تامر يسري .. احد المتعافين من الأدمان مبادرة لإنشاء مشروعات صغيرة للمتعافين من الإدمان رمضان »صاحب محل كوافير» :حولت السقوط إلي نجاح »بداية جديدة» مبادرة انشأها صندوق علاج الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع بنك ناصر الإجتماعي لتوفير مشروعات صغيرة للمتعافين من الادمان وذلك من خلال برامج تهدف إلي منح قروض صغيرة لإنشاء مشروعات »علي اد الإيد» تساعدهم علي العودة إلي العمل والإنتاج مرة أخري، وتمكينهم من إيجاد مصدر رزق لهم يعينهم علي أعباء الحياة ويساعدهم في الإنفاق علي أسرهم وإزالة »وصمة العار» عن مرضي الإدمان ومساندتهم علي الاندماج مرة أخري في المجتمع، والتأكيد أن الإدمان مرض يمكن العلاج منه. القرض الواحد يبدأ من 50 الف جنيه إلي 80 ألف جنيه بحد أقصي،واستحداث قرض جديد بقيمة 120 الف جنيه بعد فترة، ويتم سداد هذه القروض علي أقساط شهرية لمدة خمس سنوات بفائدة 10،5% سنويًا وذلك في إطار مبادرة »بداية جديدة التي أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي»، برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي، بهدف توفير فرص عمل للمتعافين من الإدمان. ويتولي صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بإشراف الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق، تحويل ملفات الحالات متضمنة الطلب ودراسة جدوي للمشروع وتقرير طبي من مستشفي حكومي، معتمد من الصندوق أيضا، يفيد بتعافي الحالة من التعاطي وكذلك خطاب من الصندوق يفيد بعدم تعرض الحالة إلي انتكاسة خلال الشهور العشرة الأخيرة، إضافة إلي الموقف من التجنيد للعملاء أقل من 31 سنة مع ضمان من أحد أقارب الدرجة الأولي للحالة. »الأخبار» التقت المتعافين من الأدمان الذين حصلوا علي قروض وعبروا عن سعادتهم بالفرصة الجديدة للحياة داخل مشاريعهم واحلامهم بعدما استفاقوا من »اضغاث احلام الأدمان» !. في البداية يقول تامر يسري احد الأبطال المتعافين من الأدمان والذي يبلغ من العمر 42 عاما قضي نصف هذ السنوات غارقا في بحور الأدمان ، »بداية جديدة» مبادرة صندوق علاج الإدمان بالتعاون مع بنك ناصر قدموا الدعم لهذا الشاب الذي وقف بكل مايستطيع من قوة امام شبح المخدرات، تامر »صاحب محل هدايا» بمنطقة العباسية والذي روي قصته شارد الذهن ، يقول مقدما نصائحه للشباب :» قصتي بدأت عندما شعرت بحب الاستطلاع لكي اجرب المخدرات حتي تطور معي الموضوع من حب استطلاع إلي عادة ومن بعدها اصبحت المخدرات ضرورة في حياتي للبقاء ، تم علاجي اكثر من 13 مرة وفي كل مرة كنت اعود إلي عالم الادمان مرة اخري ، واضاف تامر :»كنت ادخل المصحة اتعالج عشان مكنش معايا فلوس اكمل في عالم المخدرات ومكنتش قادر اواجه الناس ، طريقة تفكيري كانت خاطئة فقررت التعافي من المخدرات هو تصحيح المفاهيم المغلوطة لدي وانه ليس هناك شئ اسمه »تبطيل» وعلمت اني في مشكلة كبيرة، ووجدت برنامج علاجي استطيع التخلص فيه من هلاوس الأدمان لأكثر من 23 عاما ، واشار تامر :»دخلت المستشفي القريبة من محل سكني بعد اتصالي بالخط الساخن ودخلت المستشفي وانا مرتديا »ترينج فقط» ومكنش معايا هدوم بسبب انخراطي في عالم الأدمان والذي بدا بتعاطي الحشيش وبعدها البرشام إلي ان وصلت للنهاية وهو »الهيروين»، اخذت قرار التبطيل وعلمت ان الله سيقف بجانبي وبعد 3 اشهر من العلاج اشتغلت علي نفسي مع اخصائي المركز نفسيا واجتماعيا ، وبدات اعمل في الخط الساخن وارد علي المكالمات الهاتفية لأساعد المقبلين علي التعافي من الادمان واعطائهم الأمل. قمت بالتقديم في مبادرة »بداية جديدة» والتي يقدمها صندوق علاج الادمان بالتعاون مع بنك ناصر وحضرت احتفال الوزيرة د. غادة والي وقامت بتسليمي شيك بقيمة 80 الف جنية لإنشاء مشروع »بوتيك للهدايا» في محل والدي المغلق منذ سنوات ، وبعدها حياتي تغيرت 360 درجة واقتنعت اني كنت في مشكلة كبيرة بعد رفض المجتمع لي فقررت مساعدة الراغبين في التعافي من الأدمان لكي يفعلوا مثلي وها انا الآن اقوم بدفع اقساط القرض وحياتي تغيرت كثيرا بسبب هذه المبادرة فهي فعلا »بداية جديدة». الجدية والرغبة ويعلق في هذا الشأن هشام جمعة »اخصائي علم النفس وعلاج الإدمان بالصندوق إن المبادرة أعطت أملاً جديداً للمتعافين وساهمت في عودتهم مرة أخري للعمل والإنتاج واوضح أن دوره كمسئول هو تحديد الأشخاص المتقدمين للحصول علي قروض ممن ينطبق عليهم الشروط والمعايير المحددة من قبل الصندوق وهي أن يخضع المريض للعلاج عاماً كاملاً علي الأقل وأن يداوم علي النظام العلاجي بجانب ضرورة توافر الجدية والرغبة في العلاج مع الحصول علي موافقة من الأهل علي الفكرة والتأكد من عدم وجود مهنة له ويرغب في عمل مشروع وبناء عليه يتم إرسال أوراقه للبنك ليبدأ عملية الصرف ونقوم بمراقبة الحالة بالتعاون مع بنك ناصر ومتابعة استجابتهم للعلاج وتسديدهم والتزامهم بالأقساط.» اعادة الثقة أما رمضان حسين »39 عاما صاحب محل كوافير» بمنطقة فيصل؛ ففتح قلبه للأخبار قائلا :»ادماني للمخدرات كان سبب نجاحي بعدما تقدمت شقيقتي بمكالمة الخط الساخن بالمركز ووجدت نفسي اعامل بطريقة ادمية واتلقي المساندة والعلاج من الجميع بعدما فقدت الأمل في علاجي فانا ادمنت المخدرات لأكثر من 22 عاما ، وبعدما تماثلت للشفاء تقدمت بطلب لصندوق مكافحة الإدمان لمساعدتي في الحصول علي قرض بقيمة 50 الف جنيه علي أن يتم السداد علي أقساط لمدة 5 سنوات ادفع مبلغا كل شهر، وبعدها بدأت في مشروع محل كوافير بمنطقة فيصل وبعد الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية تم منحي قيمة القرض وقمت باستئجار محل وتم الافتتاح العام الماضي ما أعطاني أملاً في الحياة من جديد بعد سنوات ضائعة مع الإدمان بعد ان استمريت 15 عاماً أتعاطي فيها الهيروين وخسرت فيها كل شئ وأصبحت بلا عمل إلي أن منحني الصندوق فرصة جديدة لإعادة الثقة في نفسي مرة أخري. وقدم رمضان رسالته للشباب قائلا :» انسي مقوله (مفيش حاجه اسمها تبطيل) فعلا ممكن تبطل وترجع نظيف مرة اخري وتنتصر مثلي في النهاية وضع دائما امامك مقوله أكون او لا أكون».