الشيخان نصر الدين طوبار وسيد النقشبندي تنطلق الحناجر بالدعاء والابتهالات في شهر رمضان، ومن أشهر المبتهلين الذين عرفتهم مصر الشيخ نصر الدين طوبار، الذي اشتهر بقوة صوته وانطلاقته الملفتة وعذوبة صوته، وأستاذ المداحين الشيخ سيد النقشبندي. «طوبار» المبتهل الأول لحرب أكتوبر ارتبط اسم الشيخ نصر الدين طوبار، بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان أول من ابتهل لحرب أكتوبر 1973، وكان ابتهال «سبح بحمدك الصائمون» يوم 9 أكتوبر، وأذيع ابتهال «انصر بفضلك يا ميهمن جيشنا» يوم 14 أكتوبر، وصحبه السادات، في رحلته للقدس، وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولي عام 1981. والشيخ طوبار، من المنزلة، وهو من أحفاد الرجل الوطني حسن طوبار، التحق بالمدرسة الخديوية بالمنزلة، وكان عمه حسن طوبار، يأتي بأحد المقرئين لإحياء ليالي رمضان، وشغف الصبي الصغير بصوت هذا المقرئ وبالمستمعين الذين ينصتون إليه باهتمام، وقبل أن تنتهي ليالي رمضان قرر الصبي ترك المدرسة والتفرغ لحفظ القرآن لكي يصبح مثل هذا الشيخ الذي خطف القلوب في المنزلة، فلم يمانع الأب وكان يعلم أن ابنه يمتلك صوتا جميلا، فأتم حفظ القرآن علي يد الشيخ محمد سلطان في المنزلة. انتقل للقاهرة وتقدم للإذاعة، وكان من بين أعضاء اللجنة التي تولت امتحانه محمد حسن الشجاعي، ومحمود حسن إسماعيل، وأجازته اللجنة، وأعجب به الشجاعي، إعجابًا شديدًا وقال له: "أريدك أن تتعامل معنا بالموسيقي يا شيخ نصر"، وعمل طوبار، بالنصيحة ولم يتردد في الالتحاق بمعهد الموسيقي وأمضي ثلاث سنوات بالقسم الحر. من ابتهالاته "يا مالك الملك، مجيب السائلين، جل المنادي، يا سالكين إليه الدرب، يا من له في يثرب، يا بارئ الكون، حين يهدي الصبح إشراق سناه، كل القلوب إلى الحبيب تميل، يا ليلة القدر، رمضان أشرق، بك أستجير، الله كان ولا شيء سواه، من لي سواك، الطير سبحه، إلهي، فاطر الأكوان". «النقشبندي» أستاذ المداحين لم يسع الشيخ النقشبندي، طريقه إلى الإذاعة، ولم تعرف الإذاعة طريقه إلا وهو يقترب من عامه الخمسين، في عام 1967، عندما اقترح المخرج الإذاعي مصطفي صادق، على بابا شارو، أن يقدم البرنامج العام دعاء يوميا مدته خمس دقائق يؤديه ذلك الصوت الرائع الذي استمع إليه في مولد الحسين الشيخ النقشبندي، وطلب بابا شارو، تسجيل حلقة لسماعها، وبعدها أضيف اسم النقشبندي، إلى خريطة البرنامج التي كانت قد اكتملت وكان ذلك قبل رمضان بثلاثة أيام. عاش الشيخ النقشبندي، بقريته دمرة في محافظة الدقهلية عشر سنوات قبل أن ينتقل مع أسرته إلي مركز طهطا بسوهاج، وأتم حفظ القرآن الكريم وأخذ يتلوه، ثم اتجه للإنشاد الديني بإيحاء من مجالس الطريقة النقشبندية، وأتباعها، والذي كان والده أحد شيوخها. احترف قراءة القرآن في عامه العشرين، ومارس وظيفته الجديدة لأول مرة في قرية "كوم بدر" بمركز طهطا، وأحيا ليالي رمضان، وكان أجره جنيها، وعاش في طهطا نحو 25 عاما، انتقل بعدها إلى طنطا عام 1955 ليقيم بجوار السيد البدوي، الذي كان يتبرك به. حضر إلى القاهرة لأول مرة عام 1948 لإحياء ليلة عند الشيخ "محمد سليمان"، شيخ "الطريقة الخلوتية"، ولم يقترب منها إلا في مولد السيدة والحسين وسيدي سلامة قاضي، حتى عرف طريقه للإذاعة والتليفزيون عام 1967. تأثر النقشبندي، بالشيخ محمد رفعت، وكان حديثه عنه لا ينتهي، وكان يلقبه بالزعيم، ووصفه بأنه أعظم المنشدين، وزعيم المقرئين، والمنشدين، كما تأثر بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وعمره عشر سنوات، أحبه وحفظ كل أدواره. منحه الرئيس الرحال محمد أنور السادات، وسام الدولة من الطبقة الأولى عام 1979، وكان قد توفي قبلها بثلاث سنوات إثر أزمة قلبية وتحديدا في فبراير عام 1976، وتم تكريم اسمه بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى في الاحتفال بليلة القدر عام 1989. من ابتهالاته جل الإله، وأقول أُمتي، وأي سلوي، وأنت في عين قلبي، ويارب دموعنا، وحشودنا تدعوك، وبدر الكبرى، ربنا، وليلة القدر، وأيها الساهر، سبحانك يا رب، رسولك المختار، ومولاي، وأغيب، ويارب إن عظمت ذنوبي، النفس تشكو، وربّ هب لي هدى".