر والمصريون في أمن وأمان.. حرب ضروس خاضها ويخوضها أبطال الشرطة ضد الإرهاب الأسود كما أنهم وقفوا حائط صد أمام المؤامرات التي تحاك ضد مصر في الداخل والخارج.. قائمة الشرف تضم 1325 شهيدا منذ أحداث يناير 2011 وأكثر من 20 ألف مصاب روت دماؤهم الطاهرة تراب الوطن. أقولها من كل قلبي كل عام وأبطال الشرطة بخير بداية من أصغر مجند حتى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الخلوق الذي نجح نجاحاً كبيراً في مواجهة الإرهاب وحقق ويحقق نجاحات يومية على مسارين متوازيين الأمن السياسي والأمن الجنائي وجميعنا يشعر بذلك ومن حقهم علينا أن نقف لهم إجلالاً واحتراماً ونقول بأعلى صوت “تعظيم سلام للأبطال.. تعظيم سلام لأرواح الشهداء“.