أحمد مجدي أطلق الفنان الشاب أحمد مجدي أول أفلامه الروائية الطويلة، وهو فيلم »لا أحد هناك - الزرافة» من إخراجه وتأليفه، والذي عرض لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي، ثم في مهرجان مراكش الدولي للفيلم منذ أيام ليكون عرضه الدولي الأول. وما بين مصر والمغرب أثار الفيلم جدلا كبيرا بين من يراه حالة فنية خاصة، ومن لم يجد ترابطا بين تفاصيله، وتكللت الحيرة بعد أن قال مجدي إنه نفسه لا يعرف كيف كتب الفيلم، ولم يضع خطة معينة للبدء، لكنه كان مدركا أنه سيكون فيلما بصريا، وأكد أنه راضٍ عنه بشكل كبير. • بسؤاله عن فكرة الفيلم وكيفية تبلورها قال مجدي ل»الأخبار»: قد تضللك الإجابة أكثر مما تساعدك، فما حدث لم يكن يتمثل في وجود فكرة وتنفيذها، بل خرج الفيلم في صورته النهائية بعد سلسلة محاولات لاكتشاف فيلمي الروائي الطويل الأول، فكان هناك محاولات كتابة، ومشاهد مكتوبة بشكل عشوائي، ثم جمعتها وبدأت تظهر من خلالها فكرة »لا أحد هناك»، كما أن قصة »الزرافة» لم تكن ضمن أحداث الفيلم، لكنها كانت حاضرة كقصة منفصلة، ثم دمجتها مع قصة الفتيات اللاتي يسعين لمساعدة إحداهن علي الإجهاض، فاستغللت الزرافة كرمز في الفيلم. كيف كتبت قصة الفيلم؟ - لا أعلم كيف تمت كتابته، كنت أجلس خلف الكاميرا ثم تأتيني المشاهد وأجلس لكتابتها، وعندما انتهيت من الكتابة كانت المشاهد قليلة جدا، وبدأت أضيف إليها شخصيات، كنت أعلم أن الحوار قليل، وأنه سيكون فيلما بصريا، والزرافة جاءت كمرآة لشخصيات الفيلم، فهي كائن لا صوت له، وذكره يشبه أنثاه. كيف أنجبت الزرافة في نهاية الفيلم؟ - ليس هناك سبب منطقي لطريقة ميلاد الزرافة، فالفيلم كله يطرح تساؤلات حول إمكانية حدوث المعجزة وسط كل هذا العالم المظلم والقبيح، وجاءت الإجابة في المشهد الأخير عندما أنجبت الزرافة بالفعل، لأقول إن المعجزة يمكن أن تتحقق، والزرافة أنجبت ولكنكم قتلتموها. لما قررت الاتجاه للإخراج رغم شهرتك كممثل؟ - لم أقرر الذهاب للإخراج، كنت أصلا أرغب فيه من زمان، وقدمت أول فيلم تسجيلي لي في 2006، وأعمل علي مشاريعي الإخراجية منذ وقت طويل، وجاء التمثيل في الوسط فمثلت أكثر، واستثمرت في التمثيل لأنه يعطيني أكثر وأحبه، لكني كنت مشغولا طوال الوقت بالكتابة وعمل أفلام تسجيلية، وأحضر لهذا الفيلم منذ 10 سنوات. هل واجهتكم صعوبات في التصوير؟ - كان لدينا ميزانية محدودة، فكانت الصعوبة في تحديد الأولويات، ووضعنا أجور الفنانين في نهاية تلك الأولويات، فكان التحدي كبير لأنهم يعملون بعائد مادي بسيط، وتمثلت التحديات الإنتاجية الكبيرة في مشهد الحادثة والمستشفي، وجرافيكس الزرافة. ألا تري أن الفيلم غير مناسب للسوق ومصنوع للمهرجانات فقط؟ - لم أخطط لعمل الفيلم للمهرجانات، وأنا أري أن تقسيم الأفلام لتجارية ومهرجانات موضوع مستهلك، فهناك أفلام مهرجانات تنجح في السوق، وأفلام سوق تفشل في السينمات، فهذا التصنيف أصبح عجوزا وأجوف، ويجب أن نتخلص كجيل منه. كيف وجدت الفيلم بعد عرضه؟ - أثناء مشاهدتي للفيلم كنت مصدوما وخائفا، لكن حتي الآن الانطباعات التي وجدتها عنه إيجابية، والذين انزعجوا من الفيلم لم يصرحوا بذلك بشكل مباشر. لماذا لم تستعن بوالدك مجدي محمد علي كمرجعية هامة في الإخراج؟ - الأفلام التي يقدمها والدي تختلف عن اللون الذي أقدمه، قد نتشابه في أفكارنا حول ما يتعلق بالمرأة، لكن جيلنا يختلف عن جيل أبي، ولم أستمع لنصائحه وتوجيهاته فيه.