مفاجأة غير متوقعة ظهرت بعد 48 ساعة من مقتل زوجة نجل الفنان المرسي أبو العباس وابنتيها بمنطقة بولاق الدكرور تبين أن وراء ارتكاب الجريمة الزوج لمروره بحالة نفسية سيئة حيث يعاني من مرض انفصام في الشخصية ويتلقي العلاج منذ أكثر من 6 سنوات. أسئلة كثيرة كانت تحتاج إلى إجابات في هذه الجريمة ولم ينجح فريق البحث في الحصول عليها من الزوج، لكن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في هذه القضية وكشفت الجاني بكل سهولة بعد عثور فريق البحث على روشتات خاصة بالزوج تفيد أنه يتردد على أطباء نفسيين داخل مسرح الجريمة أسرة مكونة من 4 أفراد أب وأم وبنتين ، الأب يدعى "صلاح" يعمل بإحدى الشركات الخاصة بمدينة العبور ويبلغ من العمر 40 عامًا والأم 38 عامًا والابنة الكبرى 14 عامًا طالبة بالصف الثالث الإعدادي والابنة الصغرى 11 عامًا متفوقتين في دراستهما. هذه الأسرة وصفها الجميع بأنها مثالية فجأة بدون أي مقدمات انتهت حياة هذه الأسرة إلى الأبد ماعدا الزوج. "صلاح" خرج كعادته إلى عمله في صباح أحد الأيام ثم عاد لتناول وجبة الغداء وهذا اليوم تصادف مباراة مصر وروسيا في مونديال كأس العالم ، بعد تناول الأسرة الغداء قال الزوج لزوجته إنه سوف يذهب إلى إحدى المقاهي القريبة من منزله لمشاهدة المباراة. نزل الزوج ومر على هذا المشهد 4 ساعات وتلقى اتصالا هاتفيًا من شقيقة زوجته تخبره أنها تحاول الاتصال بزوجته وبناته لكنها لم تتلق ردًا ليخبرها أنه كان معهم منذ 4 ساعات وربما يكونوا مشغولين في تنظيف الشقة أو أي أمور أخرى. أغلق "صلاح" الهاتف مع شقيقة زوجته وبعدها غادر المقهى واتجه مسرعًا إلى منزله ليجد مفاجأة غير متوقعة في انتظاره. عثر على ابنته الكبرى بصالة الشقة مخنوقة ، جن جنون الأب وحاول إنقاذها لكنها فارقت الحياة، تركها ودخل غرفة نومه وهنا كانت المفاجأة الثانية وجود زوجته وابنته الصغرى مخنوقتين أعلى سرير غرفة النوم وأكثر ما لفت انتباهه إصابة زوجته بخدوش وكدمات بمنطقة العين والصدر والوجه. عجز الأب عن التفكير وجلس يبكي بجوار جثث أسرته ، وبعد ساعتين بدأ يتمالك اعصابه وفي الساعة الثانية والنصف صباحًا صرخات الأب ملأت المنطقة بأكملها وظل يردد "الحقوني الحقوني..ولادي ومراتي اتقتلوا" هرول سكان المنطقة على صوت صرخات الأب. بسرعة أبلغ أحد الأهالي قسم شرطة بولاق الدكرور وحضر على الفور المأمور ورئيس المباحث ومعاونوه وتوجهوا إلى شارع الملكة وصعدوا للدور الثالث للشقة في العقار المملوك لشقيق الوزير الأسبق كمال أبوعيطة وهناك كان المشهد كالآتي الدماء تملأ جميع أرجاء الشقة والشاهد الوحيد على الحادث ووجود جثة الابنة الكبرى "جنة الله" 14 عامًا ملقاه على الأرض وترتدي ملابسها كاملة وبها آثار خنق بالرقبة وبتفقد رجال المباحث الشقة عثروا على جثة الزوجة والابنة الصغرى "حبيبة"11 عامًا مقتولتين اعلى السرير وبمناظرة جثة الزوجة وجدوا آثار خنق وكدمات وخدوش بالصدر والوجه. تبين من التحريات المبدئية أن المجني عليهما حفيدتا الفنان المرسي أبو العباس من الأب ، كما لم توجد آثار عنف أو كسر بباب الشقة وهذا يعني أن مرتكب الواقعة طرق باب الشقة وإحدى الضحايا فتحت له. وبسماع أقوال الأب قال إنه لم يتهم أحدًا بارتكاب الواقعة ويرجح أنها حادث سرقة لاكتشافه سرقة شنطة بداخلها مبلغ 350 ألف جنيه حصيلة بيع إحدى الشقق الخاصة به. فور وصول خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة الجثث تبين أن المجني عليهن تعرضن للخنق ووجود آثار مقاومة من الزوجة أثناء ارتكاب الجاني الجريمة ونتج عنها إصابتها بكدمات وخدوش بالوجه والعين والصدر. وعقب انتهاء النيابة من مناظرة الجثث أمرت بنقلهن إلى مشرحة الطب الشرعي تمهيدًا لتشريحهن ، واستمعت لأقوال الزوج الذي تحدث قائلا: إنه كان يشاهد مباراة مصر روسيا أثناء الواقعة بعد خروجه من المنزل الساعة السادسة والنصف وأثناء وجوده على المقهى تلقى اتصالاً من شقيقة زوجته تخبره أنها تتصل بزوجته ولم ترد على هاتفها ووقتها أكد لها أنه أيضا أجرى اتصالاً بزوجته ولم ترد عليه، وفور شعوره بالقلق توجه إلى منزله في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وفوجئ بمقتل جميع أفراد أسرته واكتشافه سرقة مبلغ 340 ألف جنيه من داخل دولاب منزله وهذا المبلغ تحصل عليه من بيع شقة ميراث منذ أسبوع وتركه في المنزل منذ انتهاء عملية البيع. جاءت نتيجة التحريات بعد سماع أقوال عدد من الجيران واهالي الضحايا أنهم يتمتعون بحسن السير والسلوك وليس لهم أي عداءات مع احد والزوج كذلك بالإضافة إلى أن الابنتين كانتا متفوقتين في دراستهما والابنة الكبرى احتلت هذا العام المركز السادس على مستوى المدرسة في نتيجة الصف الثالث الإعدادي. وكثفت المباحث من تحرياتها لكشف غموض الحادث حيث فحصت جميع كاميرات المراقبة بالشارع الذي شهد الحادث وتم القبض على أكثر من 150 شخصًا مشتبه فيهم وأخيرًا نجح رجال المباحث في كشف غموض الحادث بتضييق الخناق على الزوج المتهم الذي اعترف بارتكاب الجريمة قائلا: إنه غافل زوجته أثناء جلوسه معها بغرفتهما بعد أن أغلق الباب من الداخل، وخنقها حتى تأكد من أنها لفظت أنفاسها الأخيرة بعد مقاومة شديدة منها. وأضاف: أنه عقب الانتهاء من قتل زوجته، خرج من الغرفة وتوجه لغرفة طفلتيه اللتين كانت تبدو عليهما معالم القلق بعد سماعهما صوت والديهما معتقدين أنهما يتشاجران فقط، ثم خنق ابنته الكبرى "جنة الله" أثناء وجودها في غرفتها باستخدام مخدة، وأثناء ذلك شاهدته الابنة الثانية "حبيبة" فأسرع خلفها وخنقها باستخدام سلك تليفون خوفًا من افتضاح امره. تحرر محضر بالواقعة وأمر مدير أمن الجيزة بإخطار النيابة للتحقيق التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد. فريق البحث اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة العميد عبدالوهاب شعراوي رئيس قطاع غرب الجيزة العقيد طارق حمزة مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور