فقدت قرية بنى هارون التابعة لمركز بني سويف، اثنين من شبابها، راحوا ضحية لشهامتهم ومرؤتهم، بعدما حاول الشابان انقاذ عامل سقط في بيارة داخل محطة رفع للصرف الصحي بالقرية، إلا أن الثلاثة ماتوا غرقا ولم يتمكنوا من العودة، ليعود العامل محمولا على الأكتاف الى مدينة المنصورة بلده، ويشيع أهالي قرية بنى هارون ابنائهم في جنازة مهيبة ضمت الالاف من أهالي الفرية والقري المجاورة. وبين غاز الميثان السام ولسعة سلك الكهرباء، أختلف اهالي المتوفين حول سبب وفاة ابنائهم، ومنهم من أرجع سبب الوفاة الى وجود سلك كهرباء متصل بالمياه، والبعض الاخر يرجع اختناق أبنائهم نتيجة الانبعاثات الصادرة عن مياه الصرف الصحي. ''مات وهو مصلي وصايم وعمره ما زعلني ولا أغضبني في يوم من الايام''، تقول السيدة عواطف جبر محمد، عن أكبر أبنائها عبد العظيم حسين عبد العظيم، عمره 33 سنة، ولديه 3 أبناء، أكبرهم أحمد 9 سنوات واصغرهم مروان في الحضانة، الذي غرق هو وصديقه في بيارة صرف صحي عندما حاول انقاذ عامل. تحكي الأم المكلومة ''كان سند البيت وملناش حد بعده الا ربنا، شهامته وجدعتنه يتمت ولاده، طول عمره كان راجل وبيخدم الصغير قبل الكبير، والناس كلها هنا عارفه عنه كدا، المرحوم حاول ينقذ شخص ميعرفوش ولا كان فيه معرفة بينهم قبل كدا، وقفز في البيارة ومفكرش اذا كان هيطلع منها ولا هيموت جواها، كل اللي كان في دماغه، انه ينقذ شخص استغاث بالناس عشان يطلعوه''. تقول الأم ''المرحوم ترك 3 ابناء ، مين هيتولاهم غير ربنا، كل واحد في حالة والدنيا ماشية معانا بالعافية، والمرحوم كان شغال بعقد في مشروع النظافة، ولا ليه معاش ولا أي حاجة، وكان من بيته لشغلة والعكس''. ''في يوم الحادث كان شغلهم بقى بالليل، وصلى الظهر متجها للمنزل، لكن سمع استغاثات من الأهالي، وطلع يجرى على مصدرها، لقى شابين منهم جارنا بيغرقوا فى بيارة الصرف، ومستناش فجأة قلع ملابسة وقفز وراهم علطول فى المياه، لكن مطلعش الا جثة، وربنا يتولانا برحمتة''. شقيق المتوفي ويدعى عبد التواب حسين عبد العظيم، يروى تفاصيل الحادث كما شاهدها، قائلا ''انا كنت واقف جنب البيارة وشفتهم وهما بيغرقوا واحد ورا التاني، ومكنتش في ايدنا حاجة نعملها حاولنا بكل الطرق، بس للأسف عمرهم وقف لحد كده''. ويتابع عبد التواب ''الاهمال مالي البلد، ولو فيه مسؤول بيخاف على أرواح الناس مكنش حصل كدا مع اخويا وجارنا والعامل الغلبان اللي راحو في غمضة عين، سمعنا صوت استغاثات من بيارة الصرف اللي على رأس الشارع ولا تبعد عن منزلنا سوى 50 متر، وقتها كنت انا أمام البيت واخويا راجع من صلاة الظهر، المهم رحت ناحيتهم، لقيت عامل المحطة بيغرق، وشافه جارنا قلع هدومه وقفز وراهم في المياه، واحنا شفناهم بيتقلبوا في المياه، اخويا حاول ينقذهم، فقفز خلفهم، كان معتقد انه هيقدر يطلعهم''. ويقول محمد أحمد عبد الغني، شقيق، الضحية الثانية ببنى سويف، ''المرحوم عمره ما اتأخر عن حد ولا زعل حد، وكان راجل في أي حتة ويخدم أي حد في أي وقت، ربنا يرحمه ونحتسبه عند الله شهيد، اخويا كان شغال سواق في شركة مواسير المياه ببنى سويف، وترك لنا ولد بنت لم يتعدى اكبرهم 5 سنوات، وكان راجع من الصلاة في وسمع استغاثات زي أي حد من الأهالي، لكن للأسف جدعنته كانت سبب في وفاته''. ''أول ما سمع الاستغاثات مستناش كتير وقلع ملابسة ورمى نفسة فى قلب البيارة عشان ينقذ العامل، بعدها قفزت ناس تانية، وللأسف ماتوا الثلاثة العامل وشقيقي وجارنا، ولو فيه انقاذ سريع كان طلعوا أو حد منهم طلع على الأقل، لكن للأسف الاهمال ماسك في كل حتة''. وتابع ''ناس كتير طالبت شقيقي بعدم النزول، لكن مفرقش معاه الكلام دا نهائي، وكان كل اللي في دماغه انه يلحق ينقذ العال قبل ما يغرق، لكن عمره كان وقف لحد كدا، ومش هاقدر أقول غير عوضنا على الله، انا كنت من الناس اللي وافقين امام البيارة وشوفتهم وهما بيغرقوا، بس للأسف مقدرتش اعمل حاجة، ومحدش ساعدنا اننا ننقذهم، واخدنا فترة طويلة لحد ما قوات الإنقاذ جت، كانوا هما ماتوا، وللأسف هما ماتوا اول ما نزلوا للمياه، بسبب الغازات السامه، اللي فيها وغاز الميثان''. وكان اللواء محمد ابو طالب مدير امن بنى سويف، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة بنى سويف، مساء الخميس، يفيد بسقوط كلا من وائل طنطاوي، فنى كهرباء، ومقيم بمحافظة الدقهلية، وعبدالعظيم عبدالتواب جمعة، ومحمود احمد عبد الغني من أهالي قرية بنى هارون التابعة لمركز بنى سويف، في بيارة لمحطة رفع صرف صحى بقرية بنى هارون. و تبين من تحريات المقدم محمود الشريف، رئيس مباحث مركز بنى سويف، انة اثناء قيام كهربائي بإحدى الشركات المتعاقدة مع شركة مياه الشرب ببعض الاعمال اعلى محطة الصرف الصحي بقرية بنى هارون سقط داخله، وحاول 2 من أهالي القرية انقاذه، ولم يتمكنوا وغرقوا معه، ليتم استخراج جثثهم تباعاً بواسطة رجال الحماية المدنية والانقاذ النهري بمديرية أمن بنى سويف تباعا.