إن كل عمل روائي حتي ذلك الذي لا يحمل لمسات السارد أو الراوي يؤكد بشكل ضمني وجود مؤلف يختفي وراء الكواليس . يقوم بدور المخرج أومحرك العرائس، وهذا المؤلف يبقي دائما تواقا لإنتاج صورة مثالية أوإبداع ملامح سامية للإنسان الذي نتمني أن نكونه . من هنا تأتي الدراسة النقدية التي يقدمها الناقد والروائي عبد المقصود محمد في كتابه » أنماط البني السردية في الرواية العربية»، الذي صدر حديثا عن دائرة الثقافة بالشارقة، يوضح فيه أهمية السرد في الرواية وكما يقول في مقدمة الكتاب :» السرد الروائي هوطريقة عرض أحداث الرواية وشخصياتها مع وصف أماكن وأزمنة الأحداث.ويظل اختيار نوع السرد مرتبطا بأسلوب الكاتب الروائي. تناول الناقد عبد المقصود محمد أربعة أشكال من السرد الروائي مقسمة إلي السرد الكثيف المطعم بالواقعة السحرية مثلما في روايات :» سيدات زحل للكاتبة العراقية لطيفة الدليمي، وسرد العجائب كما في رواية »جبل الطير » للروائي عمار علي حسن، وفي أعمال محمد جراح في رواية» رب البداوة » ثم في رواية» منافي الرب» لأشرف الخمايسي، ذلك السرد المبني علي التسلسل المنطقي لوقوع الأحداث . في الفصل الثاني تناول الناقد ما اسماه بالسرد التناوبي أومتعدد الأصوات كما في روايات» الأزبكية »رواية الخيال التاريخي للروائي د.ناصر عراق، ورواية» ابن القبطية» للكاتب وليد علاء الدين، والسرد المتعدد في رواية ياسلام والتماهي بين المقروء والمرئي في رواية » البلاط الأسود» والسرد المتعدد في رواية وحي العشق . وهكذا يأخذنا الروائي عبد لبمقصود محمد في دراسته النقدية الي اشكال السرد المحكم اوالمسلسل ليصل بنا الي السرد المتأثر بالسيرة الذاتية وقبول الآخر كما في رواية »غالية» ورواية» رئيس التحرير» للكاتب أحمد فضل شبلول.وهناك نماذج للروايات الاماراتية والعربية لنجد أنفسنا أمام دراسة شاملة لكل أنماط السرد الروائي في الكتابات العربية .