كانت ميليشيات الشاطر تجهز أسلحتها،وتعلن النفير العام استعدادا لمواجهة دموية شرسة، ولعبت القنوات الإعلامية الإخوانية علي اسطوانة الشرعية، في محاولة لاختزال شرعية وطن في أكذوبة جماعة، وسلحوا سلميتهم الكاذبة بالمولوتوف والسيوف والمتفجرات، استعدادا ليوم الجهاد الأكبر، ورصدت الأجهزة الأمنية محاولات تسلل جماعية من عناصر حركة حماس لدخول سيناء والاشتراك في أم المعارك، كما فعلوا في 25 يناير واستباحوا أرض البلاد وسيادتها واستقرارها، وأعد مكتب الإرشاد قائمة طويلة بأسماء عسكريين ورجال أمن وإعلاميين وقضاة وشخصيات عامة يتم اعتقالهم، في حملة ترويع غير مسبوقة في تاريخ مصر. وأصدرت التنظيمات الإخوانية الإرهابية، التي نشأت في صورة أحزاب اسلامية، بيانات شبه عسكرية، تدعو بالحرف الواحد إلي نصب أعواد المشانق في الميادين العامة، استعدادا لاستقبال رؤوس العلمانيين الكفرة والصليبيين، وإطعام جثثهم النجسة للذئاب والكلاب المسعورة، وأصبح المشهد هو التمهيد لمذبحة مروعة،علي غرار ما تفعله داعش في سوريا والعراق، إيذانا بحرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، وتغرق البلاد في بحور الدماء، وتفكك أركان الدولة ومؤسساتها، حتي تتمكن الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها. وتوهمت الجماعة الارهابية انها قادرة علي الحسم، تدعمها ميليشيات مسلحة، يمكن ان تتحرك من سيناء إلي القاهرة، وخلايا نائمة تتمركز في المدن والقري، ودعم خارجي من بعض الدول التي تؤيد الإخوان، بجانب الكوادر الإعلامية الإخوانية، الذين تم تجهيزهم، للانتشار الإعلامي المكثف في القنوات الإخوانية في ساعة الصفر، وتم تدريبهم جيدا علي ترويج الشائعات والأكاذيب، بأقصي درجة ممكنة. ووقف الزمن يحبس أنفاسه وقلوب المصريين تخفق بشدة، انتظارا لما تسفر عنه الأحداث، فإما أن تضيع البلاد إلي الأبد، وإما أن تنقذها العناية الإلهية، وكانت » عنايه الله جندي »، ويد الله فوق أيدي الأشرار والمتآمرين، فلا يمكن أن يكون مصير هذا البلد العظيم التفكك والانقسام، ولا يمكن أن يلقي شعبه الطيب ويلات الحرب الأهلية والتهجير.. انها مصر، انها مصر، يا من لاتقدرون قدرها، ولا تعلمون كيف يكون غضبها، وتسيئون فهم صمتها وصبرها. في التاسعة مساء 3 يوليو، وبعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوي السياسية، لتحمل أعباء الظرف التاريخي،أعلن وزير الدفاع آنذاك الفريق عبدالفتاح السيسي إنهاء حكم المعزول مرسي، وأن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور المشبوه. عقب البيان قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء كلمة، أعقبه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وأعلن السيسي خارطة مستقبل، تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية علي دستور 2012، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء في إجراءات الانتخابات. وانفجرت مظاهرات الفرح في الشوارع، وانطلقت الزغاريد والهتافات وكلمة واحدة تصرخ بها الحناجر » مصر» »مصر »،،وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة والقلوب الخائفة، وامتلأت الطرق والميادين بملايين البشر،الذين خرجوا كالأمواج الهادرة، يحتفلون بتحرير وطنهم واسترداد تقافته وتاريخه وحضارته، ولم يسقط شهيد واحد، بعد ان دخلت جحافل الشر جحورها،خوفا من غضب الجماهير. وكتب لمصر عمر جديد،وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها واحترامها، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة في مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط، ومعها بعض القوي الانتهازية ونشطاء التجسس والدولار، وفلاسفة التحاليل السوداء الذين اختفوا من الساحة، تصحبهم لعنات الناس، بعد أن كانوا نجوما زائفة يملأون الأرض والفضاء.