وحش الشاشة فريد شوقي استطاع الفنان الراحل فريد شوقي، أن يحتفظ بنجوميته طوال نصف قرن وقدم خلال مسيرته الفنية عددا ضخما من الأعمال التي حظيت بشعبية وجماهيرية كبيرة. وقد أهله بنيانه القوي لأدوار البطل القوي، والفتوة كما برع في أدوار الشر حتي أطلق عليه الجمهور ألقابا كثيرة منها وحش الشاشة، وملك الترسو. ولد الفنان فريد شوقي، بحي السيدة زينب بالقاهرة في 3 يوليو عام 1920 وكان والده يعمل مفتشا بوزارة المالية، وقد تتلمذ علي يد رائد المسرح العربي الفنان عزيز عيد، من خلال فرقة الهواة المدرسية وقام بالتردد على المسارح بشارع عماد الدين ليمثل بأدوار الكومبارس في فرق نجيب الريحاني وفاطمة رشدي ويوسف وهبي وعندما أنهى تعليمه التحق مع والده بوزارة المالية. لكنه ظل حريصا على الاستمرار في نشاطه من خلال فرقة الهواة ولم تمنعه الوظيفة من ممارسة هوايته حتى كون مع أصدقائه الهواة فرقة مسرحية باسم "الرابطة القومية للتمثيل" ليقوم فريد شوقي، ببطولة أول مسرحية للفرقة حتى تم افتتاح المعهد العالي للتمثيل عام 1945 ليقوم فريد، بالالتحاق به ونجح في امتحان القبول وتخرج من الدفعة الأولى ليستقيل من وظيفته ويبدأ مشواره في عالم التمثيل. وظل يقوم بعدة أعمال صغيرة في السينما إلا أن جاءت فرصته الحقيقية عندما قدمه المخرج الكبير صلاح أبو سيف، من خلال فيلم "الأسطى حسن" عام 1952 أمام الفنانة هدى سلطان، لتنهال بعدها العروض عليه ليقوم ببطولة مجموعة أفلام ناجحة تعاون فيها مع كبار المخرجين مثل أفلام ابن حميدو، ورصيف نمرة 5، والنمرود ثم قام عام 1954 بكتابة، وإنتاج فيلم "جعلوني مجرما" الذي كان سببا في صدور قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المذنب من بدء حياة جديدة. وكان فريد شوقي، حريصا جدا على التجاوب مع جمهوره ومعجبيه فهو يعلم جيدا أن الجمهور هو الذي سانده في رحلة كفاحه حتى أنه قام بالرد على جمهوره بنفسه دون ملل ليطمئن كل من قام بالاتصال به إثر تعرضه لأزمة صحية حادة في حقبة السبعينيات، وذات مرة كان شوقي، متواجدا بأحد الأستديوهات وأثناء تحدثه مع زوجته عبر الهاتف أحس بدوار واختناق شديد فسقط مغشيا عليه، وقد هرولت زوجته وقتها "سهير ترك" إلى الأستديو وبصحبتها ثلاثة أطباء وقد قرروا ضرورة نقله إلى مستشفى المعادي، حيث تعرض على إثر ذلك لأزمة صحية حادة نتيجة لهبوط في القلب، وظل في غرفة الإنعاش يومين ومكث في المستشفى لمدة أسبوع وبعدها عاد إلى منزله. وقد انتشرت شائعة قوية عن وفاة فريد شوقي، وقتها ولم ينقطع رنين الهاتف عن منزله، وقد علم فريد، بأمر شائعة وفاته فطلب بإحضار التليفون إلى جانبه ليرد على جمهوره ومعجبيه بنفسه قائلا: أنا فريد حي لم أمت. أخبار اليوم: 25-11-1972