كثيرة هي الأندية في أم الدنيا .. ولانبالغ إذا قلنا إن شاشات الفضائيات لاتترك لحظة إلا وتستضيف نجما من هذه الأندية ، وتصدع رؤوسنا ليل نهار بكل صغيرة وكبيرة عن رئيس النادي الفلاني ، أو اللاعب المتمرد الأسمر ، أو ، أو .. إلا ناديا واحدا رغم أنه الأعرق و"الأشيك" ويحجز لنفسه مكانا مهما علي خارطة الأهمية .. وإذا تكلم التاريخ عنه ، سنعلم كم هو مظلوم إعلاميا هذا النادي ، الذي كتب شهادة ميلاده من 107 سنوات ...تصدقوا ؟! سباقات الشوارع .. تنطلق في الآتجاه المعاكس ! ب إنه نادي السيارات والرحلات المصري ، الذي انطلقنا بسرعة الريح إلي شارع قصر النيل ، حيث مقره الأنيق ، لاجراء حوار مع المستشار عادل عبد الباقي رئيس النادي .. ولأنه رجل قانون ، فكان طبيعيا أن تعانق الصراحة كل كلمة ينطق بها .. وإليكم الدليل : البعض يعتقد أن النادي يعيش بمعزل عن مشاكل مجتمع السيارات.. ماتعليقك ؟ بابتسامة طيبة يرد المستشار عادل عبد الباقي : أستطيع أن أؤكد أننا نسعي لاستعادة أمجاد النادي ودوره الرائد الذي قام به لخدمة مجتمع السيارات المصري في معظم فترات القرن الماضي فعلي سبيل المثال شارك النادي بدور فعال في تنظيم حركة المرور بالقاهرةوالاسكندرية سعياً الي الحد من حوادث الطرق مع الزيادة المستمرة في اعداد السيارات وفي اوائل الخمسينيات من القرن الماضي تولي تلك المهمة محمد سلطان باشا الذي قامت لجنة المرور التابعة له بإدخال احدث النظم والوسائل المتبعة في العالم لتنظيم المرور وحركة المشاة وكانت التجارب علي تلك الوسائل تتم في الميادين الهامة إضاف الي تزويد بعض الشوارع بالعلامات الارشادية وإشارات المرور الكهربية وكانت اختراعا مبهرا في تلك الفترة ، وإضافة الي تلك اللجنة انشئت لجنة فنية مهمتها التنسيق مع السلطات ومساعدة الكونستبلات ورجال المرور علي اداء مهامهم بل وقامت تلك اللجنة الفنية التي ترأسها عباس سيد احمد باشا قبيل ثورة يوليو بإنشاء جمعية تعاونية لرجال المرور تعينهم علي تحمل أعباء الحياة وهي لفتة انسانية نعتقد أن رجال المرور في الوقت الحالي هم في أمس الحاجة اليها . وحتي سائقي التاكسي قام النادي بتوفير الخدمات لهم و منها تقديم زي موحد لنسبة كبيرة منهم حيث وفر النادي لهم 600 معطف وغطاء للرأس لبعض السائقين عام 1951 كنموذج يحتذي به هؤلاء السائقون حتي يتوحد زيهم ويظهرون بالمظهر اللائق بهم وبسمعة مصر أمام السياح والضيوف . ولعب أيضا دوراً يشبه الدور الذي تلعبه هيئة تنشيط السياحة اليوم من خلال مساعدة السائحين أثناء زياراتهم لمصر في استخراج دفاتر المرور الدولية لهم و تزويدهم بالبيانات والخرائط الخاصة بالطرق والمناطق السياحية للسير داخل القاهرةوالاسكندرية بالذات متضمنة توجيهات وتحذيرات مرورية وتوعية وإعلام عن المعالم السياحية وأهم الميادين والنادي يعني.. بتقديم الاقتراحات والدراسات المتعلقة بإنشاء وتحسين وتأمين الطرق للمعاونة في جعلها آمنة خاصة باللوحات الارشادية والعلامات المرورية .. وكانت هناك ايضاً لجنة للطرق برئاسة الفريد مقار بك وقامت تلك اللجنة بالكثير من الانجازات منها تنظيم المرور بطريق مصر - الاسكندرية الصحراوي وتأمين مرور السيارات فيه وكان ذلك امرا مهما في بدايات الخمسينيات خاصة مع كثرة الحوادث علي هذا الطريق وأقامت اللجنة حينذاك 4 مراكز كبيرة للاسعاف والحقت بكل منها جراچاً لإصلاح السيارات المعطلة علي الطريق عند تعرضها لحادث وزودت اللجنة تلك المراكز بالمعدات اللازمة للاستجابة لأي طارئ بل وقامت اللجنة بتوفير اتصالات لاسلكية للمراكز وأقامت بعض كبائن التليفون علي الطريق .. وفي النصف الاول من القرن الماضي وتحديداً في أواخر الاربعينيات وأوائل الخمسينيات قام نادي السيارات الملكي بإخراج بعض الافلام السينمائية للتوعية بمخاطر مخالفة قواعد المرور. من المعروف أن سباقات الشوارع يروح ضحيتها العشرات فهل تلك السباقات لها شرعية وكيف ساهم نادي السيارات والرحلات المصري في إيقاف هذا النزيف؟ مؤكدا علي حروف كلماته : سباقات الشوارع ليس لها شرعية ولايجوز إقامة أي سباق الإ بعد الحصول علي تصريح من نادي السيارات والرحلات ويقوم النادي بدوره برعاية تلك السباقات من عدة نواح مختلفة منها التحقق من مدي توافر رخص القيادة لدي المتسابقين رخص سباقات أو السيارات وايضا منح الرخص للحكام ومضمار السباق والتأكد من مدي سلامته وتوافر معدات الإنقاذ والتحقق من كفاية الطاقم الطبي . تساهم رياضة السيارات بشكل كبير في انتعاش السياحة ودفع عجلة الاقتصادي خاصة سباقات الفورميولا وان .. فهل يفكر النادي في إنشاء مضمار خاص لاستضافة ال F1؟ بسرعة يجيب: هناك دراسة لهذا المشروع وقد أبدي العديد من رؤساء أندية السيارات العربية اعجابه الشديد ببلدنا الغالية مصر وطبيعتها الخلابة وهناك اتصالات مكثفة لدراسة إنشاء حلبة مصرية لاستضافة الفورميولا وان خاصة وأن مصر مهد الحضارة القديمة وتمتلك من الحضارة والأثار التي تجذب الملايين وهذا من شأنه دفع عجلة الأقتصاد المصري وتنشيط السياحة وهذا من الموضوعات التي يتم مناقشتها خلال زيارة جون تود رئيس الأتحاد الدولي للسيارات والدراجات النارية في 29 أكتوبر الجاري وفضلا عن مناقشة عودة رالي باريس داكار لمصر كما كان في الماضي لتصبح مصر إحدي مراحله وهناك خطة لانشاء مضمار خاص بالنادي بشرم الشيخ وذلك بالتنسيق مع أحد المستثمريين. وماذا عن رالي الفراعنة ؟ قد شاركت مصر ب "15 فريقا" في سباق رالي الفراعنة في دورته الثلاثين ، التي انطلقت فعالياته تحت رعاية وزارة السياحة وأشرف علي تنظيمه محلياً نادي السيارات والرحلات المصري بصفته ممثل الاتحاد الدولي للسياراتFIA والاتحاد الدولي للدراجات النارية FIM في مصر. وأكد أن الصحراء المصرية تتمتع بتنوع تضاريسها التي يعشقها محبو رياضة الصحراء لما تحوبه من أراض متنوعة التضاريس ما بين منبسطة ومرتفعة صلبة أوكثبان رملية أو زلطية وسهول ووديان . شارك في الرالي هذا العام مايقرب من 610 ما بين متسابق وفني وإداري من جنسيات مختلفة أغلبها من أوروبا وأمريكا والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا بالإضافة إلي اليابان وتركيا، ومن الدول العربية قطر والسعودية وبالطبع مصر التي شاركت ب 15 فريقاً، ويتولي مسئولية الرقابة والإشراف علي الرالي نادي السيارات المصري وتنسيق جهود أجهزة الدولة لإنجاح الرالي وتقديم التسهيلات اللازمة بجانب مراقبة تطبيق لوائح الاتحاد الدولي في الرالي. وهناك ما يزيد عن 40 شركة تعمل في مجال السفاري في الصحراء الغربية وذلك اعتماداً علي السمعة الطيبة التي تركها رالي الفراعنة علي مدار السنين. من الواضح أن حجم المشاركة في رالي الفراعنة هذا العام أكثر من الأعوام الماضية فما هو سر حجم الإقبال الكبير؟ بطبيعة الحال ومن الواضح من الأرقام حجم المشاركة الكبيرة سواء من جانب المتسابقيين الأجانب او المصريين وهذا يؤكد الأستقرار السياسي والاقتصادي الذي تشهده مصر خاصة بعد انتخاب الرئيس وهذا انعكس بشكل كبير علي المتسابقين الذين حرصوا علي المشاركة أكثر من دورات الرالي الماضية. أثيرت في الفترة الأخيرة بعض المشاكل بين نادي السيارات والاتحاد المصري للسيارات والدراجات النارية فما هي حقيقة هذه الخلافات ؟ نادي السيارات والرحلات المصري أصبح يمارس دوره الأساسي بعد الثورة في الإشراف علي السباقات ومنح التراخيص والتصاريخ لمثل هذه السباقات وهذه احدي مهامه ولكن الأتحاد المصري للسيارات والدراجات النارية في تقديري امكانياته محدودة الي حد كبير نظرا لحداثته وهذا واضح من عدد السباقات التي يقوم بتنظيمها كما أن معظم مجموعات المتسابقين يفضلون التعامل مع نادي السيارات المصري وليس الاتحاد فهم يتضررون من الإجراءات الروتينية والرسوم المرتفعة التي يطلبها منهم الاتحاد وخاصة أنه وفقا لقانون رياضة السيارات ان أي اتحاد يجب ألا يقل عدد الأندية المشاركة فيه عن ثلاثة أندية اذا كان مؤقتا وخمسة إذا كان دائما بحيث يكون له جمعية عمومية وانتخابات لمجلس إدارته وهذا كله لا يتوافر في الاتحاد الحالي الذي يديره مجلس معين وعلي حد علمي والكلام علي لسان المستشار عادل عبد الباقي أن الاتحاد لا يضم إلا ناديا واحدا وهو نادي الصيد المصري وعلمنا أيضا أنه ضمت إليه بعض مراكز الشباب ومن المعروف أن مراكز الشباب ونادي الصيد ليس لديهم أي أنشطة خاصة بسباقات السيارات والدراجات النارية وكل هذا يجعل معظم المتسابقين يحجمون عن التعامل مع الاتحاد ويفضلون التعامل مع نادي السيارات الذي يتتبع وزارة السياحة منذ عام 1971 بقرار من الرئيس السادات نظرا لطابعه السياحي في العديد من الأنشطة التي يقوم بها ولخصوصية رياضة السيارات التي لا يمكن اعتبارها رياضة بحتة مثل غيرها بل أنها خليط بين الرياضة والسياحة وذلك بالنظر الي الجاذبية التي تحققها سواء في مجال السياحة أو الإعلام وهو شئ يبعد هذا النشاط عن الإجراءات والنظم المعتادة بالنسبة للإشراف كغيره من الرياضات الأخري.