المرأة من أكثر المخلوقات قدرة علي التحول إلي شخصيات مختلفة بحكم طبيعتها، فهي الأم والزوجة والأبنة والأخت، وعندما تحب فإنها تتحول إلي خمسين شخصية في وقت واحد، وقد تتقلب ما بين لحظة وأخري إلي امرأة طيبة وحنونة ، شرسة ، لطيفة ، عاصية ، منتقمة ، مستسلمة وشخصيات تتفجر منها دون أن تعلم عنهن شيئا ! ، ربما تكتشف نفسها أكثر في حالات الغضب والفرح والحزن والألم ، ومن هنا كان لها أعداء وعشاق قد يجتمعون في شخص واحد ! إنها لغز كما وصفها الادباء ! إذا كانت المرأة كاتبة فهي تستطيع أن تخرج ما بداخلها في حالة صدقها مع ذاتها وهي حالات تحدث للمرأة المبدعة دون الأخريات وهذا من حسن حظها، أحدي هذه الكاتبات،هي الكاتبة التشيلية مارثيلا سيرانو ، وروايتها عشر نساء التي صدرت حديثا بالعربية في طبعتها الثالثة ترجمة صالح علماني، وقد وصف كارلوس فوينتيس الكاتبة بأنها شهرزاد العصر، الرواية تدور حول تسع نساء لا يعرف بعضهن بعضا، طباعهن مختلفة تماما، اجتمعن بصحبة امرأة عاشرة » معالجة نفسية» تسرد كل منهن قصة حياتها للأخريات ، بينما العاشرة وهي التي رتبت لهذا التجمع هي الخيط المشترك بينهن، حيث إنها تؤمن بأن جراحهن لن تطيب إلا عندما يبدأن بكسر أغلال الصمت .. كل واحدة تحمل عبئا من الخوف والشك وعدم الأمان والوحدة، لكن ما يبعث فيهن الطمأنينة هو إحساسهن بأنهن معا لسن وحيدات وأنه في نهاية المطاف ، بالشجاعة يمكن لهن التغلب علي كل الصعاب . بنظرة مدققة لكل هذه الحالات التي كتبتها مارثيلا ، تكتشف أنهن جميعا في امرأة واحدة بما فيهن المعالجة النفسية ، استطاعت الكاتبة أن تفرقهن وتجمعهن في عمل أدبي واحد كي تري كل امرأة في العالم علي حدة ، هذه الصورالمتعددة تمثل وجوه كل نساء العالم اللاتي غالبا ما يجتمعن في واحدة هي الكاتبة التي فرقتهن وجمعتهن داخلها لتصنع بهن هذه الرواية التي حازت علي جائزة الشيخ حمد للأدب المترجم، لتظهر كل واحدة منهن في الموقف الذي يناسب طبيعتها من حالات الطيبة والشر والانتقام والغدر والخيانة أن المرأة بطبيعتها متقلبة ، لكن هناك امرأة واحدة تتحمل وزر الأخريات !. كلهن وجوه متعددة لوجه واحد هو وجه حواء بشكل ليس له علاقة باللون أو الديانة أو بالوطن نساء العالم اتحدن بالفعل ليس علي طريقة ماركس ولكن علي طريق مارثيلا للوقوف في وجه الرجل .