الزيتون أحد أهم المحاصيل الزراعية التي خلقها الله وذكرها في كتابه لتحمل الخير للبشرية.. تعتمد منذ زرعها علي مقاومة الظروف البيئية الصعبة والتي يعتمد عليها اقتصاد معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وإفريقيا.. يزرع في مصر في معظم المحافظات بصورة منفردة غالبا أو مع محاصيل أخري، إلا أنه في الفترة الأخيرة زادت المساحة المزروعة من خمسة آلاف فدان في نهاية السبعينات إلي أكثر من مائة ألف فدان في نهاية التسعينات حتي وصلت في نهاية العام الحالي إلي 240 ألف فدان، ويرجع ذلك إلي تفوق نمو شجرة الزيتون بمناطق الاستصلاح الجديدة ذات التربة الصفراء عن باقي محاصيل الفاكهة الأخري خصوصا تحت ظروف الجفاف والملوحة وتباين أنواع التربة. »الأخبار» قامت بجولة علي مزارع الزيتون في وادي النطرون، ومنطقة الريف الأوروبي في أبو غالب يقول أيمن مقلد، صاحب مزرعة زيتون إن من أهم أصناف الزيتون »التفاحي» من الأصناف المحلية المنتشر زراعتها بالفيوم، »العجيزي الشامي» من الأصناف المحلية المنتشرة في الفيوم والجيزة، »العجيزي العقصي» صنف محلي منتشر بالفيوم مختلطا مع العجيزي الشامي ويشبهه إلي حد كبير، الحامض، المراقي، منزانيللو، مشن، بيكوال، كلاماتا، دولسي، كوراتينا، فرانتويو، شملالي، مضيفاً أن زراعة الزيتون تزداد عاماً بعد عام وذلك لأن مكسبه مضمون، وتتم زراعته في الأرض الرملية ولا يحتاج إلي تغذية مكلفة مثل الخضراوات الأخري، ويتم حصاد الزيتون مرتين في العام، الأولي بداية من مارس حتي أبريل، والثانية من سبتمبر حتي أكتوبر. ويستحوذ »البيكوال» الصنف الأول في إسبانيا علي 50% من مساحة الزيتون في مصر. زراعة الزيتون تتم إراحة التربة لمدة ثلاث أو أربع سنوات قبل زراعة أشجار الزيتون، بدلا من ذلك، يمكن زراعة الحقل بالعشب لبضع سنوات ومن ثم تنظيفها، كما يجب أن يكون الحراثة العميقة تصل إلي 20 بوصة، بهدف تدمير الأعشاب المعمرة وزغب التربة، مما يسهم في تطوير أفضل للنظام الجذري للأشجار، وقبل الحرث من الجيد إجراء تحليل أساسي للتربة، وبناء علي نتائجه، حدد نوع وكمية الأسمدة الكيماوية الأساسية اللازمة لتحسين التربة. ومن جانبه يقول د. سعيد حجازي، خبير زيتون، والأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة إن الزيتون له فوائد اقتصادية وصحية جمة، منها فائدته لأمراض القلب والشرايين وكذلك مقوٍ للنظر ويحتوي علي مضادات للأكسدة المضادة للأمراض السرطانية، مضيفاً: »زراعة الزيتون تصلح فقط في حوض البحر المتوسط بسبب اعتدال درجة الحرارة، لأن الحرارة المرتفعة تقتل اللقاح والبويضات ويموت الزرع، كما يحتاج الزيتون إلي معدل مرتفع من البرودة في الشتاء حتي يزهر في الربيع، وفي حال جاء الشتاء دافيئا يكون إنتاج الزيتون ضعيفا.. وشجرة الزيتون تنمو في جميع الأراضي التي ترتفع عن مستوي البحر بمتر ونصف المتر علي الأقل، ولا يجوز في الأراضي المنخفضة مثل سيوة، وينجح بشدة في أراضي الساحل الشمالي لأن التربة هناك تحتوي علي كربونات الكالسيوم». وأشار حجازي إلي أن مصر تحتل المركز الأول في إنتاج زيتون التخليل بنسبية 18% من الإنتاج العالمي، والزيتون المصري مطلوب في جميع أنحاء العالم، وفتحت له أسواق جديدة في أمريكا واليابان، بعكس زيتون الزيت الذي تنخفض نسبة إنتاجه في مصر 20 ألف طن فقط بنسبة 1% من الإنتاج العالمي، والصنف الأساسي المنتج للزيت في مصر هو »السورالي» ثلاثة كيلو منه تنتج كيلو زيت، والإنتاج في مصر 80% زيتون تخليل و20% زيتون زيت. وأضاف أشرف مطاوع، مزارع، أن الزيتون لا تتم زراعته في شكل بذرة ولكن في هيئة شتلات، وتتم زراعة ثلاثة أصناف مع بعضها البعض حتي تساعد في عملية التلقيح، والإنتاج يكون بعد ثلاث سنوات من الزراعة. من أبرز مميزات الزيتون قدرته الفائقة علي توفير المياه، لأنه يحتاج إلي كمية ضئيلة منها، مقارنة بالفواكه والخضراوات الأخري، يحتاج الزيتون إلي 2500 متر مكعب في الوقت الذي يحتاج فيه الموز إلي 14 ألف متر مكعب، حيث إن ما يحتاجه فدان الفاكهة من مياه قد يروي 7 فدادين من الزيتون، ورغم ذلك تفوق في سعره علي الفاكهة، حيث وصل سعر الموز الآن 10 جنيهات، بينما وصل سعر الزيتون علي الشجر 15 جنيها. عُملة صعبة يعتبر الزيتون النبات الذي يحتل المرتبة الأولي في إمداد مصر بالعملة الصعبة وذلك لتصديره بكميات كبيرة، ساعد ذلك أن الشعب المصري لا يأكل الزيتون بكميات كبيرة كما يفعل الشعب الليبي الذي يأكل ثلاثة أضعاف ما يستهلكه المصريون، ويتم تصدير الزيتون المصري لدول البرازيل والجزائر وإسبانيا والعراق وأمريكا، واليابان وساعد السوق المصري علي رفع عملية تصديره سقوط السوق السوري، وكذلك انتشار العديد من الأمراض النباتية في إسبانيا، وأضاف خالد عزت، مهندس زراعي، ومالك مزرعة، أن أكثر نوع مطلوب في الخارج، هو »مانزانيلو» لأنه يستخدم في البيتزا والفطائر، بينما الكلاماتا أعلي سعر لأنه يستخرج منه أجود أنواع الزيوت. ومن جانبه قال عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن زراعة الزيتون مهمة للغاية، لأنه الفرصة الأفضل لاستغلال الصحراء المصرية، خاصة وأن البيئة الملائمة لزراعته هي الصحراء، مشيرًا إلي أن مصر استغلت تخفيض إنتاج الزيتون في إسبانيا ودول أوروبا وزادت من إنتاجه عن طريق توفير الأنواع التي يحتاجها السوق الأوروبي التي تنتج أجود أنواع الزيوت في العالم، مضيفاً أن مصر في حاجة إلي مشروع قومي كبير لزراعة الزيتون وإنتاجه وتصديره حتي تحتل مصر صدارة الدول المنتجة للزيتون.