بمناسبة مرور ستين عاما علي إصدار مجلة العربي الكويتية، أقام المكتب الثقافي الكويتي بالقاهرة، احتفالية بهذه المناسبة الهامة، إذ تعد مجلة العربي واحدة من الركائز الأساسية في مسيرة الثقافة العربية خلال العقود الماضية، وأسهمت بلاشك في بناء العديد من الأجيال العربية، إذ تمتعت منذ عددها الأول بوضوح عال للرؤية، وعدم الترويج لسياسة بعينها أو لحاكم، فهي لم تكن علي حد تعبير د.أحمد رشيد المطيري، تروج لشيوخ دولة الكويت، إنما هي فتيل حرية واستقلال ترجوه بوحدة عربية تجد القوة والأمن والأمان من المخاطر التي كانت تحيط بالأمة العربية. وقد ركز المتحدثون في هذه الاحتفالية علي الأركان الأساسية لمسيرة مجلة العربي عبر رحلتها الطويلة، بدءا من طريقة اختيار اسمها، الذي جاء تلبية لاستفتاء عبر فيه القراء عن أمنيتهم بأن تسمي المجلة ب»العربي» وتحقق لهم ما أرادوا وهو ما أشار إليه د.سليمان الشطي في كلمته، بينما ركز د.محمد حسن عبدالله علي ما أطلق عليه »حكمة المكان»، بمعني أنها تتميز بسياسة واضحة في الإدارة الثقافية، حققت لها مكانتها الراسخة في العقول والقلوب، في حين لفت الكاتب الكبير د.محمد المخزنجي الأنظار إلي الدور الكبير الذي لعبته مجلة العربي منذ عددها الأول في إرساء »الثقافة العلمية» ومن هنا وقع الاختيار علي أول رئيس تحرير لها، وهو العالم الكبير د.أحمد زكي. وفي هذه الاحتفالية تذكر د.محمد أبو الفضل بدران تجربته في اقتناء مجلة العربي منذ صغره، فقد كان بيته في قنا واحداً من بيوت ثلاثة تدخلها المجلة بإنتظام، ومن خلالها تعلق بالثقافة والفنون، حتي قبل أن يقرأ، فالأغلفة كانت عنصر جذب بصري كبيرا له، وتمني أن تعيد إدارة المجلة النظر في كتابة العناوين، وأن تتم بالخط العربي وليس بالكمبيوتر. الاحتفالية التي امتدت لما يقرب من الثلاث ساعات، تحدث فيها - أيضا - د.سعاد عبدالوهاب عميد آداب الكويت، يعقوب الشاروني، واختتمت بقصيدة للشاعر مشعل الحربي. وأدارتها المذيعة د. منال العارف. وبهذه المناسبة ننشر نص كلمة د.أحمد رشيد المطيري رئيس المكتب الثقافي الكويتي بالقاهرة، التي استعرض فيها دلالات هذا الحدث الثقافي الكبير. الذي أقيم برعاية د. حامد محمد العازمي وزير التربية ووزير التعليم العالي بالكويت، والسفير محمد صالح الذويخ سفير الكويت بالقاهرة.