مصر تعود وبقوة إلي قلب أفريقيا، تلك القارة السمراء القوية الغنية الفتية الواعدة.. الامتداد والتطور.. التاريخ والقوة والسند.. وواحدة من الساحات الأساسية والرئيسية للسياسة الخارجية المصرية ولمصالحها في الماضي والحاضر والمستقبل. هوية مصر أفريقية، يؤكدها ويشهد عليها الموقع الجغرافي، والتاريخ والحضارة والعضوية في المنظمات والتكتلات الأفريقية الدولية.. الاتحاد الأفريقي، الأممالمتحدة، منظمة التعاون الإسلامي، تجمع الساحل والصحراء، الكوميسا.. ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يقود العودة إلي قلب افريقيا في جميع المجالات زيارات ولقاءات ومؤتمرات.. واتصالات بالزعماء والرؤساء الأفارقة وعلاقات صداقة وتبادل زيارات.. شهد أمس انطلاق منتدي الاستثمار ب"أفريقيا 2018" كما افتتح وزير التموين معرض الغذاء الأفريقي "فوود أفريكا 2018.. وأيضا كان انطلاق بطولة أمم إفريقيا للكرة الشاطئية بمدينة شرم الشيخ والاربعاء القادم مؤتمر التجارة البينية بين مصر وأفريقيا شركتنا الوطنية الرائدة في أفريقيا والعالم العربي المقاولون العرب بقيادة الموهوب المهندس محسن صلاح اثبتت وجودها وتواجدها أفريقيا.. فقامت بترجمة حقيقية وفعلية لجملة الشراكة من أجل التنمية ولجديتها ودقتها ومهارتها وسرعتها في التنفيذ، حصلت علي جائزة أفضل شركة مقاولات هذا العام (2018) في دولة أوغندا.. عن تنفيذها للعديد من مشروعات التنمية هناك مع تميز أعمالها التي تمت بأعلي المواصفات العالمية. والمقاولون العرب من الشركات المصرية القليلة التي واصلت العمل في افريقيا في كل الظروف، وحققت نجاحا كبيرا وتواجدا يذكرنا بتجربتنا الناجحة في سنوات سابقة حين كان اهتمامنا بالدول الافريقية جزءا أساسيا من سياستنا. القارة السمراء مقبلة علي مرحلة هامة من التنمية الشاملة.. التقديرات تؤكد ان نسبة النمو السنوية فيها ستصل إلي 5٪ ويمكن أن تزيد عن ذلك.. الدول الكبري تتسابق للمشاركة وتتصارع علي تحقيق مصالحها وتعميق تواجدها هناك خاصة الدول التي تحاول استغلال علاقتها الافريقية للتأثير علي المصالح المصرية هناك وتنمية الصراعات وبث الفتنة بيننا وبين أشقائنا.. المقاولون العرب استطاعت أن تتغلب علي كل المعوقات وهي تعمل حاليا علي انشاء سد "ستيجلر جورج" الذي سيمثل نموذجاً مثاليا للتعاون بالقارة السمراء وسيتم توقيع عقد انشائه الأربعاء القادم بحضور وفد رفيع المستوي برئاسة رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفي مدبولي في تنزانيا، بعد اتصال هاتفي من الرئيس التنزاني جون ماجوفولي مع الرئيس السيسي بحث خلاله آخر تطورات المشروع. أفريقيا محور خطب الرئيس ولقاءاته الرسمية والإعلامية يؤكد دائما علي الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية، ومدي اعتزاز مصر بانتمائها لقارتها.. واستطاع أن يستعيد دورنا القائد وقوتنا الناعمة في العالم كله، لكن أفريقيا تبقي في القلب فخلال فترة قصيرة استعدنا دورنا الفاعل في قارتنا الام، وفي التعامل مع القضايا المرتبطة بالمصالح المصرية، وأمن واستقرار أفريقيا.. مصر بقوتها الناعمة اصبحت موجودة في افريقيا وفي يناير القادم ستصبح رئيسا للاتحاد الأفريقي لعام 2019 ليبدأ الاتحاد مرحلة جديدة في مسيرته. فالرئيس السيسي سيتابع خطة العمل التي سيقوم القادة الأفارقة خلال قمتهم المقبلة بوضعها، ليواصل الاتحاد مسيرته بثبات لتحقيق أهدافه الاستراتيجية لعام 2063، وهو ما سيضع علي عاتق مصر ليس فقط المساهمة في تطوير الاتحاد علي المستوي التنظيمي والمؤسسي، ولكن أيضا طرح مبادرات وفعاليات جديدة فيما يتعلق بزيادة وزن الاتحاد علي المستويين القاري والدولي، ومن الضروري والهام أن تشمل تلك المبادرات مستويين؛ الأول يرتبط بالقوة الصلبة، والآخر يتعلق بالآليات الناعمة بعد الإنجازات التي تحققت بالفعل خلال العام الجاري وأهمها إطلاق السوق الموحدة الأفريقية للنقل الجوي.. التوقيع علي اتفاق إنشاء منطقة التبادل الحر.. اعتماد حرية انتقال المواطنين عبر دول القارة تمهيداً لاستخراج جواز السفر الأفريقي في عام 2020 عمل دائب ودؤوب وناجح لتعود مصر لحضن قارتها والنتيجة أن مصر تعود من جديد وبقوة لريادة ودفء قلب القارة السمراء أفريقيا.