مقابلة ترامب مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف والسفير الروسى السابق لدى واشنطن بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حواره مع قناة فوكس نيوز، يوم الخميس الماضي، كمن يتحسس رقبته خوفاً من شيء ما.. كان رئيس الدولة الأقوي في العالم مرتبكاً متوتراً أحياناً، وفي أحيان أخري كان يرتدي قناعا من التعالي والنرجسية كي يداري من خلاله ما تجيش به نفسه من انفعالات، فحينما يقول الرجل مهدداً: " في حال بدء إجراءات عزلي ستنهار أسواق المال، وسيصبح كل فرد في الولاياتالمتحدة فقيراً"، ثم يردف متعجباً:" كيف تعزلون رجلاً أدي عملاً عظيماً؟!"، فأغلب الظن أنه يرد علي همسات وتلميحات وربما تصريحات يلقيها أحدهم في وجهه بالغرف المغلقة، ومفادها أن أيامه في البيت الأبيض قد تكون معدودة، وأن حبل العزل قد بات أقرب إليه من حبل الوريد. ضربتان قاصمتان أصابتا الرئيس ترامب في مقتل، منتصف الأسبوع الماضي حيث كشف عنهما روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في نوفمبر من عام 2016: الضربة الأولي: إقرار مايكل كوهين، المحامي الخاص بترامب، بِذنبِه في ارتكاب انتهاكات تتعلّق بتمويل الحملة الانتخابيٍة الرئاسية، ودفع مبلغ 280 ألف دولار لإسكات امرأتين أقامَتا علاقةً جنسيةً مع مُوكله ترامب.. الأولي هي ستورمي دانيالز، الممثِّلة الإباحية، والثانية كارين ماكدوجان، عارِضة مجلة "بلاي بوي" المعروفة بصورِها العارِية، واعترف كوهين بأنه دفع الأموال بأمر من ترامب، من التبرعات التي جمعها أعضاء حملته الانتخابية، وليس من المال الخاص بترامب. أما الضربة الثانية: فتمثلت في إدانة المحكمة لبول مانفورت، رئيس الحملة الانتخابية السّابِق، بالاحتيال الضريبي والمَصرفي، والتورط في 12 قضية علي الأقَل. ومن المتوقع أن يفوز الحزب الديموقراطي بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل، مما سيمنح الحزب الديموقراطي الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، وبالتالي القدرة علي بدء إجراءات العزل، بعد تشكيل لجنة استماع يتم دعوة الرئيس الأمريكي إليها لمساءلته ومحاسبته علي كل ما يُوجه له من اتهامات. هجوم علي سيشنز عقب اعترافات كوهين، مارس ترامب هوايته في تقريع وزرائه، وخصوصاً وزير العدل جيف سيشنز، حيث يتهمه ترامب بأنه "رجل لا يعرف ما الذي يجري في وزارته"، ويضغط عليه طوال الوقت لإقالة رود روزنشتاين، نائب سيشنز بوزارة العدل، والذي عين روبرت مولر علي رأس اللجنة الخاصة التي تحقق في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، ويدافع سيشنز عن نفسه في مواجهة النقد الحاد من الرئيس لأنه أعلن تنحيه عن سير التحقيقات التي يجريها مولر لاستشعاره الحرج. وفي رد نادر علي ترامب قال سيشنز: "توليت زمام الأمر في وزارة العدل في اليوم الذي أديت فيه اليمين لتولي المنصب.. لن تتأثر أفعال الوزارة بالاعتبارات السياسية ما دمت موجودا في منصب وزير العدل". ورد ترامب في تغريدة يوم السبت الماضي، قال فيها إن سيشنز لا يفهم ما يحدث". وتابع ترامب قائلا :إن المحقق الخاص روبرت مولر الذي يقود التحقيق شخص "مضطرب بشدة"، مضيفا أن "الفساد الحقيقي يمر دون محاسبة". وكان سيشنز، وهو عضو سابق في مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، من أوائل الجمهوريين بالكونجرس الذين دعموا ترامب في الانتخابات الرئاسية كما نفذ سياساته المتشددة حيال الهجرة بعد توليه منصب وزير العدل. فلاش باك قبل الذهاب إلي لحظة العزل التي يتوقعها كثيرون داخل وخارج الولاياتالمتحدة، يمكن فهم أبعاد ذلك الموقف المعقد من خلال سلسلة من الأحداث، جرت علي مدار العامين الماضيين، نسردها علي النحو التالي: - في مارس 2017، قال ترامب إن الرئيس السابق باراك أوباما كان يتنصت علي مكالماته في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض. - جيمس كومي، المدير السابق للمباحث الفيدرالية الأمريكية FBI، تحدي الرئيس ترامب بشكل علني رافضا ادعاءه بأن أوباما كان يتنصت عليه. - قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية بأسبوع، أي في أواخر أكتوبر 2016، فتح كومي تحقيقاً عن استخدام هيلاري كلينتون بريدها الإلكتروني الشخصي في مراسلات رسمية تخص وزارة الخارجية حينما كانت هيلاري وزيرة في الفترة من 2009 إلي 2013، وهو ما أثر علي شعبية هيلاري. - مطلع مايو 2017، قال كومي لنواب في الكونجرس إنه شعر ب"الغثيان" من فكرة أنه تسبب في التأثير علي نتائج الانتخابات. - بقيادة كومي، توصلت FBI إلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطي الضوء الأخضر لحملة واسعة تهدف إلي قلب نتيجة الانتخابات العام الماضي لتصب في صالح ترامب علي حساب منافسته هيلاري كلينتون. - صباح العاشر من مايو 2017، أرسل ترامب رسالة لكومي من بين ما جاء فيها "تم إنهاء خدماتك وإقالتك، وسيطبق القرار فورا". - من المتعارف عليه داخل الولاياتالمتحدة إن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي يبقي في منصبه لمدة 10 سنوات علي أقل تقدير، وكان من المفترض رحيل كومي في سبتمبر 2023. ومن الجدير بالذكر هنا أن رئيسا سابقا لFBI اسمه إدجار هوفر استمر في منصبه طيلة 37 عاماً، وتحديدا في الفترة من 1935 إلي 1972، ولم يرحل إلا بوفاته إثر سكتة قلبية. - إقالة كومي بهذا الشكل، مع سلسلة إقالات واستقالات كان أبرز من طالتهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وكبير المخططين الاستراتيجيين بالبيت الأبيض ستيف بانون ومستشارا الأمن القومي الأسبق والسابق وهما علي الترتيب: مايكل فلين، وإتش آر ماكماستر، مشابهة لسلسلة إقالات قام بها الرئيس الجمهوري الأسبق ريتشارد نيكسون الذي تم إجباره علي الاستقالة عام 1974 بعد فضيحة تنصته علي الحزب الديموقراطي فيما عُرف بفضيحة ووترجيت. وكانت الإقالات التي قام بها نيكسون بمثابة المحاولات الفاشلة للتغطية علي فضيحة التنصت. وقدم نيكسون استقالته بعد تشكيل لجنة استماع له في الكونجرس، فآثر مغادرة منصبه طوعاً، لأن الخضوع للجنة في حد ذاته يعني سقوط هيبته، ولأن من المؤكد أن اللجنة كانت تملك أدلة تفند كل ما هو متوقع أن يقوله. - في مايو 2017 أيضاً، قررت وزارة العدل تعيين روبرت مولر، علي رأس لجنة خاصة تحقق في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. نفس اللعبة من الواضح أن هناك من يتولي منصبا ما في جهاز أمني رفيع المستوي، ويلعب مع ترامب لعبة تسريب معلومات حساسة للصحف ووسائل الإعلام.. نفس اللعبة التي أطاحت بالرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون وأجبرته علي الاستقالة علي أصداء فضيحة تجسسه علي الحزب الديموقراطي التي عٌرفت بووتر جيت. في يوليو 2017، نشرت صحيفة الواشنطن بوست معلومات عن اجتماع في يونيو 2016 بين دونالد ترامب جي آر، الابن الأكبر للرئيس ترامب، ومحامية روسية تُدعي ناتاليا فيسلنيتسكايا مقربة من الكرملين، كانت أخبرته أنها تملك معلومات تدين هيلاري كلينتون. وعلي طريقة يكاد المريب يقول خذوني، نشر ترامب الابن المراسلات بينه وبين المحامية الروسية مدعياً أنه لا شيء مشين في لقاء مع شخص من معسكر يعادي منافسة والده في الانتخابات، لا سيما أن مقابلته معها لم تتطرق لمعلومات تمس الأمن القومي الأمريكي. وأكد الابن أن والده لا يعلم شيئاً عن هذا اللقاء، علماً بأنه جري في "ترامب تاور" بواشنطن. وبعدما بدت حجته مقبولة في أعين البعض، تسرب لوسائل الإعلام اسم شخص أمريكي يُدعي رينات أخمشتين حضر الاجتماع ولم يرد اسمه في المراسلات التي نشرها نجل الرئيس. ثم يتضح لاحقاً أن أخمشتين من مواليد موسكو وكان ضابطاً في المخابرات الحربية الروسية في حقبة الثمانينيات وعمل تحديداً في دول البلطيق! المفارقة تكمن في أن أخمشتين أقر بحضور شخصين مهمين لاجتماع يونيو 2016، بينما لم يتحدث عنهما ترامب الابن، وهما: جاريد كوشنر زوج إيفانكا ترامب وبول مانافورت مدير حملته الانتخابية. وإذا كان ترامب الابن لم يخبر والده باللقاء، فهل كوشنر ومانافورت فعلا الشيء ذاته؟ منطقياً من المؤكد أن الإجابة لا. صهر الرئيس الطامة الكبري كانت في تقارير مخابراتية نشرتها صحيفة الواشنطن بوست، في يونيو 2017، لتسجيلات بين جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض وزوج إيفانكا ترامب، والسفير الروسي في واشنطن سيرجي كسيلياك، وسيرجي جوركوف رئيس البنك الروسي العام "فنيشيكونومبنك" ، حيث عرض صهر ترامب علي كيسلياك إقامة قنوات اتصال سرية بين البيت الأبيض والكرملين من خلال لقاءات في مبان دبلوماسية روسية في الولاياتالمتحدة كيلا تتمكن المخابرات الأمريكية من تسجيلها وهو أمر لم ينفه البيت الأبيض ، وتقول الواشنطن بوست إن المخابرات الأمريكية علمت بالأمر من خلال التجسس علي مكالمات السفير الروسي بينما كان يعرض الأمر علي القيادة في موسكو، وأن السفير الروسي نفسه أصيب بالذهول من عرض كوشنر. علي نحو كارثي بالعودة إلي يوم العاشر من مايو 2017 مرة أخري، نكتشف أن ترامب استقبل في البيت الأبيض، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ومعه سيرجي كيسيلياك، السفير الروسي السابق في واشنطن.و لا أحد يعلم ما الذي أصاب الرئيس الأمريكي حينذاك، ودفعه للتحدث علي نحو كارثي منتهكاً كل قواعد السرية والبروتوكول، إذ إن ترامب، ووفقاً لمحضر الجلسة الذي حصلت صحيفة نيويورك تايمز علي نسخة منه، أخبرهم منتشياً، وقبل الإعلان الرسمي عن إقالة جيمس كومي بساعة علي الأقل: "لقد أقلت للتو جيمس كومي.. إنه شخص مجنون ولا يعرف كيف يقوم بواجبه"، ثم ذهب ترامب ليبرر لضيفيه قراره بشكل غريب قائلاً: "لقد واجهت ضغوطاً كبيرة بسبب روسيا.. والآن لقد انتهي كل هذا". ولكن هذا الحديث، المنتهك للسيادة الأمريكية بشكل فاضح، لم يكن سوي مقدمة لحديث آخر أكثر خطورة. بشكل مفاجئ قال ترامب لضيفيه: "لقد تلقيت معلومات جيدة"، ثم أضاف بنبرة فخر:" لدي موظفون يمدونني يومياً بمعلومات عظيمة". ثم انخرط ترامب في سرد تفاصيل عملية مخابراتية للموساد الإسرائيلي مصنفة في أعلي درجات السرية، حيث شرح ترامب لضيفيه كيف تمكن الموساد من زرع عميل مهم في الجيش السوري، وعميل آخر لا يقل أهمية في قلب تنظيم داعش في سوريا، وكان العميل الثاني قد تمكن من وضع جهاز تنصت بالغ الحساسية في غرفة اجتماعات قادة داعش، وكان ينقل كل حرف لنقطة استماع في الجولان السوري المحتل.. باختصار لقد منح ترامب الروس معلومات لم يطلع عليها الكونجرس أو حتي دول صديقة في حلف شمال الأطلنطي، ومن المعروف أن الموساد الإسرائيلي ينقل تلك المعلومات ل»IA في إطار تعاون بينهما. وأشارت تقارير في الصحف الأمريكية إلي أن أمر العميلين قد اكتشف وبالتالي تم إعدامهما وفقدت إسرائيل مصادر استراتيجية للمعلومات. وبالنسبة للرجلين الروسيين، فقد كانا صمتهما التام مبرراً، فلا داعي لمقاطعة رجل ينقل إليهما كنزا هائلا من المعلومات ، ولا شك أن عقليهما كانا يعملان علي تخزين أدق التفاصيل، ولا شك أيضاً أنهما نقلا كل ما سمعاه إلي موسكو عبر الهاتف فور خروجهما من البيت الأبيض. ويبقي السؤال: لماذا منح ترامب هذا الكنز من المعلومات للروس؟ وهنا اختلفت الإجابة عند المختصين والمحللين بأوساط المخابرات، والإجابة الأولي تفسيرها نفسي بشكل بحت، حيث إن ترامب رجل ثري والأثرياء في أغلب الأحيان يعتقدون أن الناس من حولهم يجب أن يقتنعوا بثرائهم ويرونه رأي العين، لذا فهم حريصون دوماً علي إبراز مظاهر ثرائهم. ثم إن الرئيس الأمريكي ليس سوي مجرد رجل غني، وجد نفسه وجهاً لوجه مع رجلين مخضرمين في عالم السياسة والدبلوماسية، وكان يريد إبهارهما بأي شكل، فكشف لهما عما لديه من معلومات، لعلهما يقتنعان أنهما أمام رقم هام في معادلة صعبة ولاعب هام علي المسرح الدولي. غير أن هناك طريقة تربط الأمور بعضها البعض بشكل كارثي، حيث يصر البعض في الدوائر الرسمية الأمريكية، علي أن الرئيس أقدم علي الخيانة عمداً، وأن ما فعله جزء من تعاون أكثر عمقاً مع الروس، وسيتم وضعه ضمن لائحة أخري من الاتهامات ستجعل روبرت مولر يقف في نهاية المطاف علي باب البيت الأبيض ليسأل عن ترامب باعتباره متهماً. وما يعزز من تلك الفرضية هو أن مقابلة ترامب وضيفيه الروسيين شهدت إبعاد الصحفيين الأمريكيين، فيما تم السماح لشخص واحد فقط بتوثيق اللقاء، وهو مصور وكالة تاس الروسية، الذي التقط صوراً ستلجأ لها الأجيال القادمة باعتبارها وثيقة لقاء الرجلين، أو ربما دليل إدانة أمام هيئة محلفين. في نهاية المطاف سيكون الحكم علي ترامب من خلال نتائج أفعاله وليس من خلال دوافعه النفسية، وإذا كان الرئيس الأمريكي قد بدأ عهده بشن حرب كلامية علي أجهزة المخابرات عموماً، مما أوحي بضعف الثقة بينهما، فلا شك أن الثقة الآن منعدمة تماما، بحسب ما علق به ضابط سابق بالمخابرات الأمريكية لمجلة فانيتي فير، حيث تابع دون أن يفصح عن اسمه" كيف ستنقل له المخابرات أي معلومات مستقبلية دون أن تتساءل عن المصير الذي ستنتهي إليه تلك المعلومات". وأضاف نفس المصدر" صدقني.. الروس لديهم كثير من فضائح ترامب، وهم يذلونه بذلك.. تلك المعلومات التي تسربها الأجهزة الأمنية لصحيفتي نيويورك تايمز والواشنطن بوست ليست من قبيل المصادفة.. لا أحد يريد أن يقف في وسط مباراة للتبول بين حفنة من الأشباح.. إنها حرب حقيقية". شروط العزل مؤخراً أصدر آلان ليختمان مؤلف كتاب "13 مفتاحا للبيت الأبيض" ، كتابا جديدا بعنوان "شروط العزل"" ، ويشير فيه إلي عدد من الأسباب، التي يمكن أن تستدعي عزل ترامب. والأسباب الرئيسة هي: تضارب المصالح بين الأعمال التجارية والسياسية، وعلاقته المحتملة بروسيا قبل الانتخابات، وإدلائه بشهادة زور. ويبقي السبب الأقوي لعزل ترامب، بحسب ليختمان، هو العلاقة المحتملة مع موسكو. وأصبح ليختمان موضع اهتمام المجتمع الأمريكي بعد تنبؤه بفوز ترامب بنتيجة الانتخابات الرئاسية. ويقول: "كان دونالد ترامب من بين الذين أثارت نتائج أبحاثي اهتمامهم، وقد كتب لي: أهنئك يا أستاذ.. اختيار جيد!". وتجدر الإشارة إلي أن العزل عملية معقدة، وهي تعني أن رئيس الدولة ونائبه والمسؤولين المدنيين قد يعزلون من مناصبهم بسبب الخيانة العظمي، والفساد أو بسبب جرائم جدية وانتهاكات قانونية. وقد جرت في تاريخ الولاياتالمتحدة محاولتان لعزل رئيس البلاد، كانت الأولي ضد الرئيس أندرو جونسون عام 1868، والثانية ضد بيل كلينتون عام 1998، لكنهما باءتا بالفشل وبقي الرئيسان في منصبيهما. وفي عام 1974 كان ريتشارد نيكسون قاب قوسين من عملية العزل، غير أنه قدم استقالته قبل إطلاقها، وبذلك أصبح أول رئيس أمريكي يستقيل من منصبه. غير أن ليختمان يؤكد في كتابه الجديد أنه "يمكن اتهام ترامب بالخيانة العظمي، إذا ما ثبتت المزاعم بشأن طلبه شخصيا أو أحد أعضاء فريقه الانتخابي من روسيا التأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة". وكذلك وجود تضارب للمصالح أو استغلال للنفوذ من أجل التربح وهذه مشكلة أخري لترامب. فبحسب المؤلف، مثل هذه الأمور قد تؤدي ليس فقط إلي فقدان ثقة المواطنين، بل وإلي اتهامه بشهادة الزور. وهنا نقطة هامة جديرة بالملاحظة، وتكمن في أن تحقيقات روبرت مولر، وكذلك الفضائح التي يتم تسريبها لوسائل الإعلام، لم تطل من قريب أو بعيد، مايك بنس نائب الرئيس، وهو ما قد يؤشر علي اتفاق في الغرف المغلقة علي الحفاظ علي الرجل نظيفاً أمام الرأي العام، لكي يكون توليه منصب الرئيس مقبولاً حال عزل ترامب، علي غرار ما حدث مع ريتشارد نيكسون، حيث خلفه نائبه جيرالد فورد.