جاء فوز مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم عام 2019 بما يشبه الإجماع ليتواكب مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي هذا العام وإعلان الرئيس السيسي مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقي عام 2019. ثلاثة أحداث تمثل أضلاع مثلث يحمل عنوان »2019.. أفريقيا في أحضان مصر».. لا أميل إلي استخدام عبارة »مصر تعود إلي القارة الأفريقية».. قناعتي أن أفريقيا هي التي تعود بقوة إلي أحضان مصر الدافئة.. مصر الشقيقة الكبري التي دعمت كل الثورات الأفريقية علي مدي 65 عاما وقدمت يد العون وكل أشكال المساعدات الاقتصادية والتقنية للدول الأفريقية بعيداً عن أية مطامع.. مصر التي لا تبخل بخبراتها وامكاناتها لتنفيذ مشروعات التنمية في الدول الأفريقية وآخرها أكبر سد ومحطة لتوليد الكهرباء في تنزانيا.. هذا المشروع العملاق الذي فازت بعطاء تصميمه وتنفيذه شركة »المقاولون العرب» بالشراكة مع شركة »السويدي اليكتريك» مما يؤكد موقف مصر الثابت في هذه القضية بالذات.. قضية التنمية في أفريقيا. أعود إلي أضلاع المثلث حيث فازت مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019 بعد التصويت الذي جري أمس الأول وحصولها علي 16 صوتا من أصوات 18 دولة لها حق التصويت في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم حيث لا يحق للدول المتنافسة علي حق تنظيم البطولة التصويت وهو ما طبق علي مصر وجنوب أفريقيا.. حصلت مصر علي 16 صوتا مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا هو صوت ليبيريا بينما امتنعت نيجيريا عن التصويت.. هذه الأغلبية الساحقة التي حققتها مصر إن دلت علي شيء فإنما تدل علي مكانة مصر لدي الدول الأفريقية وامكاناتها الضخمة وقدراتها علي إخراج هذه البطولة الأهم علي المستوي الأفريقي في أفضل صورة. رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هذا العام ستعطي بلا شك زخما لجهود دعم وتطوير العلاقات بين الدول الأفريقية وتوحيد مواقفها في المحافل الدولية استناداً لمكانة الرئيس السيسي بين زعماء القارة السمراء وثقتهم به وبقدراته وبُعد نظره. أما إعلان أسوان عاصمة للشباب الأفريقي هذا العام فهو القرار الذي أعلنه الرئيس السيسي في ختام منتدي شباب العالم 2018 الذي انعقد في نوفمبر الماضي بشرم الشيخ بهدف دعم الحوار مع شباب القارة الأفريقية حيث تستضيف أسوان هذا العام ملتقي الشباب العربي والأفريقي لبحث أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب ويتم البدء في إنشاء مدينة لشباب أفريقيا في مصر ليس فقط لإتاحة الفرصة للشباب الأفريقي للمشاركة في المؤتمرات الدولية التي تنعقد في مصر ولكن أيضا لاستقبال شباب القارة علي مدار العام. فعاليات عديدة تنتظر الشباب الأفريقي في مصر عام 2019 من أهمها أيضا البدء في برامج تأهيل الشباب الأفريقي للقيادة من خلال البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الأفريقي علي القيادة والأكاديمية الوطنية المصرية لتدريب الشباب العربي والأفريقي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودعم إنشاء شركة متخصصة لتطوير قدرات الشباب الأفريقي علي استخدام البرمجيات.. ولا ننسي ما أعلنه الرئيس السيسي في ختام منتدي شباب العالم من إعلان شرم الشيخ مدينة للتكامل العربي الأفريقي. كل هذه الأحداث والفعاليات بالإضافة إلي خطط دعم التبادل التجاري بين مصر والدول الأفريقية بما يستهدف زيادة الصادرات المصرية لأفريقيا وفتح أسواق جديدة لمنتجاتنا الزراعية والصناعية ودعم حركة السياحة والطيران من وإلي مصر يؤكد صدق قناعتي أن أفريقيا تعود بقوة إلي أحضان مصر الدافئة وأن عام 2019 سيشهد انطلاق هذه العودة. آخر كلام لعل فوز ساحر الكرة المصري محمد صلاح بلقب أفضل لاعب في أفريقيا للعام الثاني علي التوالي خير دليل أيضا علي مدي تقدير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم »الكاف» لمصر ونجومها المتميزين.