د. حسن عماد مكاوي كما هي العادة، وعلي نمط المسلسلات العربية الركيكة، تمخض مؤتمر القمة العربية التاسع والعشرون المنعقد بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية عن مواصلة القرارات الهزيلة والمعدة سلفا كتحصيل حاصل،أو كسد خانة. فهي بمثابة ضجيج بلا طحن، أو دخان في الهواء. عبرت القمة الأخيرة عن حالة الهوان العربي، ولم يدرك الظروف الدقيقة التي تمر بها "الأمة" العربية،والتحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة من تكالب قوي دولية وإقليمية علي تفتيتها، ونهب خيراتها، وتقويض دعائمها، زعزعة استقرارها، وفي المقدمة نزيف الدم في كل من سورياوفلسطين والعراق واليمن وليبيا والصومال. الشئ العجيب أن تتبني هذه القمة شعار" لم الشمل العربي"،وفي قول آخر "قمة القدس"0 تباينت قرارت القمة بين إقرار حقوق، ومواصلة تعاون،وترحيب، ورفض، وبطلان، وشجب، وإدانة، وجميعها عبارة عن كلام أجوف يعكس حالة الهوان والتشرذم العربي دون الشروع في عمل حقيقي علي الأرض. ترددت القرارات ذاتها التي يحفظها كل مواطن عربي عن ظهر قلب ومنها: حق السيادة الفلسطينية علي كافة الأراضي المحتلة وفق حدود يونيو 1967 بما فيها القدسالشرقية عاصمة فلسطين، والتمسك بالسلام كخيار استراتيجي،وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق مبادرة السلام العربية لعام 2000 بكافة عناصرها.( طبعا ما يحدث علي الأرض ليس له علاقة بهذا الكلام،فالبيت الفلسطيني ما زال منقسمآ علي نفسه، وبعض الدول العربية تدعم هذا الانقسام). رفض قرار الولاياتالمتحدة الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها واعتباره قرارآ باطلآ وخرقآ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة( لاحظ أن الولاياتالمتحدة ماضية في تنفيذ قرارها ولم تتراجع عنه). حق لبنان في تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبة من الاحتلال الإسرائيلي؟؟. تقريب وجهات النظر حول سبل التوصل إلي توافق بين الأطراف الليبية يكفل إنهاء الأزمة التي تعيشها ليبيا منذ سنوات ويحافظ علي وحدة الدولة الليبية؟؟. مواصلة التعاون العربي لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وتكثيف التعاون الثنائي والجماعي في مجال تبادل المعلومات حول التنظيمات الإرهابية؟. الترحيب بجهود الحكومة السودانية والحكومة الصومالية في تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع البلاد؟. إدانة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها في الشؤون العربية، وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وتأكيد سيادة دولة الإمارات العربية علي الجزر الثلاث، وتأييد جهود استعادة سيادتها علي هذه الجزر المحتلة؟. بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير معالم القدسالشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية؟. أدان الإعلان بأشد العبارات ما تعرضت له السعودية من استهداف لأمنها عبر إطلاق ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران صواريخ باليستية علي مكةالمكرمة والرياض. مطالبة تركيا بسحب قواتها من الأراضي العراقية فورآ دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء علي السيادة العراقية وتهديدآ ( تحفظت أربع دول علي هذا القرار هي السعودية والإمارات وقطر والبحرين). التضامن التام مع الشعب السوري إزاء ما يتعرض له من انتهاكات خطيرة تهدد حياة المواطنين الأبرياء، والتشديد علي الحل السياسي بمشاركة جميع الأطراف السورية؟( لاحظ استمرار غياب التمثيل السوري عن مؤتمرات القمة للعام الثامن علي التوالي). إدانة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليآ ضد الشعب السوري، مطالبين المجتمع الدولي بالوقوف ضد هذه الممارسات تحقيقآ للعدالة وتطبيقآ للقانون الدولي الإنساني؟؟؟( القمة العربية تدين النظام السوري وتستبق أي تحقيق في تربص لم تجرؤ عليه جميع الدول الأخري؟) هذا الهوان جعل العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي يقذف سوريا بالصواريخ قبيل ساعات من اجتماع قمة لم الشمل !!. وكل قمة وأنتم بخير !!.