لم يكن أشد المتشائمين من جماهير الكرة المصرية والأهلي.. يتوقع سقوط الأهلي المزري أمام الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال افريقيا ليلة أمس الأول بثلاثية نظيفة.. فالجميع كان يتوقع أن يخسر الأهلي علي الأكثر بهدف وحيد ويعود متوجا بالكأس الافريقية.. وتناست الجماهير الحمراء أن الأهلي ليس هو الأهلي الذي كنا نراه متوجا بالكأس الافريقية في ستاد رادس أمام الصفاقسي التونسي والترجي في عامي 2006 و2012، فالأهلي لم يأخذ بالاسباب والدوافع التي تؤهله للوصول لمنصة التتويج بل اعتمد فقط علي التاريخ.. فهو غالبا ما يحقق الانتصارات في ستاد رادس فقد فاز في نهائي 2006 علي الصفاقسي بهدف الماجيكو محمد أبوتريكة تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه بعدما تعادل في مباراة الذهاب بالقاهرة 1/1.. وكذلك الحال استطاع الأهلي الفوز علي الترجي 2/1 في رادس أيضا تحت قيادة الكابتن حسام البدري.. كما أن الأهلي استطاع الفوز في البطولة الحالية علي الترجي 2/1 وهذه النتائج التاريخية كانت مؤشرا بأن الأهلي اقرب للتتويج لاسيما أن الفارس الأحمر فاز في مباراة الذهاب ببرج العرب 3/1 وهي نتيجة ليست بالهينة. ودخل الأهلي ستاد رادس بالأجواء التاريخية وتناسي الجغرافيا الحالية لفريق الترجي.. فالأهلي في مباراة النهائي فقد العديد من الأوراق التي كان يعتمد عليها في الانتصارات وهي عناصر ليست بالهينة.. ويأتي في مقدمتها ايقاف المهاجم المغربي وليد ازارو من قبل الاتحاد الافريقي علي إثر واقعة تمزيق قميصه في مباراة برج العرب وأيضا فقد الجناح الأيمن صاحب الخبرات العميقة أحمد فتحي والذي تجددت اصابته في مباراة الذهاب.. وأيضا افتقد التونسي علي معلول الظهير الأيسر والذي كان له صولات وجولات مع الفريق في الدوري والبطولة الافريقية.. علاوة علي اصابة اجايي واستبعاد مؤمن زكريا لاسباب غير فنية. وأصبح الأهلي في مباراة العودة أمام الترجي بلا انياب هجومية مطلقا بل اعتمد كل الفريق المدافعين والمهاجمين علي تطفيش الكرة من أمام المرمي لتعود مرة أخري الي فريق الترجي الذي أصبح استحواذه عليها يزيد علي 60٪ وما زاد الطين بلة أن الأهلي ظهر متماسكا طوال الشوط الأول حتي اخر 20 ثانية من الوقت الاضافي قبل أن ينجح سعد بقير من خطف هدف التقدم للترجي من خطأ واضح لمدافع الأهلي كوليبالي والذي كان بعيدا تماما عن مستواه.. ولو أن الأهلي خرج متعادلا في الشوط الأول لربما الأمور كلها تغيرت.. لكن الشوط الثاني جاء ليؤكد أن كارتيرون المدير الفني للاهلي لم يكن علي مستوي الحدث والمباراة وجاءت تغييراته غير مفيدة فأشرك كريم نيدفيد الذي لم يكن في مستواه وأيضا اشرك صلاح محسن بعد أن تلقي الأهلي الهدف الثاني وفي اللحظات الأخيرة تلقي الأهلي الهدف الثالث. أما فريق الترجي فقد استحق الفوز بالكأس ونجح مديره الفني معين شعباني البالغ من العمر 37 عاما في عزل وليد سليمان تماما عن توصيل أي كرات لمروان محسن مهاجم الأهلي الذي فضل عن طيب خاطر الارتماء في احضان دفاعات الترجي. ورغم مرارة الخسارة إلا أن جماهير الأهلي تري أن الأهلي لم يقم بأي هجمة علي مرمي الترجي.. وحملت الإدارة أسباب الاخفاق في النهائي الافريقي والذي تراه انه الاسهل في مشوار النهائيات. وتبقي روشتة الاصلاح لفريق الأهلي الآن في لجنة الكرة بقيادة الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي وعبدالعزيز عبدالشافي وعلاء عبدالصادق بضرورة اتخاذ القرارات الرادعة للفريق ومنها لابد من اقالة كارتيرون واسناد المهمة لمحمد يوسف الذي سبق أن قاد الأهلي للفوز بالبطولة الافريقية بالاضافة إلي تدعيم الفريق بصفقات قوية في الدفاع والوسط والهجوم حتي يعود الأهلي مرة أخري إلي منصات التتويج.