قال ناشطون ومعارضون سوريون إن قوات الأمن السورية قتلت يوم الثلاثاء أكثر من 20 متظاهرا على الأقل في مدينة حماة في ثاني يوم من الاحتجاجات التي تشهدها المدينة. وأوضح الناشطون أن القتلى سقطوا في غمار محاولات سكان حماة التصدي لمدرعات الجيش السوري لمنعها من اقتحام المدينة. ولكن الحكومة السورية قالت إن قواتها تعرضت لإطلاق نار من جانب جماعات مسلحة في حماة. في هذه الأثناء أعربت الولاياتالمتحدة عن "قلقها الشديد" من استخدام العنف ضد المتظاهرين وذلك على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند. ويتزامن ذلك مع انعقاد لقاء عام في باريس دعا اليه الفيلسوف الفرنسي نسي برنار-هنري ليفي لدعم المعارضة السورية. قتلى ويقول نشطاء المعارضة السورية إن أكثر من 1300 شخص قتلوا برصاص القوات السورية منذ اندلاع مظاهرات الاحتجاج والمطالبة بالإصلاحات في مارس/ آذار الماضي، بينما تقول الحكومة السورية إن من أكثر من 500 جندي نظامي قتلوا برصاص من تصفهم بأنهم "بلطجية" وجماعات مسلحة. وذكر ناشطون إن دبابات الجيش السوري تواصل فرض حصارها على حماة، وكانت التقارير قد تحدثت عن قيام قوات الأمن بحملة اعتقالات في عملية بدأتها أمس الاثنين لاستعادة السيطرة على المدينة. حواجز وقال المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن سكان إن دوي إطلاق نار كثيف سمع ظهر الثلاثاء في احياء عدة من حماة بينها دوار المحطة ونزلة الجزدان والعلمين والفراية وطريق حلب. وتأتي هذه التطورات بينما أقام سكان حماة حواجز ترابية ومتاريس من الاطارات في الشوارع، كما امضى بعضهم ليل الاثنين إلى صباح الثلاثاء في الشارع. وانتشرت بعض الدبابات صباح الثلاثاء على المداخل الجنوبية والشرقية والغربية لمدينة حماة بحسب ما ذكرت مصادر حقوقية. وكان الرئيس السوري اصدر أمرا السبت بإقالة محافظ حماة بعد أن فشلت قوات الأمن في منع تظاهرة يوم الجمعة الماضي التي وصفت بأنها كانت من أكبر التظاهرات المعارضة المطالبة بالتغيير السياسي. كما افاد المرصد السوري ان قوات الجيش السوري اقتحمت بلدة كفرنبل التابعة لمحافظة ادلب وتمركزت الدبابات على مفارق الطرق وانتشر القناصة على أسطح المنازل والمباني الحكومية في البلدة. وكانت بلدة كفرنبل شهدت خلال الاسابيع الماضية تظاهرات حاشدة طالبت باسقاط النظام. جانب من المظاهرات التي شهدتها حماة تأتي حملة الاعتقالات بعد أيام من المظاهرات الكبيرة التي شهدتها حماة يذكر أن حماة شهدت انتفاضة على حكم الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1982، لكن قوات الحكومة السورية قمعتها بعنف مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص حينها، وتدمير اجزاء واسعة من المدينة ومن بينها احياء تاريخية بعد تعرضها لقصف الدبابات والمدفعية الثقيلة. نزوح من جهة اخرى، نقلت الانباء عن احد مسؤولي لجان التنسيق المحلية أن قوات الامن السورية فتحت النار على مجموعة من السوريين الذين كانوا يحاولون الفرار الى تركيا مما ادى الى اصابة امرأة وطفلها، وان نحو ستين شخصا وصلوا الى تركيا، فيما القت قوات الامن القبض على العشرات وهم يحاولون النزوح الى تركيا. كما افادت الانباء ان قوات امن معززة بالدبابات اجتاحت مدينة "الضمير" الواقعة قرب دمشق وسط اطلاق كثيف للنار وانها القت القبض على عشرات الرجال. وفي أحدث رد فعل طالبت الولاياتالمتحدة بانسحاب القوات السورية من مدينة حماة، مطالبة ايضا النظام السوري بوقف "حملة الاعتقالات". وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن "الولاياتالمتحدة قلقة بشدة حيال استمرار الهجمات ضد المتظاهرين المسالمين في سورية". من جهة أخرى شارك نحو 300 شخص مساء الاثنين في لقاء عام في باريس لدعم المعارضة السورية وللاحتجاج على ما سماه المنظمون قمع التظاهرات في سوريا. وأعرب المشاركون في اللقاء الذي دعا اليه المثقف الفرنسي برنار-هنري ليفي - عن استيائهم من ضعف الضغوط الغربية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ورأوا أن "عجز الغرب يتناقض مع التدخل في ليبيا ويعطي الانطباع باعتماد سياسة الكيل بمكيالين".