"سياحة النواب" تصدر روشتة علاجية للقضاء على سماسرة الحج والعمرة    ارتفاع أسعار النفط 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز على بيانات اقتصادية    خبير علاقات دولية: انتشار الصراعات أحد أسباب تزايد معدلات الإنفاق العسكري عالميا    مباشر مباراة أرسنال ضد تشيلسي في دربي لندن - (0-0)    تطورات مثيرة في مستقبل تشافي مع برشلونة    فريق سيدات يد الأهلي يتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية    حسام حسن يستقر على ضم ثنائي جديد من الأهلي    الونش دهس السيارات.. حادث تصادم على طريق جسر السويس و3 مصابين (تفاصيل)    خالد الجندي عن مسجد السيدة زينب بعد تطويره: تحول إلى لوحة فنية (فيديو)    هالة خليل: أتناول مضادات اكتئاب في التصوير.. ولا أملك مهارات المخرج    دياب يكشف عن شخصيته بفيلم السرب»    عمرو نبيل مؤسس شُعبة المصورين يضع روشتة علاج لإنهاء أزمة تصوير جنازات المشاهير والشخصيات العامة    «الرقابة الصحية» توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية لمنح شهادة «جهار _ إيجيكاب»    صحة كفرالشيخ في المركز الخامس على مستوى الجمهورية    بشرى سارة.. تعديل كردون مدينة أسوان وزيادة مساحته ل 3 أضعاف    يبقى أم يرحل؟ جوريتسكا يتحدث عن مستقبله مع بايرن ميونيخ    العميد يؤجل طلب إضافة عناصر لجهاز المنتخب لبعد مباراتي بوركينا فاسو وغينيا    صدمة في ليفربول| غياب نجم الفريق لمدة شهرين    البرلمان الأوروبي يوافق على القواعد الجديدة لأوضاع المالية العامة لدول الاتحاد الأوروبي    خرجت بإرادتها لخلافات عائلية.. إعادة فتاة الصف الثانية بعد 48 ساعة اختفاء.. صور    "تعليم البحيرة": تخصيص 125 مقرًا للمراجعة النهائية لطلاب الإعدادية والثانوية - صور    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    المشدد 15 عامًا ل4 مدانين بالشروع في قتل سائق وسرقته بكفر الشيخ    .. وبحث التعاون مع كوريا الجنوبية فى الصناعات البحرية    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    أوكرانيا: روسيا ستقصف أماكن غير متوقعة.. ونحن نستعد لصد أي هجوم    مصر رئيساً لاتحاد المعلمين العرب للدورة الثالثة على التوالي    بدء حفل فني على مسرح قصر ثقافة العريش بحضور وزيرة الثقافة    عمرو يوسف يكشف عن حقيقة وجود جزء ثاني من «شقو»    بالفيديو.. خالد الجندي يشيد بكلمة وزير الأوقاف عن غزة بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    "بقى فخم لدرجة مذهلة".. خالد الجندي يشيد بتطوير مسجد السيدة زينب |فيديو    بشرى لأهالي سيناء.. 36 ألف وحدة سكنية و200 فيلا برفح والشيخ زويد    تعديل رسوم التراخيص والغرامات للعائمات الصغيرة بقناة السويس    دراسة: الوجبات السريعة تسبب تلف الدماغ عند الأطفال    غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض    للحوامل.. نصائح ضرورية لتجنب المخاطر الصحية في ظل الموجة الحارة    حذر من تكرار مصيره.. من هو الإسرائيلي رون آراد الذي تحدث عنه أبو عبيدة؟    كشف ملابسات سير النقل الثقيل في حارات الملاكي بطريق السويس الصحراوي    التوقيت الصيفي 2024.. مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    مجرد إعجاب وليس حبا.. رانيا يوسف توضح حقيقة دخولها فى حب جديد    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحة المصريين في أمان
مصر تتخلص من أوجاعها

يومًا بعد يوم ترسم مصر أجزاءً من خريطتها الصحية الجديدة لتكملها عقب انتهاء المسح الطبي الشامل ل75 مليون مواطن عن طريق مبادرة الرئيس للقضاء علي فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية التي انطلقت أكتوبر الماضي.
ملامح الخريطة تتحدد من خلال إجراء الفحص الطبي لكل مريض شاملًا فيروس سي والسكر وقياس الضغط والطول والوزن (السمنة)، في كل المحافظات مرورا ب3 مراحل لتحدد الدولة عدد المصابين بهذه الأمراض وتعالجهم مجانًا لتقضي علي وباء فيروس سي بنهاية 2020 ضمن أكبر مسح طبي في تاريخ العالم تجريه المبادرة .
بانتهاء المسح الطبي مطلع مايو المقبل تكتمل عناصر خريطة مصر الصحية بتحديد الأماكن الأكثر انتشارًا للأمراض السارية في مصر يمكنها من دراسة ذلك لإعادة توزيع الخدمات الصحية بصورة عادلة.
تستعرض »الأخبار»‬ في هذا الملف ما حققته الدولة من إنجاز في مجال الصحة أشاد به العالم أجمع لقهر فيروس سي والأمراض غير السارية التي تعد سبب الوفاة الأول في مصر.
مبادرة الرئيس ترسم الخريطة الصحية لمصر في أكبر مسح طبي بالتاريخ
»‬الصدفة» خلصتهم من وباء فيروس »‬سي»
المصابون:»‬100 مليون صحة» أنقذت أكبادنا
»‬الصدفة» كانت عاملا مشتركا جمع بعض المواطنين ممن أجروا المسح الطبي ضمن المبادرة الرئاسية للقضاء علي فيروس سي حيث أكدوا ل»‬الأخبار» خلال تفقدها عدداً من نقاط المسح الطبي والعلاج بالقاهرة أنه دون هذه المبادرة لما اكتشفوا إصابتهم بالفيروس، موجهين الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي علي تبني هذه المبادرة. ونستعرض في هذا الملف القصص التي عايشها المواطنون.
صديق »‬دهب» يقوده إلي اكتشاف مرضه
لم يكن دهب محمد، 57 عامًا، من محافظة أسوان، يعاني من أي أعراض مرضية، اقترح عليه صديقه الذهاب معه لإجراء مسح الفيروس بالمبادرة للاطمئنان عليه، فتوجها إلي أقرب نقطة في منطقة المعادي القريبة من عملهما معًا، فاجري الصديق تحاليله فكشفت سلامته، وألح علي صديقه دهب لاجراء الفحص الطبي بالمبادرة، مرات كثيرة، لكن الرفض كان جوابه معللا ذلك بعدم شكواه من أي أعراض تقلقه.
مع إلحاح الصديق تقدم دهب لعملية المسح ليصاب بذهول بعد ظهور نتيجة الفحص المبدئية بأن جسده يحمل أجسامًا مضادة للمرض وتحويله لمستشفي أحمد ماهر لإجراء بقية التحليل.
»‬مكنش عندي أي أعراض ولا فيه أي حاجة بتتعبني واتصدمت لما عرفت مرضي بالصدفة ومكنتش مصدق» بحسب ما أكد دهب محمد، مضيفًا أن المرض ليس له أعراض مبدئية، وأن الحملة هي خطوة هامة للغاية لاكتشاف المرض قبل اتلافه للكبد كله والدخول في مراحل التليف أو أورام الكبد، والذي لا يوجد له حل سوي زراعة كبد آخر وهي صعوبات يصبح الشخص في غني عنها اذا اكتشفه باكرًا وتوفر الحملة الكثير من النفقات حيث أن التحاليل والأشعة جميعها بالمجان حتي العلاج مجانًا.
ازدحام وتكدس علي وحدات المسح والعلاج
المواطنون يشكرون الرئيس.. ويطالبون بزيادة وحدات التقييم والعلاج
ما بين فرحة وتوتر وترقب ينتظر المئات من المواطنين بمراكز العلاج والتقييم التابعين للمبادرة لإجراء التحاليل الطبية واستلام العلاج، معبرين عن شكرهم للرئيس عبدالفتاح السيسي بتبني المبادرة التي تكفل لهم الدواء مجانا، مطالبين بزيادة عدد مراكز التقييم لتخفيف التكدس علي المراكز الحالية.
علي سلالم مستشفي القاهرة الفاطمية يتكدس مئات المواطنين من الطابق الارضي الي الثاني انتظارا لدورهم لإجراء التحاليل الطبية واستلام العلاج، فتسبب في صعوبة المرور وحالة من الهرج وعدم التنظيم لإجراء التحاليل وسط غضب من المواطنين نتيجة الزحام وانتظارهم لأكثر من 7 ساعات كاملة دون إجراء التحاليل أو استلام العلاج.
كان من الصعب الصعود إلي مكتب مدير المستشفي وسط ازدحام المواطنين علي السلالم المؤدية للمكتب وفور دخولنا لمكتب المدير، تصادفنا مع وجود شكوي لإحدي السيدات مصابة بالفيروس وجاءت 3 مرات سابقة من المرج لإجراء الاشعة الصوتية ولم تستطع ذلك نتيجة الزحام دون ان يعطيها الموظف المختص موعدا لإجراء الاشعة، تزامن ذلك مع دخول الطبيب المسئول عن الحملة بالمستشفي ليطلب من المدير استدعاء الشرطة للسيطرة علي مشهد الخارجي.
اصطحبنا مسئول المبادرة وسط تحذيرات من نائب مدير المستشفي من اعتداء المواطنين علينا، بدعوي الازدحام الكثيف بالخارج وعدم السيطرة علي الموقف قائلا »‬أفراد الأمن بتضرب من الناس بره»، اضطر مسئول المبادرة إلي النزول بنا من السلم الخلفي للوصول إلي عيادات التقييم ومعامل سحب العينات.
لأكثر من ساعة تواجدنا فيها امام عيادات التقييم والمعامل يحاول الامن الخاص بالمستشفي وأجهزة التنبيه اخراج المواطنين من امام العيادات وإقناعهم بالنزول الي الطابق الارضي وانتظار ارقامهم للدخول الي العيادات الا انهم وجدوا صعوبة بالغة في ذلك، فاضطر المستشفي الي وقف عمل العيادات والمعامل لأكثر من ساعة حتي يمكنهم من خروج المواطنين ووصل الامر الي جذب المقاعد من تحت المواطنين لإخراجهم وتعامل الامن بشكل غير لائق.
المواطنون بدورهم عبروا عن شكرهم للرئيس السيسي لإطلاق المبادرة التي اسهمت في اكتشافهم اصابتهم بالفيروس والكشف علي امراض السمنة والضغط والسكر بالمجان، لكن التكدس وطول الانتظار لفترات تصل الي 10 ساعات أدي الي ذهابهم وعودتهم اكثر من مرة، أو إجراء التحاليل في المعامل الخارجية علي نفقتهم الخاصة، أو الذهاب وعدم العودة مرة أخري.
يجلس محمد فتحي خارج باب المستشفي بعد ان طال انتظاره بالداخل فترة كبيرة دون ان يحين دوره لدخول العيادات ويقول »‬جئت امبارح الي المستشفي ومشيت دون إجراء التحاليل المطلوبة نتيجة الازدحام وجئت اليوم بدون فايدة وما زلت انتظر».
ويضيف: المبادرة الرئاسية جيدة وطمنتني علي صحتي بدلا من تدهورها دون ان اعلم بمرضي، لكن الازدحام يؤدي الي مغادرة الناس دون إجراء التحاليل واستلام العلاج».
ويطالب بزيادة عدد مراكز التقييم والعلاج في محافظة القاهرة حتي يستوعب هذا التكدس.
ممسكة بورقة تحمل رقم 993 هو رقم تسلسلها للدخول للعيادات في الوقت الذي ينادي التنبيه الآلي علي من يحمل رقم 330 تنتظر صابحة محمد، برفقة سيدتين، دورها لتقديم التحاليل الي الطبيب بعيادات التقييم بعد ان اجرتها في الخارج نظرا للتكدس في المستشفي.
بمجرد الحديث معها تقول: المبادرة كويسية وربنا يبارك في الرئيس السيسي، لكن ننتظر من الثامنة صباحا كان الوقت آنذاك الثالثة مساءً في المستشفي لتقديم نتائج التحاليل للطبيب ولم يأت دوري، وانا وراي شغل حيث اعمل بائعة في سوق باب الشعرية.
لم يختلف مشهد التكدس في معهد الكبد كثيرا، لكن كان بصورة اكثر نظاما حيث خصصت إدارة المعهد اكثر من مكان للمبادرة الأول لإجراء المسح الطبي، والثاني لإجراء التحاليل الطبية، والثالث للأشعة والرابع لاستلام العلاج والخامس توجد به عيادات التقييم وذلك في اماكن متفرقة من المعهد.
لكن ظل مشهد الازدحام موجوداً لكثرة عدد المواطنين الذين طالبوا بزيادة عدد العيادات ومراكز العلاج، لتخفيف التكدس وخفض ساعات الانتظار بالمعهد وتخصيص اكثر من منفذ لاستلام العلاج موجهين الشكر للرئيس علي المبادرة المجانية التي لم يتكفلوا جنيها واحداً فيها.
وقال د. محمد إسماعيل مدير معهد الكبد، إن المعهد قام بإجراء المسح علي 200 مواطن و500 آخرين للتقييم و500 لاستلام العلاج.
وأضاف ان المعهد تغلب علي الازدحام من خلال تقديم الخدمات في الصباح الباكر منذ الساعة 7 ونصف صباحًا، وفي حالة ان كان تحليل الpcr ايجابيا يتم صرف العلاج له، وهناك حالات يتضح وجود تليف في الكبد فيتم احالته الي عيادات الكبد للعلاج التحفظي اما اذا كانت حالته متدهورة فيتم احالته الي عيادات الزرع ، وهناك من يتضح وجود ورم بالكبد يتم تحويله لعيادات الاورام، والنسب ليست كبيرة.
وأكد إسماعيل أن مرحلتي التقييم والعلاج تستغرق ما يقرب من 10 إلي 15 يوما. وأوضح ان المعهد وضع خططاً لتفادي الازدحام من خلال تحديد نقاط المسح بعيدة عن نقاط العلاج ونقاط التقييم حتي لا يحدث تكدس.
الاخبار ترصد إجراء المسح والتقييم في 9 مراكز
5 دقائق لإجراء الفحص والتحاليل والعلاج بالمجان
في غضون 5 دقائق يستطيع المواطن إجراء المسح الطبي كمرحلة أولي، عن طريق إجراء التحاليل الطبية لفيروس سي والسكر وقياس الضغط وكتلة الجسم والطول بالمجان للاطمئنان علي صحته وذلك في أكثر من 3 آلاف نقطة مسح ومتحركة في 20 محافظة تليها المرحلة الثانية بإجراء التحاليل المكملة بمراكز التقييم والعلاج لتسطيع الدولة تحقيق مبدأ الوقاية خير من العلاج ومنع إصابة آخرين بأمراض السكر والضغط وفيروس سي وعلاج من يكتشف إصابتهم ورسم خريطة مصر الصحية.
في معايشة ل»‬الأخبار» في اكثر من 7 نقاط مسح منها 4 نقاط للمسح بمجمع التحرير بوسط القاهرة، ونقطة مسح وحدة صحة الأسرة بالدراسة، ونقطة سادسة بمستشفي القاهرة الفاطمية وسابعة بمعهد الكبد، رصدت المرحلة الأولي (المسح الطبي)، حيث تبدأ عملية المسح بالاستعلام ان كان مستهدفا من المسح الطبي أم لا وهل أجري المسح من عدمه، وذلك بإدخال الرقم القومي للمواطن علي »‬السيستم» الالكتروني المتضمن قاعدة البيانات التي تضم 60 مليون مواطن.
المستهدف من المسح
بمجرد إدخال الرقم القومي يظهر ان كان مستهدفا من المسح من عدمه، وفي الحالة الأولي يتم تدوين اسم المواطن علي الكارت الذي يحمل اسم المبادرة وتتضمن نتائج الكشف الطبي من ضغط وسكر وفيروس سي وكتلة الجسم، ثم ينتقل المواطن الي المرحلة الثانية بالمرور علي طبيب نقطة المسح، لقياس الضغط للمواطن ويسجل نتيجته ثم يقيس وزنه وطوله ويدون كل ذلك علي الكارت.
ينتقل المستهدف من عملية المسح الي المرحلة الثالثة فيقوم الممرض بفرش منديل ابيض بسحب عينة دم منه لإجراء تحليل السكر ثم عينة أخري لإجراء تحليل فيروس سي عن طريق الكواشف بوضع عينة الدم في الكاشف الخاص بكل مواطن، ثم التخلص من الادوات الخاصة بكل مواطن في سلة مهملات مغلقة، ويتم تدوين نتيجة قياس السكر علي الكارت ثم ينتظر المريض 20 دقيقة بالخارج لحين ظهور نتيجة تحليل الاجسام المضادة لفيروس سي ويتم تدوينها علي كارت المواطن.
وبعد تدوين كل النتائج علي كارت المريض يعود مرة اخري للطبيب الذي بدوره يطلع علي الكارت ويقوم بتوعيته بشأن أمراض الضغط والسكر والسمنة وكيفية الوقاية من الاصابة بفيروس سي، ثم يتوجه المواطن بالكارت الي المرحلة الرابعة والأخيرة ليعود الي مدخل البيانات لتسجيل كل نتائج التحاليل والكشف المدونة بالكارت علي »‬السيستم» الالكتروني والملف الخاص بكل شخص واذا كانت مصابا بامراض السكر والضغط يحدد النظام الالكتروني تلقائيا موعداً للذهاب الي مراكز العلاج لاستلام الدواء مجانا، واذا كانت نتيجة تحاليل فيروس سي ايجابية، فمجرد تدوينها علي النظام يحدد موعداً للذهاب الي مركز التقييم والعلاج الأقرب له حسب محل الإقامة لإجراء باقي التحاليل للتأكد من اصابته بالفيروس من عدمه ويحصل المواطن علي الكارت مع نهاية عملية المسح.
المرحلة الثانية
عقب الانتهاء من مرحلة المسح الطبي للفيروس في نقاط المسح، يذهب المواطن في الموعد المحدد له الي مراكز التقييم والعلاج لإجراء باقي التحاليل المتمثلة في تحليل الP»‬ک، لتحديد مدي الإصابة بفيروس سي من عدمه، ثم إجراء تحليل صورة دم كاملة ووظائف كلي، ثم تحديد موعد آخر الكترونيا لإجراء أشعة صوتية علي منطقة البطن، ثم عرض نتائج التحاليل الطبية علي الطبيب في المركز لتقييم الحالة وصرف العلاج المناسب لها.
في بداية الجولة التي شملت مركزين للعلاج في محافظة القاهرة الأول في مستشفي القاهرة الفاطمية والثاني بالمعهد القومي للامراض المتوطنة والكبد، توجد عيادات الباطنة التي تستقبل المواطنين المرضي بأمراض الضغط والسكر للعرض علي الطبيب لصرف الادوية لهم مجانا والمتابعة مع العيادة بصفة دورية.
صفوف من المواطنين تتكدس أمام مركزي العلاج منتظرين إجراء التحاليل اللازمة لفيروس سي، ففي معهد الكبد رافقتنا د. مني محرز الطبيب المسئول عن وحدات التقييم والعلاج في المعهد، لمعرفة مراحل إجراء التحاليل واستلام العلاج، حيث تبدأ المراحل باستقبال المواطن المحول من وحدات المسح بقسم الاستقبال والعلاقات العامة التأكد من بيانات الكارت وإعطاء رقم للمواطن لانتظار دوره في اجراء التحاليل، وفي المرحلة الثانية يتقدم المواطن ليعطي الكارت الخاص به وبطاقة الرقم القومي لمقر التسجيل ومدخلي البيانات ليتسلم انبوبتين اختبار عليهما ارقام باركود خاصة بالمواطن، والمرحلة الثالثة يتوجه حامل الانبوبتي الي المعمل ليقوم الفني بسحب عينتي الدم منه لاجراء تحاليل الP»‬ک، وتحاليل صورة الدم ووظائف الكبد والكلي.
بعد أن ينتهي من إجراء هذه التحاليل يحدد له النظام الالكتروني موعدا آخر له بعد 3 أيام لاجراء الموجات الصوتية علي منطقة البطن في نفس المركز، واستلام نتائج التحاليل التي اجراها.
عقب سحب العينات من المريض ترسل إلي المعمل في المعهد لإجراء اختبارات التحاليل وهي ثالث المراحل، بداخل المعمل تمر عملية اختبار التحاليل بعدة مراحل بحسب وصف د. عزة حسن مسئول وحدة البيولوجي بالمعهد التي رافقتنا في الجولة بداخل المعمل.
تحاليل الP»‬ک
المرحلة الأولي تتمثل في استلام عينات الدم من معامل المعهد ووحدات التقييم التابعة للمبادرة الخارجية لاجراء تحاليل الP»‬ک، ثم مرحلة تسجيل العينات حسب رقم الباركود الخاص بها، ثم وضعها في الثلاجات بداخل المعمل ثم مرحلة فصل العينات الي المصل، واخيرا وضعها علي جهاز تحليل الP»‬ک والذي يستوعب ألف عينة.
وبحسب د. علاء الشحات المسئول عن وحدة تحاليل الP»‬ک فان الجهاز مقسم إلي 4 أجزاء هي دخول العينات وفرز العينات للتأكد من صحة الباركود، ثم مرحلة النقل ثم مرحلة استخلاص الحمض النووي للفيروس کNA، واخيرا مرحلة قراءة تركيز الفيروس ويسجلها الجهاز علي السيستم مباشرة.
الزيارة الثانية لمراكز العلاج لا تختلف كثيرًا عن الأولي لكن في بدايتها يسجل المريض بياناته من واقع الكارت، ويتم ملء استمارة تعريف به تشمل كل بياناته ونتائج التحاليل التي أجراها في المرة السابقة، واذا جاءت نتيجة تحليل الP»‬ک سلبية فتعني أن المواطن غير مصاب بالفيروس، واذا كانت نتيجته ايجابية يعد مصابًا بفيروس سي ويقوم بعدها باجراء الأشعة الصوتية علي منطقة البطن، وفور تسلمها يذهب باستمارة التعريف الي عيادة التقييم.
عيادات التقييم
بمقر المعهد يوجد اكثر من 4 عيادات تقييم بكل عيادة طبيبان يستعرضان التقارير الطبية ونتائج التحاليل واستمارة التعريف يعرضها علي الطبيب ليحدد ان كان المصاب بالفيروس يصرف له العلاج أم لديه موانع لصرفه مثل اصابته بتليف كبدي غير متكافئ أو الاورام السرطانية، أو أمراض القلب أو مرض السكري وفي حال اصابته بامراض القلب أو الأورام أو السكر يتم تحويله الي الاماكن المتخصصة للعلاج من هذه الأمراض اولا قبل تناول علاج الفيروس.
»‬اذا لم يجد الطبيب أي موانع يقوم بفتح ملف طبي للمريض للمتابعة في العيادة علي مدار فترة العلاج التي تستمر 3 أشهر، وبعد تقييم الحالة الصحية للمريض يقوم بصرف العلاج له الذي يتنوع بين علاج ثنائي أو ثلاثي من أدوية (داكلاتاسفير، سوفوسبوفير، ريبافيرين، كبورويفرو)» بحسب الطبيب محمد عماد أخصائي أمراض الكبد.
ويضيف أن مبادرة الرئيس ايجابية بكل المقاييس لكن المشكلة تكمن في عدم وعي المصابين بالفيروس أو معرفتهم به، حيث أن هناك 28 % من المواطنين لا يعرفون فيروس سي.. ويوضح خلال متابعته إحدي المصابين بالفيروس، أن فيروس سي ليس له أعراض تظهر علي المصاب به، وبدون إجراء التحاليل مثل التي تجري في المبادرة لن يعرف الناس بإصابتهم.
ويحذر من التعامل بعنصرية مع المرضي المصابين بالفيروسات الكبدية، حتي داخل الأسرة الواحدة، فالمصاب بالفيروس يتجنبه أفراد الاسرة الآخرون.
فحص 18٫7 مليون مواطن خلال 77 يوماً
دوس: المرحلة الثانية تحقق 105% من المستهدف .. الكارت الصحي شرط الحصول علي الخدمات الحكومية
علاج المريض داخل المبادرة ب1129 جنيها.. وخارجها 50 ألفاً
وصف د. وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إقبال المواطنين علي المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس للقضاء علي فيروس سي بأنه كثيف واكبر من المرحلة الأولي بكثير حيث يتجاوز من يتم فحصهم يوميا اكثر من 500 الف مواطن.
وأكد المسح الطبي ل18٫7 مليون مواطن منذ بدء المبادرة أكتوبر الماضي منهم 12 مليونا و482 ألفا في المرحلة الأولي للمبادرة و 6 ملايين و51 ألف شخص في المرحلة الثانية التي بدأت أول ديسمبر الجاري، وتم فحص 330 ألفا و497 طالبا بالمرحلة الثانوية منذ أول ديسمبر في محافظات المرحلة الأولي التسع.
وأوضح ان محافظات المرحلة الثانية ال11 حققت إلي الآن 105% من المستهدف اليومي لكل محافظة، وهي نسبة لم يكن يتوقعها.
وأضاف ان نسبة من تسلموا العلاج من المصابين بالفيروس الذين تم اكتشاف إصابتهم في المرحلة الاولي بلغ 50 ألف مواطن إلي الآن من أصل 240 الف مواطن مصابين بالفيروس يناسبهم العلاج.
وأشار إلي أن 40% ممن تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس لم يذهبوا إلي وحدات التقييم والعلاج لإجراء التحاليل واستلام العلاج، وأجرت غرفة العمليات المركزية 22 ألف اتصال إلي الآن لمعرفة سبب عدم ذهابهم الي الوحدات وتبين أن 38% منهم لم يتسلموا العلاج بسبب عدم تحديد موعد موحد لهم لإجراء التحاليل و14% لهم تأمين خاص، و20% لم يصلح لهم العلاج لكبر سنهم.
وأكد ان المبادرة تهدف إلي إعادة رسم الخريطة الصحية في مصر وتوزيع الخدمات الصحية بما يتناسب مع احتياجات الأمراض وتقليل العبء الاقتصادي علي الدولة، ودراسة الواقع الصحي من خلال تعداد المصابين بفيروس سي والضغط والسكر والسمنة و تحديد اماكن انتشار هذه الامراض وسبب العدوي في اماكن معينة دون غيرها وتوفير الخدمات الصحية التي تحتاجها هذه المناطق.
وأوضح أنه منذ اليوم الأول للمبادرة تقوم غرفة العمليات علي تحليل مؤشرات المسح وتوزيع الخدمات الصحية حسب المؤشرات.
وأشار الي اطلاق حملات توعية بأمراض السمنة والضغط والسكر وبثها بداية يناير المقبل.
وقال د. وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إن كل مصاب بفيروس سي ينقل الفيروس إلي 4 أو 6 اشخاص آخرين اذا لم يتم علاجه، وذلك عن طريق الأدوات في عيادات الأسنان أو محلات الحلاقة أو استخدام الادوات الشخصية، وفي حال عدم علاجه تكون تكلفة المريض 50 ألف جنيه تتضاعف الي 250 الف جنيه في حال نقل العدوي ل4 أشخاص آخرين، في حين ان التكلفة المباشرة للمريض في المبادرة 1129 جنيها شاملة المسح والعلاج والفحوصات.
وأوضح أن الكارت الصحي الذي يتسلمه المواطن سار مدي الحياة ويعد وثيقة لتسجيل المريض يحول بها للمستشفيات ومراكز العلاج مطالبا المواطنين بالاحتفاظ به ويشترط ان يكون مختوما بختم المبادرة.
وأضاف أن من الممكن ان يصاب المريض في أي وقت بامراض السكر والضغط ويحق له عن طريق الكارت الصحي تلقي العلاج المجاني في أي مستشفي.
وأكد انه سيتم ربط الكارت ببعض الخدمات الحكومية مثل صرف الخدمات التموينية وذك بناء علي تكليفات رئاسية بذلك ويجري حاليا تفعيل إجراءات استخدام الكارت الصحي في صرف هذه الخدمات بين وزارتي التموين والصحة.
وقالت د. ريهام غلاب مدير المبادرة للكشف علي الأمراض غير السارية إن المبادرة خصصت 219 مركزاً مميكنا منهما 125 في محافظات المرحلة الثانية و94 في محافظات المرحلة الأولي لتسليم مرضي السكر والضغط العلاج مجانا، ويكون لكل مريض في المركز ملف طبي للمتابعة معه واستلام العلاج مجانا حتي بعد انتهاء فترة عمل المبادرة في المحافظات.
ووصفت عضو غرفة العمليات المركزية الخاصة بالمبادرة الاقبال بالكثيف فتستقبل الوحدات يوميا اكثر من 500 ألف مواطن ففي محافظات المرحلة الثانية بدأ الاقبال علي 450 الف مواطن يوميا ومحافظات المرحلة الاولي اكثر من 50 الف مواطن.
وأضافت ان الاقبال الكثيف علي مراكز التقييم والعلاج التي تم تخصيصها وفقا لاستقبال وحدات المسح يوميا من 300 إلي 350 ألفا لكن الوحدات تستقبل اكثر من نصف مليون يوميا وبالتالي فمن يتم تحويلهم لمراكز العلاج أكبر من قدرتها الاستيعابية.
وأوضحت »‬غلاب» ان المبادرة الرئاسية بدات في رسم خريطة مصر الصحية من خلال النظام الإلكتروني وتحديد اكثر الاماكن في المحافظات -التي اجرت المسح لمواطنيها- إصابة بفيروس سي والسكر والضغط.
وأشارت الي ان ذلك ينعكس علي إعادة توزيع الخدمات والمراكز الصحية والاطباء في الاماكن الاكثر اصابة وخفضها في المناطق الاقل اصابة بهذه الامراض، بالإضافة الي دراسة أسباب انتشار الامراض ومنعها، ففي محافظة السويس تم تخصيص عيادات لمرض السكر بعد ارتفاع نسبة الاصابة هناك.
وقال د. جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ومستشار منظمة الصحة العالمية لأمراض الكبد إنها للمرة الاولي التي توجد قاعدة بيانات تشمل كل المعلومات الصحية عن المواطنين في مصر، بل كل مواطن علي حدة، مما يساعد علي رسم الخريطة الصحية المستقبلية لمصر.. وأوضح أن هناك خطة لإجراء المسح للمدارس الاعدادية من المقرر ان تكون في بداية العام الدراسي المقبل..وأشار إلي المبادرة تستهدف إجراء المسح ل60 مليون شخص فوق 18 عاما و6 ملايين شخص في المراحل الثانوية و 8 ملايين في المراحل الاعدادية اي ان العدد الاجمالي يقارب 75 مليون مواطن ويعد اكبر مسح في تاريخ العالم، حيث ان اكبر مسح تم قبل ذلك كان في دولة نيجيريا لاكتشاف فيروس الإيدز علي 30 مليون شخص.. وقال إن المحرك الاساسي في المبادرة الرئاسية هو الادوية المعالجة لفيروس سي والتي تنتح محليا وذات كفاءة وأمان عال وتؤدي الي الشفاء التام خلال 3 أشهر من تناول الدواء ل97% من المصابين بالفيروس..وأكد أن بصفته مستشار لمنظمة الصحة العالمية لأمراض الكبد فإن مصر ستتخلص من وباء فيروس سي عام 2020.
وأكد د. هاني دبوس، عضو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية ان الكارت الصحي يتضمن نتائج تحاليل فيروس سي والسكر وقياس الضغط والطول والوزن ويتم ربطها بالرقم القومي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.