اسم الجدارية : »الإسكندر وديوجين« تاريخ رسمها: «1689» اسم الفنان : «بيير بوجيه» المدرسة الفنية: «فن الباروك الفرنسي» هذه الجدارية بعنوان»الإسكندر وديوجين» 1689 منفذة بأسلوب النحت الريليفي »البارز والغائر- للنحات الفرنسي بيير بوجيه - 1620-1694».. اللوحة الجدارية تكشف عن اللقاء بين الإسكندر الأكبر والفيلسوف ديوجين الكلبي وقد كان هذا اللقاء موضوعاً ً مُفضلاً في لوحات الباروك الإيطالية والهولندية في القرن 15.. المشهد يُظهر أشخاصا في المقدمة وحركة أذرع وأرجل وأجساد واحد الخيول بالمقدمة وأسد مقيد أسفله.. المشهد كأنه يتوسط ساحة في خلفيتها العمارة اليونانية كأنها شاهدة حبيسة الأنفاس لهذا اللقاء وما دار فيه من حوار بين البطل الحاكم وبين الفيلسوف.. وديوجين كان مُعاصرا لأفلاطون عاش في زهد داخل ما يُشبه البرميل يحمل مُصباحاً في وضح النهار باحثاً عن الحقيقة في ضوئه والذي عُرف »بمصباح ديوجين». اللقاء تم بذهاب الإسكندر وسط حاشيته وفوق حصانه إلي حيث يسكن ديوجين في برميل قبل توجهه بحملته إلي الهند..ولم يأبه ديوجين لرؤيته فلفت الإسكندر نظره قائلاً» إنني الإسكندر».. فالتفت إليه في تلقائية وقال» وإنني ديوجين الكلبي» فقال له الإسكندر» انظر اذا كانت لك حاجة أقضيها لك ؟»..فأجابه »تنح عن طريقي حتي لا تحجب عني ضوء الشمس»... نري ديوجين شيخاً عجوزاً نصفه الأعلي عاريا تقشفاً ونري يده الممدودة من اليسار إلي اليمين تفتح اللوحة ومشيراً إلي الإسكندر فهو الهزيل جسدياً إلا أنه الفاعل في اللوحة والمحرك لها كأنه مفتاح اللوحة والقصة بكاملها وهو الجالس أرضاً شبه عارياً في مقابل الإسكندر الفارس الفاتح للبلدان ممتطياً حصانه والأعلي في مستوي النظر بل وفي مركز اللوحة..إلا أن ديوجين هو الأقوي والمتحكم في حركة الإسكندر بطلبه أن يتنحي جانباً حتي لا يحجب عنه ضوء الشمس..فكأن الإسكندر يُغلق المشهد في الجدارية وديوجين يفتحه.. ونلاحظ حركة يد ديوجين الممدودة علي آخرها بينما يد الإسكندر كالمكبلة إلي صدره لحظة التعريف بنفسه.. يستغل الفنان هذا اللقاء بين البطل الشاب والفيلسوف العجوز ليكشف أنه لا معني للسلطة الدنيوية العفية في مواجهة المبادئ الأخلاقية..وفي رمزية نري أن العقل هو الذي يوجه القوة قولاً في الأمر الصادر بالابتعاد عن مصدر الضوء وبالإشارة باليد للابتعاد بعيداً من مواجهته.. الحركة في اللوحة واضحة ومتجهة من داخل الجدارية إلي الخارج كأننا نشاهدها عبر مسافة من التاريخ متحركة تجاهنا لكن يظل وجه ديوجين ثابتاً في مواجهة الشمس بينما وجه الإسكندر عكس مصدر ضوء الشمس.. هذا العمل صارخه فيه اليد »رمزياً» طلباً بأن يتنحي كل من يعوق ضوء الشمس أو العلم او نور البصيرة عن طريق مسيرة الإنسانية..