أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الحديث في جامعة الأزهر أنه سيظل مدافعا عن السنة النبوية متمسكا بها مع كتاب الله للرد علي الضالين المضلين والذود عنها ضد الأكاذيب ودعاوي الزور والبهتان من المرجفين والظالمين الذين ضلوا وأضلوا. وشدد في تصريحات خاصة لجريدة »الجمعة» أن أفضل احتفال بذكري المولد النبوي الشريف يتحقق من خلال الاستجابة لما دعانا إليه النبي وما حثنا عليه من طاعة. وأوضح أن ذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم، التي نحتفل بها كل عام في الثاني عشر من ربيع الأول، يجب ان تكون دافعا لنا لشحذ الهمة من جديد للتقرب إلي الله ورسوله للإرتقاء إلي درجة أعلي من درجات الإيمان التي نتسلح بها لنذود عن ديننا وعن نبينا صلي الله عليه وسلم ضد كل الأباطيل والأكاذيب والشائعات التي تطلق من هنا وهناك . وأشار إلي أن نصرة الرسول صلي الله عليه وسلم في ذكري مولده تكون بأن نستجيب لما دعانا إليه وما حثنا عليه من طاعة الله وطاعة الرسول والعمل بالكتاب والسنة لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: » تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي»، وأيضا أن نقوم برد دعاوي المرجفين والظالمين الذين آذوه وأدعوا زورا وبهتانا الأباطيل والتراهات وأنكروا سنته الشريفة وحاربوا ملته الحنيفة، فضلوا وأضلوا . وقال: »مما يؤسف له أن بعض القنوات الفضائية وبعض مواقع التواصل أتاحت لهؤلاء الآثمين الفرصة ليظهروا فيها وليتقولوا ما شاءوا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي سنته وعلي علماء الإسلام وحملة مشاعل النور المدافعين عن سنته الشريفة والناشرين لها وهم أحبابه صلي الله عليه وسلم الذين أوصي بهم حين قال: »اللهم أرحم أحبابي» فقال بعض الصحابة: »أولسنا أحبابك يا رسول الله»، قال النبي: »أنتم أصحابي وأحبابي يأتون من بعدكم يؤمنون بي دون أن يروني». وتساءل: هؤلاء المرجفون الآثمون الذين أطلقوا الشائعات والأباطيل والأكاذيب لماذا يقف إعلامنا المسموع والمقروء والمرئي والمسئولون مكتوفي الأيدي أمامهم وامام هذه الهجمة الشرسة لهم ؟ ولماذا لا يقومون بردعهم وتحجيمهم وعدم تمكينهم حتي لا يكون هذا العبث الذي تمطرنا به هذه المواقع صباح مساء ؟، وإذا أردنا نصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم فعلينا أن نقوم بنصرة دينه وعلينا بالدفاع عن سنته الشريفة التي فيها الأمان من الفتن ما ظهر منها وما بطن ولنكن علي يقين اننا حين ننتصر لسنته وشريعته سينصرنا الله نصر عزيز مقتدر لأنه قال سبحانه وتعالي » ولينصرن الله من ينصره » . وأكد أن منتقدي الإمام البخاري »جهلاء» وأن الهجوم علي السنة النبوية يفيدها في لفت الأنظار إليها وتمسك المسلمين بها،مشيرا إلي أن رواة الحديث ومحققيه ضربوا أكباد الإبل أياما وشهورا للتحقق من رواية الحديث الواحد. وأوضح أن المشككين في السنة النبوية مداخلهم معروفة وأنه سبق ان قام بالرد علي مثل هذه الشبهات منذ ربع قرن وأنه اعتقد أن حملات التشكيك في السنة لن تعود ،لكن للأسف فإن للإنس شياطين يريدون النيل من السنة ويثيرون حولها الشبهات. وقال: الأمر المطمئن أن التشكيك في السنة لا يثير الخوف لأنه ليس تشكيكا علميا بل حملات موجهة ،موضحا أنه لا توجد ثقافة في التاريخ وثقت نفسها بقدر توثيق العلماء لعلم الحديث ووزنوه في ميزان العلم مضيفا أن حياة الرسول سمعت كلها للدنيا وتم توثيقها بمن قيدهم الله من الأمناء لجمع أشرف تراث في الدنيا. وأضاف:أن الإمام البخاري جاء بإرادة إلهية في العصر الذهبي لتوثيق سنة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم مشددا علي أن منتقديه جهلاء به مشيرا الي ان البخاري كف بصره وهو صغير ودعت أمه المولي عز وجل أن يعيد بصره ورأت الخليل ابراهيم عليه السلام في المنام يقول لها: خففي عنك فقد استجاب الله دعاءك فلما رأته وجدت بصره قد عاد إليه. وأوضح أن كتاب صحيح البخاري هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً مشيرا إلي أنه إنتقي أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها حيث يحتل مكانة متقدمة عند أهل السنة حيث إنه أحد الكتب الستة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم وهو أول كتاب مصنف في الحديث الصحيح المجرد كما يعتبر لديهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم ويعتبر أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت علي جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها لافتا أنه اشتهر شهرةواسعة في حياة الإمام البخاري فروي أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفاً، وامتدت شهرته إلي الزمن المعاصر ولاقي قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح ومختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتي نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه وحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحا.