اللي يموت يموت وأنا ها اعمل له ايه؟! هذا ما رد به مسئول مركز الشباب حين استنجد به زملاء الطفل محمود 14 عامًا لينقذه من صعق الكهرباء لم يعد الإهمال هو الكارثة، بل الأبشع هو اللامبالاة وكأن حياة إنسان لا تساوي شيئًا عند بعض المسئولين، الأكثر رعباً عندما تكون الواقعة المؤلمة ليست الأولي داخل مركز شباب قرية العزيزية، حيث تعرض أكثر من 5 شباب للصعق بالكهرباء من أحد أعمدة الإنارة بالملعب خلال الثلاثة أشهر الماضية، وبالرغم من استغاثات وشكاوي الشباب لإدارة مركز الشباب لإصلاح العمود إلا أنهم تجاهلوا، حتى تكررت المأساة ليموت "محمود" صعقًا بالكهرباء، وإليكم التفاصيل في السطور التالية. محمد عطية الحزن يخيم على قرية العزيزية ، حيث يوجد منزل أسرة الطفل الضحية محمود أحمد حسن شلبي الذي صعقته الكهرباء من أحد أعمدة الإنارة الموجودة بملعب مركز شباب قرية العزيزية التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، بسبب إهمال إدارة المركز في عدم تصليح عمود الإنارة رغم أن معظم أعضاء مجلس الإدارة يعلمون بذلك، ويلا بد أنهم يعرفون أنه يمثل كارثة على أرواح الشباب. تواصلت " أخبار الحوادث" مع أسرة الضحية "محمود" الذين مازالت دموعهم لم تجف على فراقه فيقول "أحمد حسن" والد الضحية: دا كان كل حاجه لينا، أنا معنديش غيره هو وأخوه وبنت لسه في الثانوية، وأنا راجل عاجز ومعاق وعندي شلل أطفال من صغري وهو كان يساعدني في كل حاجه عشان أنا مش شغال وأخوه الكبير مسافر بيشتغل في مكان ثاني منهم لله المهملين دا كان أوقات بيشتغل عشان يساعدني في مصاريف البيت، الكارثة الحقيقة أنها مش أول مره يحصل دا في المركز فتعرض أكثر من حوالي 6 شباب إلى الصعق بالكهرباء من نفس العمود خلال ال4 أشهر الماضية، وبرغم استغاثات وشكاوي الشباب بإدارة المركز لتصليح العمود إلا أنهم كانوا يتجاهلون، واللي حصل اليوم دا أن "محمود" ذهب للعب الكره مع أصدقائه كعادته في المركز وأثناء اللعب وهو بجانب العمود الكهربائي مسكت الكهرباء بجسده فبدأ بالصراخ، فحاول أصدقاؤه إبعاده عن العمود ولكنهم فشلوا فأسرعوا وتوجهوا لأحد مسئولي الإدارة لسرعة التدخل وإنزال سكينة الكهرباء لإنقاذه، في الوقت نفسه كان المسئول يلعب، ولما أبلغوه كان رده سخيفا جدا ، حيث قال: "ما يموت وللا يروح فى داهية" ولم يتحرك حتى، ويضيف والد الضحية؛ أنا اتهم المسئولين بإدارة المركز والعاملين به. تستكمل الحديث "سناء" والدة الطفل الضحية وهي في غاية الحرقة على ابنها الصغير "محمود" دا ولدي الغالي وكنا دائماً نراه راجل البيت لما بيبقى أخوه مسافر فهو يساعد والده ويساعدني ايضاً فأنا أقوم ببيع الخضار أمام المنزل فكان يومياً يقوم بحمل الخضراوات ووضعها لي أمام المنزل، حسبنا الله ونعم الوكيل في الإهمال، اللي حصل اليوم دا كنت أجلس أمام المنزل لبيع بعض الخضراوات وفجأة لقيت زملاءه يخبروني بأن محمود اتكهرب ومات فى الملعب وأنهم حملوه لمستشفى بالقرية لإسعافه ولكن أخبرهم الأطباء بأنه مات. ابني كان متفوق في الدراسة فهو كان في الصف الثاني الإعدادي وكان يحب الكرة ويحب اللاعب محمد صلاح وكان نفسه يبقى زيه، وكان لسه جايب التيشرت بتاعه، لتصمت قليلاً والدموع تتساقط من عيناها، لتستكمل الحديث مرة أخرى "أنا عايزة حق أبني" دا احنا غلباه وأنا كنت كل شهر أدفع له 50 جنيها اشتراك بفريق كرة القدم بالمركز، ومن أيام قليلة اشتريت له كرة ليلعب بها داخل المركز، وإحنا كل دخلنا في الشهر حوالي 600 جنيه معاش والده وندفع منها إيجار للشقة ودفع فواتير الكهرباء والمياه. وفي النهاية تقول والدة الضحية: احنا مش عايزين حاجة غير تروسيكل مجهز يعمل عليها زوجي نظرا لعجزه، من أجل كسب الرزق الحلال للإنفاق على الأسرة، بخلاف مصاريف دروس بنتها طالبة الثانوية، احنا كل اللي عاوزينه ونطالب به المسئولين أنهم يقفوا معنا ويجبلونا حق ابننا اللي ماتت بسبب الإهمال خصوصاً أنها مش أول مرة تحصل.