سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. المهدي الأمين وزير العمل الليبي في حوار ل «الأخبار»: إعادة إعمار ليبيا «بالعمالة المصرية» 7 سنوات من التناحر والحروب دمرت البلاد ونحن الآن في طريقنا للاستقرار
أكد د. المهدي الأمين وزير العمل والتأهيل الليبيي ان النزاعات والحروب في بعض دول المنطقة العربية ساهمت بشكل مباشر في تفاقم مشكلة البطالة وساعدت بشكل كبير علي تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتضرر العديد من الدول المجاورة لتلك النزاعات، واشار وزير العمل العربي في حوار خاص ل«الأخبار» ان ليبيا تسعي بشكل جاد إلي الخروج من مأزق الحرب والتفكك الذي خرب ودمر اركان الدولة التي كانت تنعم بالرخاء مؤكدا أن محاربة الإرهاب والمليشيات أصبحت مطلب جميع الليبيين من أجل الاستقرار والبناء منوها ان إعادة إعمار ليبيا ستكون من خلال العمالة المصرية الماهرة وستفتح ليبيا قريبا أبوابها ومصانعها وشركاتها امام العمالة المصرية مؤكدا أنه ناقش مع محمد سعفان وزير القوي العاملة في مصر سبل نقل العمالة المصرية إلي ليبيا.. • بداية كيف تري الأوضاع في ليبيا خلال هذه الفترة الأخيرة؟ - ليبيا الآن أفضل بكثير عما كان خلال السنوات العجاف الماضية.. لا أحد ينكر أن 7 سنوات من التناحر والحروب أدت إلي تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وأصحبت مناطق كثيرة في ليبيا تحكمها المليشيات لكن الآن هناك حكومة مستقرة وهناك قوات مسلحة تسعي إلي فرض الأمن والأمان في ربوع الوطن وما حدث في مدينة سرت من طرد تنظيم داعش وتحرير المدينة من كافة الجماعات الإرهابية خير دليل ان ليبيا تسير في الطريق الصحيح. • لكن هل تري أن الأوضاع في ليبيا يمكن ان تشهد استقراراً عاماً قريباً؟ - أستطيع أن أقول لك هأنا موجود ممثلا عن وزارة العمل والتأهيل في ليبيا وهذا خير دليل علي وجود حكومة معترف بها ونستقبل في الدول بشكل رسمي ويشارك أعضاء الحكومة في الفاعليات العربية كل ذلك له دلالات كبيرة علي مضي ليبيا نحو الاستقرار وإعادة البناء وتوحيد الرؤي وإجراء مصالحة شاملة تضم كل فرقاء الوطن. • ما دلالة مشاركة ليبيا في مؤتمر العمل العربي بالقاهرة وترأسها الدورة 45؟ - هذا أمر طيب ولقد أسعد الشعب الليبي والحكومة الليبية ويدل أن ليبيا عادت وبقوة إلي حضن العرب بالاضافة إلي اختيارها لرئاسة الدورة 45 لمؤتمر العمل العربي يعد بمثابة عودة الروح إلي الجسد وحتي تتبوأ ليبيا مكانتها بين الدول العربية باعتبارها دولة ذات ثقل تاريخي واقتصادي كبير. • وماذا يمكن أن تقدمه ليبيا لمؤتمر العمل العربي؟ - ليبيا يمكن أن تقدم الكثير وخاصة ان الوطن العربي يحتاج في تلك اللحظات إلي تكاتف وترابط الجميع من أجل الخروج من الأزمات التي تعيش فيها المنطقة العربية ونحن في ليبيا واجهنا الكثير من التحديات والصعوبات بفعل الحروب والنزاعات وتعرض اقتصادنا إلي التخريب والدمار لكننا نسير بخطي ثابتة نحو الاستقرار والتنمية والبناء وانه يجب علي الدول التي شاركت في مؤتمر العمل العربي ان تضع خططا استراتيجية لإيجاد حلول عملية لمشكلة البطالة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية وتردي الأوضاع الأمنية ومصر خير مثال علي عملها الدؤوب نحو محاربة الإرهاب وإقامة المشروعات العملاقة وإنشاء المدن الجديدة وأتمني من الجميع ان يتبني استراتيجية مستقبلية تصون الحريات العمالية وتخلق فرص عمل جديدة تستوعب العمالة ومخرجات التعليم. • وما الأطروحات التي يمكن أن تقدمها ليبيا بوصفها رئيسة الدورة 45 لمؤتمر العمل العربي؟ - نحن قدمنا أوراق عمل خلال المؤتمر وطالبنا بضرورة وجود تكتل اقتصادي عربي علي غرار التكتلات الاقتصادية العالمية أي يكون له صدي لدي جميع دول العالم، بالاضافة إلي فتح أسواق عمل جديدة تستوعب العمالة المهاجرة من دول الصراع والنزاعات والعمل علي إنشاء مراكز تدريب عالية المستوي يمكن من خلال إعطاء فرص للعمال لزيادة مهاراتهم وتنمية قدراتهم في ظل ثورة تكنولوجية هائلة يشهدها العالم من حولنا كما طالبت ليبيا بحث حكومات الدول العربية علي توفير فرص عمل جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص للقضاء علي البطالة التي عانت منها الدول العربية جميعها. • وماذا عن السوق العربية المشتركة؟ - نحن الآن وفي ظل الظروف الراهنة والتي تمر بها المنطقة العربية وما تشهده من تفرق وتمزق وخلافات فإن إنشاء السوق العربية المشتركة أصبح أمرا واقعيا يستوجب العمل علي تحقيقه في اقرب وقت ممكن وأطالب الحكومات العربية بتذليل كافة العقبات والصعوبات التي تقف حائلا أمام إنشاء السوق العربية المشتركة التي ستساهم بشكل كبير في خلق أسواق عمل جديدة وإزالة الحواجز بين الحدود وإيجاد فرص عمل جديدة. • الكثير لا يعول علي الحكومات والقطاع العام في أن يتحمل المسئولية كاملة في القضاء علي مشكلة البطالة؟ - هذا حقيقي بالفعل لا يمكن ان تتحمل الحكومات وحدها عبء مشكلة البطالة لكن علي الحكومات في الوطن العربي ان يضعوا قوانين وتشريعات تعمل علي توفير فرص عمل جديدة بالاضافة إلي تحمل الحكومات وضع خطط مستقبلية لكيفية توظيف مخرجات التعليم وفق الوظائف المتاحة والمطلوبة لكن يجب أن تتاح الفرصة للقطاع الخاص ان يقوم بدور محوري مهم في المشاركة في تحمل المسئولية لتوفير فرص عمل مناسبة للمحتاحين لوظائف ويجب علي الحكومات ان تمهد البنية التحتية للقطاع الخاص لإقامة مصانعه وإنشاء شركاته. • هل تعتقد أن حقوق العمال تم تناولها بالشكل الكافي خلال مؤتمر العمل العربي؟ - المؤتمر كانت أطروحاته كلها تدور حول أصحاب الأعمال الثلاثة حكومات وأصحاب أعمال وعمال والثلاثة قائمة مشتركة في عملية الإنتاج والتسويق والتنافسية وجميع محاور المؤتمر ناقشت المشاكل التي يتعرض لها العمال وكيفية ايجاد حلول لها والحقيقة ان المؤتمر الذي عقد علي أرض مصر الكنانة هو لحظة تاريخية للحفاظ علي حقوق العمال وضمان صرف مرتباتهم ومناقشة معوقات الإنتاج بل وناقش المؤتمر كيف يمكن لأرباب العمل خلق بيئة عمل مناسبة وجادة وهادفة تسعي إلي الارتقاء والرقي بالعمال وتوفير حياة كريمة لهم. • كيف يمكن خلق بيئة عمل مناسبة في ظل الحروب والنزاعات وهجرة العمالة للخارج؟ - نحن طالبنا من وزراء العمل المشاركين في مؤتمر العمل العربي تبني وخلق برامج مشتركة بين الدول من أجل توفير بيئة عمل مناسبة للجميع وفتح أسواق عمل جديدة بخلاف مخاطبة الدول المستوردة للعمالة وتشهد استقرارا اقتصاديا وأمنيا بقبول العمالة المصدرة المهاجرة حتي يتم المشاركة ولو بجزء بسيط في حل مشكلة العمالة المهاجرة من مناطق الحروب والصراعات، بل طالبنا بخلاف ذلك أن تولي الحكومات العربية أهمية لوضع خطط استراتيجية لنقل العمالة العربية من وإلي داخل الدول العربية وتسهيل كل الوسائل والسبل لضمان الحفاظ علي حقوقها المشروعة. • لكن بعض الدول المجاورة للنزاعات والحروب اشتكت من تضررها من العمالة المهاجرة إليها وتسببت في عبء علي اقتصادها؟ - هذا صحيح لكن مشكلة العمالة المهاجرة ليست مشكلة عربية فقط بل هي مشكلة عالمية تعاني منها جميع دول العالم ومن ثم يجب أن يكون هناك توازن عالمي وعربي لإيجاد حل لتلك المشكلة وأن الأسباب في هذا الأمر يعرفها الجميع وهناك عمالة مهاجرة تشهد بلدانها استقراراً أمنياً واقتصاديا ملحوظا لكن هذه العمالة تبحث عن مصدر رزق أكبر وحياة أفضل وتحسين مستوي الدخل وأطالب الدول المصدرة للعمالة المهاجرة بدعمها وتوفير فرص عمل جديدة لمواطنيها في الدول المستقرة وليبيا خير دليل حيث كانت تستقبل جميع العمالة من جميع دول العالم. • ماذا عن أوضاع العمالة في ليبيا الآن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؟ - لقد كانت ليبيا تفتح أبوابها للجميع دون استثناء ولكن ظروف الحرب أدت إلي خروج العمالة من ليبيا وعودتها إلي دولها لكننا في طريقنا للاستقرار سوف تعود العمالة إلي ليبيا مرة أخري للاعمار واعادة البناء. • وماذا عن العمالة المصرية وما هي فرص عودتها مرة أخري إلي ليبيا؟ - الحقيقة ان ليبيا فقدت وبكل أسي وحزن العمالة المصرية علي أراضيها وبكل ما تملكه تلك العمالة من مهارات وقدرات فنية هائلة تركت بصماتها واضحة علي كل ربوع ليبيا لكن قريباً جداً ستعود العمالة المصرية بكل ثقل إلي الأراضي الليبية تحمل الخير وتساعد في الإعمار والبناء من جديد وكل الشعب الليبي يقدر ويثمن ما قامت به مصر وشعبها من تقديم يد العون والمساعده علي مر التاريخ للشعب الليبي. • هل هناك تنسيق تم بهذا الشأن مع وزير القوي العاملة في مصر؟ - بكل تأكيد لقد ناقشت مع وزير القوي العاملة في مصر محمد سعفان سبل تذليل كل الطرق لعودة العمالة المصرية إلي ليبيا في أقرب وقت ممكن بل طالبت من الوزير سعفان وضع خطط فورية لكيفية نقل العمالة المصرية إلي الأراضي الليبية الآمنة التي تشهد استقرارا ويتم قريباً إعادة اعمارها واجراء كافة الترتيبات للحفاظ علي حقوقهم وكيفية توفير الحماية الأمنية لهم وناقشت أيضا كيف يتم توفير العمالة الفنية المصرية التي تحتاج إليها ليبيا لإعادة الإعمار والبناء وهو ما لاحظته من ترحيب كبير من جانب وزير العمل المصري وقريباً ستعود العمالة المصرية وهي لها الأولوية الأولي في إقامة المشروعات وبناء المصانع والمدن التي دمرتها الحروب وأؤكد ان مصر وليببا وتونس علي قلب رجل واحد وإعادة الإعمار ستكون بكل تأكيد من خلال الأيادي المصرية الماهرة وخاصة في قطاع التشييد والبناء وبهذه المناسبة أوجه التهنئة الكبيرة للشعب المصري العظيم علي اختياره الرئيس عبد الفتاح السيسي لتولي رئاسة مصر حتي يعم الرخاء والاستقرار كما أهنئ الرئيس السيسي علي فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدعوه إلي مواصلة حربه ضد الإرهاب حتي يتم اقتلاعه من جذوره.