السترات الصفراء تحتج للسبت الخامس علي التوالى خرج الآلاف من محتجي »السترات الصفراء» في كل انحاء فرنسا أمس وسط إجراءات أمنية مكثفة للأسبوع الخامس علي التوالي الأمر الذي يشكل اختبارا للرئيس ايمانويل ماكرون الذي يواجه صعوبة في احتواء الغضب علي الرغم من سلسلة تنازلات قدمها ودعواته إلي الهدوء والنظام. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع علي مجموعات صغيرة من المحتجين خلال اشتباكات لم تستمر لفترة طويلة قرب شارع الشانزليزية. وقد تم اعتقال نحو ثلاثين شخصا في العاصمة باريس التي بدت من جديد مدينة في حالة حصار من آليات مدرعة في الشوارع إلي انتشار أمني كثيف ومصارف ومحلات تجارية سدت واجهاتها بألواح خشبية. وفي أجواء البرد القارس، بدأ المتظاهرون يصلون في مجموعات اعتبارا من الساعة الثامنة. وحول قوس النصر الذي تعرض للتخريب في الأول من ديسمبر، تمركزت شاحنات الدرك منذ فجر السبت بينما شوهدت شاحنات مزودة بخراطيم مياه في الجادة التي تحولت خلال أسابيع إلي مركز التظاهرات. ولمواجهة أي عنف، أعلنت السلطات في باريس عن نشر ثمانية آلاف عنصر من قوات الأمن و14 آلية مدرعة. وقال سكرتير الدولة الفرنسية للشؤون الداخلية لوران نونيز »نتوقع تعبئة أقل حجما لكن مع أفراد أكثر تصميما». وكان ماكرون قد صرح أمس الأول في بروكسل »بلادنا تحتاج اليوم إلي الهدوء والي النظام». وأضاف ماكرون اثر انتهاء القمة الاوروبية في بروكسل »لقد قدمت ردا» علي مطالب السترات الصفراء، مضيفا »ان الحوار لا يتم من خلال احتلال الفضاء العام والعنف». وتأتي التظاهرات رغم ما أعلن عنه الرئيس الفرنسي الاثنين الماضي، وتضمن بشكل خاص زيادة الحد الأدني للأجور مئة يورو شهريا وإلغاء الضريبة علي معاشات التقاعد المتواضعة. وستبلغ كلفة الإجراءات التي اتخذها ماكرون نحو عشرة مليارات يورو، ويمكن ان تجعل العجز الفرنسي يتجاوز نسبة 3% من إجمالي الناتج الداخلي، وهي النسبة التي يسمح بها الاتحاد الأوروبي. ويزداد تأثير هذه الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة والأسوأ في عهد ماكرون، علي الاقتصاد الذين ستكون نسبة نموه الضعيفة أساسا، أقل من التقديرات. من جانبه، قال إريك دروويه أبرز قادة السترات الصفراء في فيديو علي صفحته علي فيسبوك الخميس »إن الوقت غير مناسب أبدا للتوقف لا بد من أن نكمل»، مضيفا »ما قام به ماكرون الاثنين يشكل دعوة لكي نمضي قدما، لأنه بدأ بالتراجع، والأمر بالنسبة إليه غير معهود». وقدمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها للرئيس الفرنسي، بعد الإجراءات التي اتخذها لاستيعاب تحرك السترات الصفراء. وأعربت ميركل أيضًا عن »اقتناعها» بأن » ماكرون سيواصل برنامجه بشأن الإصلاحات»، بموازاة الإجراءات التي أعلن عنها لاستيعاب أزمة السترات الصفراء.