استقيظت صباح أول رمضان وأبي يرحل عن دنيانا وهو صائم وقال الشهادتين أكثر من مرة رافعا السبابة وأخذ يردد اسمي ويطمئن أخي بأنه بخير ولا داعي للخوف عليه ثم رحل وغاب إلي الأبد، ولكني دوما كنت أقول له إن اسمه سوف يلازمني دوما في مجال بلاط صاحبة الجلالة فاسمك، يا أبي الحبيب سوف سيظل سندي كما كنت لي في حياتك، فاسم ماجد وهو اسم والدي العزيز الغالي رحمه الله، عندما دخلت مجال الصحافة فضلت أن يكون معي بدلا من اسم العائلة صابر، وهذا لحبي واعتزازي الشديد بوالدي رحمه الله الذي كان مثالا وقدوة لي ولكل عائلتي ولكل من عرفه في إخلاصه الشديد وتفانيه في العمل حتي أنه لآخر يوم في عمره كان يعمل ويذهب إلي عمله رغم بلوغه سن التقاعد عن العمل، ولكنه كان يري أن الإنسان يجب أن يعمل مادام يستطيع، وكان يقول لي دائما »إن العمل عبادة واحرصي يا ابنتي الغالية علي الذهاب إلي العمل في أوقاته ولا تجعلي شيئا يشغلك عنه أبدا». كما كان أبي معروفاً لكل من حوله بأنه طيب ونقي القلب، ولذلك عندما توفي علي حسن الخاتمة عرفت أن الطيبين هم من سيدخلهم الله جنة الخلد دون غيرهم، فاللهم اجعل والدي واجعلنا منهم يا رب العالمين.