مظلوم كل من تصدي لمنصب إعلامي حاليا أو مستقبلا، من يتولي المنصب سيحاسب علي سنوات عديدة مضت كنا فيها لا نعرف معني الحساب. الأحد: زينب فتاة مصرية بلغت السابعة والعشرين من العمر...من إحدي القري البسيطة التابعة لمحافظة بني سويف...ابتسامتها لا تفارق وجهها وحتي إن لم تبتسم فوجهها به من النور والبياض ما يشعرك بأنها في حالة ابتسام دائم. جلست أمامي وسط مجموعة من هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة بني سويف ولاحظت التفاف الطلاب حولها ومنغشاتهم لها وتجاذب أطراف الحديث الذي لا يخلو من الضحك والأسئلة عن المنهج وما إلي ذلك... لكن شيئا غريبا لاحظته أن زينب لا تفارق مقعدها ولا تذهب إلي أي مكان... فسألت فدلني زملاؤها بأنها ضريرة وهي معينة بدرجة مدرس مساعد بالكلية لأنها من المتفوقات. دار الحوار بيننا حول أحلام كل الزملاء في مستقبلهم وما يمثله الحلم لهم سواء تحقق أم لا... فاستفذني أن زينب لا تشارك في الحوار ولا تقول شيئا عن أحلامها!.. فاستجمعت شجاعتي وسألتها: ولكن ما أحلامك يا زينب؟ وما تصورك المرسوم في ذهنك لكل فرد منا؟... فكانت الإجابة الصادمة والتي قالتها بكل سلامة النية والاستسلام لقدر الله قالت زينب: أنا ليس لي أحلام فأنا لم أعرف النور ولم أعرف الدنيا ليكون لي فيها أحلام... فأنا فاقدة للبصر منذ الولادة فلا أعرف معني النور ولا أعرف الشمس إلا من حرارتها ولا أعرف الطريق إلا من مرافقتي ولا أحس بالزهور إلا من عبيرها فأنا لي دنيتي الخاصة التي تربيت فيها وتأقلمت علي العيش بما منحني الله من نِعمها. إلي هنا فقد حمدت الله أنها لا تبصر لكي لا تري حجم الإحراج الذي تملكني وكمية العرق الذي عجزت المناديل الورقية عن تجفيفه قتلتني إجابة زينب وشعرت بأني قليل الحجم جدًّا أمام دنيا زينب التي رسمتها في مخيلتها التي لا تعرف الضوء فقد تخيلت أن أول من يشتاق لمشاهدة الحلم هو من حرمته الدنيا من رؤية الواقع وتخيلت أن شكل الحلم عندها مختلف عن أحلامنا التي تفرحنا أو تكدرنا في أوقات أخري... ولكن أحلام زينب لها طابع خاص يقول الحمد لله علي النعم الكثيرة التي لم يحرمها منها. فالحمد لله الذي منحنا من النعم والحواس ما لا نعرف قيمتها إلا إذا أحسسنا بأننا نفقدها سبحان الله المنعم والمتفضل علي عباده بالنعم التي لا تعد ولا تحصي. قانون الصحافة الجديد الأثنين: كل رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة يتولي المنصب في الوقت الحالي ولمدة عقدين من الزمان هو من مظاليم الصحافة المصرية وضحية من ضحايا عقود مرت اعتبر فيها رئيس التحرير نفسه ملكا علي إصداره يفعل به ما يشاء سواء بالتعيينات أو المكافآت أو حتي سياسات التحرير التي كانت لا تخلو من هوي شخصي وقضايا لا تخدم إلا أصحاب السلطة أو لخدمة الإعلانات ومدخولات الجريدة. ففي قانون الصحافة الجديد سوف يقف رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير أمام الهيئة الوطنية للحساب... ولكن أي حساب بعد عقود من الزمان أصابت الصحف القومية وحتي المستقلة والحزبية بالتخمة والتضخم في أعداد المحررين والإداريين بدون أي منطق إلا إرضاء لأصحاب النفوذ والسطوة حتي أصبح المثل المطبق في صحفنا المصرية مثل صعيدي يقول ( إن وقع بيت أبوك...الحق خد منه قالب ) والمعني أن الكل اهتم بالاستفادة من الصحف وتفنن في استنفاد مواردها وضرب بمصلحتها عرض الحائط وترك الخسائر والعتاب للمسئول عنها واكتفي هو بالفرجة وتجاوزها إلي توجيه اللوم للقائمين عليها لفشلهم... مع أنه هو أكبر أسباب الفشل... قلبي علي كل من يتصدي لمسئولية المكان من الزملاء خلال الفترة القادمة.. فرغم بريق المكان والمنصب إلا أن الحساب لن يكون سهلاً علي هيئات اعتادت الاتكالية والمطالبة بالحقوق قبل أداء الواجبات، فرحمة بهم من حساب المجلس الوطني وتطلعات الطامعين الناقدين لكل العهود ! تجار المياه الساخنة! الأربعاء: الجلوس علي المقاهي في زمن مضي كان له ناسه وله من الاحترام ما يوضع في كتب القوانين فلكل أفندي مقهاه الخاص ومكانه الذي لا يتغير في المقهي واشتهرت بعض المقاهي في مصر بفئات معينة وأصبح لها من الشهرة ما أوصلها للعالمية بما احتوته من زبائن بنوع معين وبأخلاق رفيعة فكانت المقاهي هي ملتقي الأصدقاء ومكان محترم لتمضية الأوقات وتخليص الأعمال في نفس الوقت. ولكن الحال تبدل فقد كتب علي لقاء أحد الأصدقاء أن انتظره علي القهوة (الكافيه بالتعبير المودرن) فلم أجد أحط من سلوك الرواد ولا أقل من أقل قلة أدب في الوجود من الألفاظ التي ينادون بعضا بها فما ذنب الأم والأب أن يهانا بألفاظ مقززة لمجرد أنهم أحضروا إلي الدنيا هؤلاء الشباب الذي يتباهي بسباب الأم والأب وكأنها نوع من التحية الواجبة بينهم... الغريب أن من جلس بجواري من الشباب لم يتركوا فتاة تمر في الشارع إلا ونالها من التحرش جانب، سواء باللفظ أو بالإشارة. حضر صديقي وحاولت أن أنهي اللقاء سريعاً ولكنه أمر بالشاي والشيشة ولم يرحمني من دخانها رغم أن له رائحة جيدة إلا أنه يسبب كل الأنواع من الأمراض... وفي النهاية وقفنا للحساب فتخيلت أننا كنا جالسين في فندق 5 نجوم فالمبلغ المدفوع لا يوازي بأي حال من الأحوال ما تعرضنا له من تلوث رئوي وتلوث سمعي واعتداء علي سلوك حرية الآخرين. كان هذا اللقاء إجابة عن سؤال تردد في نفسي عن هذا السرطان من المقاهي الذي احتل أرصفة كل شوارع مصر ولم يرحم منطقة شعبية أو منطقة راقية فكل الشوارع مباحة لتجار الماء الساخن فحجم الأرباح لا يعقل والميزانية المطلوبة لإقامة هذا المشروع قليلة والمطلوب إرضاء أحبابنا في الحي والباشوات في شرطة المرافق وإكرام مفتشي الصحة ومافيش مانع ندفع الشاي لموظفي الصحة... فالعملية نظيفة 100% ومكسبها لا يقل عن 2000 جنيه صافي يومياً من جيوب المراهقين وكل من قرر أن يسلك طريق البلطجة والاستسهال والاستهبال علي عباد الله... أليست هذه التجارة الحلال لها من الربح ما يغني عن التعب والشقي والعرق...اللهم ارحمنا من تجار الماء الساخن وأعوانهم. مراكز النصب (الصيانة سابقاً)! السبت: كل السيارات الحديثة تتعامل بالكمبيوتر وبها من القطع والدوائر السلكية التي تتعامل بالعلم الحديث والتي يعجز الأسطي بلية عن التعامل معها... وبالتالي كان من الضروري أن يكون المرجع الأساسي لأصحابها مراكز الصيانة التابعة لماركات كل منها... هذا كلام منطقي ولكن أن تذهب إلي مركز الصيانة فلا تجد قطع الغيار المطلوبة فهي مشكلة وإذا تعطلت السيارة لا تجد من يغيثك فهي مشكلة أكبر! وإذا تهرب مهندسو المركز من شروط الضمان وادعاء أن السيارة تم التعامل معها خارج المركز لكي تفقد حقك في الضمان! فهذه مشاكل تقتل أي نوع سيارة في مصر وللأسف هذا موجود وبكثرة والضحية الوحيد هو قائد السيارة الذي ضحكوا عليه بمميزات السيارة وبما سوف تؤديه له من مزايا اكتشف أنها ضاعت كلها مع أول مشكلة في مركز الصيانة. الغريب أن نوعا واحدا من السيارات يتصارع عليه توكيلان من توكيلات السيارات وللأسف الشديد الاثنان لا يقومان بما يتوجب عليهما من أجل خدمة السيارة فضاع الحق وانهارت سمعة السيارة وسقطت في السوق بفعل فاعل اسمه الاستغلال والجشع والضحية هو من يركب هذه السيارة وجمعيات الحماية الوهمية للمستهلك في سبات شتوي وصيفي ولا مجيب لأي نداء فحسبنا الله ونعم الوكيل! وهنا عاد المستهلك المصري للسيارات المستعملة التي تتعامل مع قدرات الأسطي بلية المحدودة في علاج أمراض »الكربراتير» وكيفية فك البوجيهات والابتعاد عن »الانجيكشن» والتربو معاذ الله فهي من أعمال الشياطين لخراب بيوت المصريين! من وحي العيد النملةُ إذا وضعتَ أُصبعك أمامَها وهي تسير لا تقف! بَل تُحاول تغيير اتجاهها وتستمرَّ في طريقها، فَما بالُ أحُدنا! يضربُ بَرأسهِ إذا حصل له عائق! ولا يُفكّر في تغيير طريقه؟! مَا دامت الإمكاناتُ تَسمح والهدفُ يُقبل! - الابتسامة لا تشتري لك خبزا..!! لكنها تشتري لك أرواحا.!» فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة نؤجر عليها... - اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا علي دينك - المريضُ سيُشفي، والغائبُ سيعود، والحزين سيفرح، والكرب سيُرفع، والأسير سيُفك، وعد الله حقا، إنّ مع العسرِ يسرا.