حالة الضعف والهوان في الامة الاسلامية ليست مستغربة اذا تأملنا المقومات والضوابط التي وضعها الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام لعزة وخيرية امته علي غيرها من الامم في كل مكان وزمان حتي قيام الساعة. معظمنا يعرف هذه الضوابط والمقومات، ولكن جميعنا لا يراها متحققة علي ارض الواقع الاسلامي الحالي. حيث قال رسول الله. عليه الصلاة والسلام، : »لاتزال هذه الامة بخير، تحت يد الله، وفي كنفه ما لم يمالئ قراؤها امراءها، ولم يترك صلحاؤها فجارها، ولم يمار خيارها شرارها، فاذا فعلوا ذلك رفع عنهم يده، وسلط عليهم جبابرتهم، فساموهم سوء العذاب، وضربهم بالفقر والفاقة، وملأ قلوبهم رعبا». كان الفقيه ابن السماك الزاهد في حضرة الخليفة هارون الرشيد بعدما ازدادت الصراعات السياسية والاجتماعية في الخلافة، فقال له الرشيد عظني يا ابن السماك، صمت ابن السماك قليلا، فوجد الرشيد يرفع الماء إلي فمه ليشرب، فقال له : ناشدك الله يا امير المؤمنين ان تنتظر قليلا، فلما وضع الرشيد الماء، قال ابن السماك: لو انك منعت هذه الشربة من الماء, استحلفك بالله سبحانه وتعالي بكم كنت تشريها؟ قال هارون بنصف ملكي, قال ابن السماك اشرب هنأك الله, فلما شرب, قال : استحلفك بالله عز وعجل يا اميرالمؤمنين لو انك منعت خروج هذه الشربة من جوفك بعد ذلك بكم تشري خروجها؟ قال : بملكي كله, قال ابن السماك: يا اميرالمؤمنين.. ان ملكا تربو عليه شربة ماء خليق الا ينافس فيه او يبكي عليه, فبكي الخليفة هارون الرشيد. من غير الله سبحانه وتعالي هو الذي يجعل خليفة مثل عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, يجري خلف اثنين من ابل الصدقة في حر الظهيرة خوفا ان يشردا ويضيعا, فيسأله الله عنهما يوم القيامة, ويراه مصادفة عثمان بن عفان, رضي الله عنه, فيقول له: هلم إلي الظل يا امير المؤمنين, ونكفيك نحن المشقة وحر الظهيرة, فقال عمر: بل نار جهنم اشد حرا.