أزمات الزمالك بلا حل

اشتعلت الأحداث داخل نادي الزمالك خلال الأيام الأخيرة بصورة تنذر بالخطر الداهم علي كل المتصارعين.. لم تفلح محاولات »كبار»‬ البيت الأبيض في إصلاح ما أفسدته سياسة »‬العناد» بين كل الأطراف.. وتحولت القضية والأزمة إلي مبارزة شخصية بين مجموعة من الأفراد يريد كل واحد إثبات أنه الأقوي والأصح، ووصف البعض حالة التصاعد بأنها محاولة لإخفاء ما تبحث عنه النيابة العامة حتي الآن من جملة المخالفات المالية التي تمثلت في وجود حساب »‬شخصي» لإدارة النادي، بالإضافة لقضية الاتجار في العملة.
توابع الجمعية العمومية الأخيرة التي انعقدت بالنادي الأبيض وخيمة وخطيرة بعد رفض اللجنة الأوليمبية اعتمادها مما أدي إلي حالة الهياج المستمرة حتي اللحظة بين رئيس النادي ورئيس اللجنة الأوليمبية.. وكل طرف يبحث عن ضالته لتصحيح موقفه لدرجة جعلت رئيس الزمالك يسعي لشطب أعضاء اللجنة الأوليمبية ممن ينتمون لنادي الزمالك بعد موقفهم المضاد للنادي.
ويعتمد مرتضي منصور علي صحة موقفه بأن اللائحة الداخلية للنادي تبيح له انعقادها علي يومين كما حدث، بينما اللجنة الأوليمبية تؤكد عدم صحة الموقف الأخير باستثناء الجمعيات العمومية الخاصة بعقد الانتخابات فقط دون غيرها وأن السلطة هنا مخولة لمديرية الشباب لاعتماد انعقاد الجمعية العمومية من عدمه.. وتحولت الأزمة الآن إلي اللجنة الثلاثية بعد التهديد باللجوء للجنة الأوليمبية الدولية وهي التهديدات التي انطلقت من الطرفين سواء من اللجنة الأوليمبية أو من رئيس نادي الزمالك للدفاع عن موقفه الحالي.
والمعروف أن اللجنة الثلاثية تتكون من الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وممثل اللجنة الأوليمبية الدولية في مصر وهشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
وهناك أكثر من سيناريو مقترح الآن لحل هذه الأزمة سواء أزمة شرعية المجلس الحالي أو عدم شرعيته في البقاء وما معها من مشاكل أخري خاصة بالنواحي المالية والمعروضة الآن علي جهات التحقيق المسئولة التي من الممكن أيضا أن تتحرك في اتجاهات رسمية عديدة في حالة تقدم الوزير المسئول ببلاغ جديد ضد مسئولي الزمالك.. والسيناريو الحالي يؤكد أن اللجنة الثلاثية في طريقها لإسقاط المجلس الحالي وإبعاده عن المسئولية وترك الجهات القانونية تتخذ كافة الإجراءات سواء مع أو ضد مرتضي منصور وكل أعضاء المجلس وكذا الوقوف علي كل الحقائق في أزمة الحساب الشخصي والاتجار في العملة وغيرها من الأزمات التي تواجه المجلس الحالي بصورة مباشرة وملحة.
وهذا الاتجاه لا يفضله الوزير المسئول كونه أحد أبناء النادي الأبيض ويسعي لحل الأزمة بعدة طرق إلا أن موقف حسن مصطفي وحطب مغاير تماما ويحاولان إقناع أشرف صبحي بضرورة إنهاء الأزمة بهذا الشكل بعد استنفاد كل الطرق.
والأمر الأكثر غرابة الآن أن اللجنة الأوليمبية تصر علي استدعاء رئيس الزمالك للتحقيق معه فيما نسب علي لسانه من إساءات ضد رئيس اللجنة الأوليمبية وفي ذات الوقت طلب مرتضي منصور من الشئون القانونية بالزمالك استدعاء ثلاثة من أعضائه من رؤساء الاتحادات الرياضية وأعضاء اللجنة الأوليمبية للتحقيق معهم لموافقتهم علي إحالة منصور للتحقيق.
وفي ذات التوقيت اتهم مرتضي منصور مجددا الدكتور حسن مصطفي بالتحيز لصالح الأهلي بلا سبب واضح وهدده بعدم التدخل في أي شيء يخص الزمالك.
من ناحية أخري وصلت أيضا تهديدات مباشرة وحاسمة إلي جروس المدير الفني لفريق الزمالك بالإزاحة من منصبه في حالة الوقوع والسقوط في أي مباراة قادمة والتخلي عن قمة الدوري، وهذا الكلام وصل معادا ومكررا إلي جروس قبل ساعات قليلة من مباراة المقاولون الأخيرة وهو الأمر الذي جعل المدرب يعيد حساباته في كل خطواته مع الزمالك.