نعيمة عاكف صانعة البهجة.. لهاليبو السينما.. عفريته السينما.. كثير من الألقاب التي أطلقت علي الفنانة نعيمة عاكف، التي عندما تراها لا تتصور أبدا أن نهايتها سوف تكون نهاية مؤلمة وخصوصا في السنوات الأخيرة من حياتها التي اختلفت بشكل كبير عن حياة البهجة التي صنعتها علي الشاشة لتحفر اسمها في ذاكرة كل المصريين. 36 عاما، هو عمر الفنانة نعيمة عاكف، قضت منها 18 عاما في عالم الفن والتمثيل والغناء ولم يمهلها القدر كثيرا لتكمل مسيرتها الناجحة، رغم قصر حياة نعيمة عاكف، إلا أنها كانت مليئة بالأحداث، وكانت محبة للحياة، وكان هذا يظهر عليها من خلال أعمالها التي قدمتها. استطاعت نعيمة عاكف، أن تصنع لنفسها مكانة فنية مميزة وأن تحتل أفيشات السينما الاستعراضية مع عدد من نجوم عصرها مثل محمد فوزي، وأنور وجدي وشكري سرحان، ورشدي أباظة. كان أول أفلام نعيمة عاكف، فيلم ست البيت، وكانت تلعب دور راقصة وبعدها لفتت انتباه المخرج حسين فوزي، لها وتنبأ لها بالنجومية وسطوع اسمها، وقام بتقديمها من خلا فيلم العيش والملح، مع الفنان سعد عبد الوهاب، عام 1949 ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت من خلال فيلم لهاليبو، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا وتهافت المخرجون عليها. وهذا هو ما جعل المخرج حسين فوزي، يشعر بالخوف من استحواذ المخرجين عليها ما جعله وقع عقد احتكار لنعيمة لضمان وجودها في الأفلام التي يخرجها وحتى يضمن وجودها معه دائما تزوجها عام 1953 رغم فارق السن الكبير بينهما، وقامت بالانتقال إلى حي مصر الجديدة، وقامت بتعليم نفسها فاستعانت بمدرسين تلقت منهم دروساً في العربية والإنجليزية والفرنسية، وبذلك أصبحت تتحدث ثلاث لغات. بلغ الرصيد الفني لنعيمة عاكف، خلال رحلتها الفنية القصيرة حوالي 25 فيلماً، وكانت فى نجاح متزايد مما جعل الغيرة تدب في قلب زوجها حسين فوزي، مما أدى إلى الطلاق عام 1958، وتزوجت نعيمة، بعد عام واحد من المحاسب القانوني صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد. شعرت نعيمة عاكف، بالآم شديدة في معدتها فذهبت إلى الطبيب وبعد الفحوصات اضطر الطبيب لأن يصارح نعيمة عاكف، بأنها مريضة بسرطان الأمعاء، كانت صدمة كبيرة لها ولزوجها المحاسب صلاح الدين عبد العليم، وقضت ليلتها في بكاء مستمر حتى غادرت المستشفى في صباح اليوم التالي لتعود إلى أحضان ابنها الوحيد محمد. وكانت في تلك اللحظة قد قررت اعتزال الفن عقب انتهائها من أخر فيلمين لها وهما من أجل حنفي، وأمير الدهاء، ثم أخبرت زوجها بهذا القرار لتتفرغ لابنها الذي شعرت أنها ستفارقه قريبا وترغب في أن تقضي ما تبقى من حياتها إلى جواره. حاول زوجها أن يخرجها من حالتها النفسية السيئة ويحاول أن يجعلها تتراجع عن قرار الاعتزال لكنها أصرت وتفرغت لجلسات العلاج ولابنها وهى تحس أن عمرها بدأ في العد التنازلي.
وفى يوم أخبرها الطبيب أنها بإمكانها السفر إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية لها والشفاء من مرضها وبذلك انبعث أمل جديد في حياة نعيمة عاكف، خصوصا عندما علمت أيضا أن الدولة ستتكفل بالمصاريف تقديرا لمشوارها الفني. وقبل سفرها بأيام عاودتها الآلام بشدة وكانت هذه المرة هي النهاية حيث توفيت نعيمة عاكف، يوم 8 أبريل عام 1966، قبل أن تسافر يوم 11 أبريل لإجراء الجراحة وكانت طوال الوقت تردد اسم محمد ابنها، وكانت وفاتها صدمة كبيرة في الوسط الفني الذي كانت تجمعها بأهله علاقة طيبة. مركز معلومات أخبار اليوم