حذرت مناقشات مؤتمر "تحفيز المجتمع المدنى لتبنى قضايا المجتمع" الذي نظمته الجمعية المصرية للتنمية الشاملة في محافظة الفيوم من مخاطر الارتفاع الملحوظ لمرض " السل " والذي تؤكد تقارير المنظمات الدولية - ومنها منظمة الصحة العالمية - زيادة نسبة الإصابة به من 14 حالة لكل 100 ألف نسمة عام 2003 إلي 24 حالة لكل مائة ألف عام 2006 ، وأرجعت هذه المنظمات السبب في ذلك إلي انخفاض استهلاك البروتين بسبب أنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار الغذاء بصفة مستمرة . كما كشفت مناقشات المؤتمر أن الدراسات الميدانية التي قامت بها فرق عمل الجمعية المصرية للتنمية الشاملة بعدد من قري مركز يوسف الصديق بالفيوم أظهرت أن نسبة " الأمية " بين السيدات والفتيات بقري مركز يوسف الصديق بالفيوم تصل إلي 60 % ، وإلي ضعف معدلات التحاق الأطفال بالحضانة بسبب انخفاض الدخل والوعي لدي أولياء الأمور وكذا وجود ظاهرة التسرب من التعليم خاصة بين الفتيات لعدم وجود التخصصات الكافية من المدرسين ولسوء جودة العملية التعليمية . كما كشفت الدراسات الميدانية في مجال " الصحة " أن نسبة وفيات السيدات في سن الإنجاب بهذه القري تبلغ 54 في الألف وإلي عدم وجود أطباء متخصصين بالوحدات الصحية ، وإغلاق المستشفي المركزي الجديد منذ سنوات لعدم تجهيزه رغم أنه تكلف ملايين الجنيهات . شهد جلسات المؤتمر اللواء إبراهيم عبد الباري سكرتير عام محافظة الفيوم ( نائبا عن المحافظ الدكتور جلال مصطفي سعيد ) - وأحمد صبري البكباشي رئيس المجلس الشعبي المحلي للمحافظة والدكتورة أمل سيد أحمد مدير مركز بحوث ودراسات المرأة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة ومجدي سيدهم مدير عام الجمعية . أكدت عبير عبد الفتاح مسئول برنامج الصحة بفرع الجمعية بالفيوم خلال ورقة عمل قدمتها في المؤتمر عدم وجود أطباء متخصصين في الوحدات الصحية وخاصة في تخصصات الأطفال وأمراض النساء ونقص الأدوية والأجهزة الطبية بهذه الوحدات وارتفاع تكاليف العلاج لارتفاع أسعار الأدوية وأجر الطبيب الخاص وقيام بعض الأهالي وخاصة السيدات بممارسة بعض السلوكيات والممارسات الخاطئة صحيا نتيجة نقص الوعي الصحي وخاصة فيما يتعلق بقضايا صحة الأم والطفل وختان الإناث والتي بتلغ نسبتها بمصر 69 % في مقابل 1 % فقط في دولة أفريقية مثل زامبيا . وأكد جمعة علي جودة منسق جمعية تنمية المجتمع بقرية الشواشنة أن الوضع الصحي بمركز يوسف الصديق يحتاج إلي نظرة ودعم وأن الإدارة الصحية قامت بتحويل المركز التكاملي إلي وحدة صحية يديرها طبيب ممارس عام . كما أشارت ابتسام محمد منسق جمعية أم المصريين بقرية المشرك إلي الاحصائيات التي أثبتت ارتفاع نسبة الوفيات بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة نتيجة السلوكيات الصحية السيئة ونقص الوعي . وقالت نادية علي سنوسي مدير جمعية تنمية المجتمع بوادي الريان إن الحق في الرعاية الصحية من الحقوق المهملة لدي المواطن في مصر وأن الصحة لا تعني خلو الإنسان من المرض ولكنها تعني حالة من التوازن والتوافق البدني والنفسي من أجل وجود مجتمع صحي ومنتج فلا إنتاج في مجتمع مريض . وناشد مجدي سيدهم مدير عام الجمعية المصرية للتنمية الشاملة وزارة الصحة بأن تجد حلا ليكون هناك أطباء من مختلف التخصصات بالوحدات الصحية بالقري ، وطالب بالتوقف عن إنشاء مباني لا نستفيد منها ولكن علي وزارة الصحة سد العجز من القوي البشرية في المؤسسات الصحية لتوفير الخدمة الصحية المناسبة . ومن جانبه أكد أحمد صبري البكباشي رئيس المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الفيوم أن المشكلة الرئيسية التي تولد باقي المشكلات في مجتمعنا هي مشكلة الزيادة السكانية والتي لم تؤتي كل حملات التوعية ثمارها منها سواء لحل المشكلة أو إقناع المواطن بضرورة تنظيم النسل مشيرا إلي أنها القضية الأولي بالرعاية ، وأكد أن هناك مشكلات أخري في المجتمع يواجهها بصفة مستمرة أعضاء المجالس المحلية بشكل يومي ومن بينها عدم وصول الدعم لمستحقيه ، وأنه رغم وجود تغيير إيجابي ولكنه ليس كافي لحل مشكلات المجتمع ، وأن هناك الكثير من المشكلات الخاصة بالسلوكيات ولذا لابد من تفعيل القوانين في هذا الشأن ، وأكد أن ما يقوم به المجتمع المدني من جهد سيساهم بشكل كبير في حل الكثير من المشكلات ولكن لابد من التكاتف مع المجالس الشعبية المحلية من أجل اتخاذ توصيات وقرارات يلتزم بها الجميع . وأكدت الدكتورة أمل سيد أحمد مدير مركز بحوث ودراسات المرأة بكلية الإعلام - جامعة القاهرة إن الإعلام لا يقوم بدوره الصحيح في نشر القضايا المجتمعية مثل قضايا الصحة والبيئة وأكدت أن مصر من أخطر دول العالم التي ستواجه مشكلة بيئية ونقص في المواد الغذائية في المرحلة المقبلة ورغم ذلك يتجاهل الإعلام هذه المشكلة في حين أنه يولي اهتماماته لموضوعات أخري أقل أهمية ، وأشارت إلي أن هناك مؤشرات خطيرة في انتشار بعض الأمراض بمصر ولابد من الانتباه لهذه المؤشرات وتعديلها مثل ارتفاع معدلات انتشار مرض الالتهاب الكبدي الوبائي بمصر إلي 9.08% ووصفت المرض بأنه هو (الإيدز المصري ) ، وأكدت أن فكرة المبادرة الذاتية هي الحل للكثير من المشكلات ، كما أشارت إلي فشل مشروع الرائدات الريفيات وقالت إنهن يتقاضين أجرا شهريا من دون القيام بالدور المنوط بهن في توعية السيدات وأن فكرة المشروع كانت قائمة علي اختيار سيدة من أهل القرية لتكون الأقرب لسيدات القرية إلا أن الفكرة لم تؤتي ثمارها . وأكد اللواء إبراهيم عبد الباري سكرتير عام محافظة الفيوم إن التنمية البشرية هي إحدي أهم مقاييس تقدم المجتمعات ولذلك تولي المحافظة اهتماما خاصا بهذا الشأن من خلال توفير خدمة صحية ومشروع تطوير المدارس الذي ينفذ بالمحافظة من أجل تحسين العملية التعليمية . بالإضافة إلي الدور الذي تقوم به مراكز الأمومة والطفولة بالمراكز والقري .