الرئيس عبدالفتاح السيسي يتحدث للأمة فى عيد الثورة وقال الرئيس السيسي في كلمته: "شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم، تحتفل مصر، بالذكري الخامسة لثورة 30 يونيو 2013، ذلك اليوم الخالد في تاريخ مصر، عندما قال الشعب المصري العظيم كلمته بصوت هادرٍ مسموع، لينحني العالم احتراماً لإرادته، ويتغير وجه المنطقة وتتغير وجهتها، من مسار الشر والإقصاء والإرهاب، لرحاب الأمن والتنمية والخير والسلام، في ذلك اليوم المشهود، انتفض ملايين المصريين، نساءً ورجالاً، شيوخاً وشباباً، ليعلنوا أنه لا مكان بينهم لمتآمرٍ أو خائن، وليؤكدوا أنهم لا يرتضون قِبْلَةً للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن، والانتماء إليه بالقول والفعل، في ذلك اليوم المشهود، أَوْقَفَ المصريون موجةَ التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح المنطقة، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، ولكن كان لشعب مصر، كعادته عبر التاريخ، الكلمةُ الفَصْلْ والقول الأخير". أضاف: "شعب مصر العظيم، أتوجه إليكم اليوم بخالص التحية والاحترام والتقدير، في يومٍ من أيامكم المجيدة، يوم أثبتُّم مجدداً، أن المعدن الأصيل لا يبلي ولا يصدأ، فكم من أزمات وتحديات واجهها المصريون عبر الزمن، فكانت دوماً وقوداً لعزيمة هذا الشعب وإصراره علي البقاء والصمود، وفي مثل ذلك اليوم منذ خمس سنوات، تحدي المصريون التحدي ذاته، وأصروا علي التوحد مع مؤسسات دولتهم الوطنية، مدركين بحسّهم التاريخي العريق، أن جسامة التحديات لا تعني الهروب وإنما تعني المواجهة، وهو ما نقوم به معاً علي مدار الخمس سنوات الماضية، فقد أنتجت لنا السنوات العاصفة التي مرت بها مصر والمنطقة منذ عام 2011، ثلاثة تحديات رئيسية، كان كل منها كفيلاً بإنهاء أوطان وتشريد شعوب بأكملها، وهي تحديات: غياب الأمن والاستقرار السياسي، وانتشار الإرهاب والعنف المسلح، وانهيار الاقتصاد". تابع: "وأقول لكم بكل الموضوعية والإنصاف، أن لكل مصري ومصرية الحق في الشعور بالفخر، بما أنجزته بلاده في مواجهة هذه التحديات الثلاثة، وفي وقت قياسي، بما يقرب من تحقيق الإعجاز، فعلي صعيد الأمن والاستقرار، استكملنا في مصر تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، ليشكلوا مع السلطة القضائية الشامخة، بنياناً مرصوصاً، واستقراراً سياسياً يترسخ يوماً بعد يوم، وعلي صعيد التصدي للإرهاب والعنف المسلح، نجح هذا الوطن الأبي، بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة، وبدعم شعبي لا مثيل له، في محاصرة الإرهاب، ووقف انتشاره، وملاحقته أينما كان، وبرغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب، من تمويل، ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وحدها، وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال، واستطاعت ومازالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة، وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم كله، وعلي صعيد الأوضاع الاقتصادية، التي كانت قد بلغت من السوء مبلغاً خطيراً، حتي أن احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلي أقل من15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لحوالي 2٪ فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية". أضاف: "ومن هنا؛ قررت الدولة أن تصارح الشعب بالحقائق كما هي، وأن تشركه في تحمل المسؤولية، إيماناً بشراكتنا جميعاً في هذا الوطن العزيز وتحملنا معاً لمسؤولية إصلاح أوضاعه، وبالفعل، بدأ تنفيذ برنامج شامل ومدروس بدقة للإصلاح الاقتصادي الوطني، يستهدف أولاً وقف تردي الأوضاع الاقتصادية، وثانياً تحقيق نهضة اقتصادية واسعة وحقيقية، من خلال عدد من المشروعات التنموية العملاقة، التي تحقق عوائد اقتصادية ملموسة، وتوفر ملايين من فرص العمل، وتقيم بنية أساسية لا غني عنها لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة. وتشير النتائج المتحققة حتي الآن إلي أننا نسير علي الطريق الصحيح، فقد ارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي من حوالي 15 مليار دولار ليصل إلي 44 مليار دولار حالياً، مسجلاً أعلي مستوي حققته مصر في تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من حدود 2٪ منذ خمس سنوات ليصل إلي 5.4٪، ونستهدف مواصلة هذا النمو المتسارع ليصل خلال السنوات القليلة المقبلة إلي 7٪ ويتجاوزها، أتوجه بتحية من القلب، لكل رب أسرة وكل ربة أسرة، يتحملون في كبرياء وشموخ، مشاق توفير الحياة الكريمة لأبنائهم، وأؤكد لهم أن المستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، وأنهم بإدراكهم العميق ووعيهم الحقيقي بمتطلبات إصلاح وطنهم، يضربون المثل والقدوة، ويثبتون مجدداً مدي حكمة وعبقرية هذا الشعب الكريم، واختتم بقوله: "كل عام وأنتم بخير، ومصر في تقدم واستقرار وأمان، ودائماً تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله".