لا يجد العائدون فرص عمل في مصر أكثر ما يثير الانتباه في قرية كفر حميد جنوبالقاهرة وقوف عدد من الشباب الذي يبدو عاطلا عن العمل على الطريق الرئيسي للقرية. معظم هؤلاء ممن فقدوا وظائفهم في ليبيا واضطروا للعودة إلى مصر بعد اندلاع الاضطرابات في ليبيا. روابط ذات صلة وعلى مدى خمسة شهور عاد عشرات الآلاف من العمال المصريين من ليبيا خاصة بعد أن تدخلت قوات الناتو عسكريا ضد طرابلس . وقال علاء عوض المتحدث الإعلامي باسم وزارة القوى العاملة إن عدد العائدين يقدر بحوالي 350 ألف شخص من إجمالي مليون ونصف المليون يعملون في ليبيا. والأعداد وحدها لا تعكس حجم مشكلة اقتصادية واجتماعية أكبر وأعمق. فالأوضاع في مصر هي الأخرى سيئة في ظل ارتفاع البطالة وتزايد نسبة الفقر إلى 70 في المئة وعدم ضخ استثمارات جديدة، وزاد ذلك من مشكلة القرية التي تحدها عشرات المصانع المتوقفة تعقيدا. ربيع شاب في كفر حميد في منتصف العشرينات قال إنه كان يعمل في مدينة بنغازي واضطر بعد اندلاع الانتفاضة إلى ترك كل شئ وراءه. وأضاف ربيع لبي بي سي "لم أحصل على أي راتب منذ تسعة أشهر. فعندما عدت إلى القرية لم أ جد عملا. أنام بالنهار واستيقظ بالليل مضيعة للوقت الذي يمر ثقيلا". وقال إن مشكلته تزداد تعقيدا خاصة أنه "أب ويعول عائلة". أما رجب فقال إن هناك 45 مصنعا حول القرية متوقفة عن العمل بسبب نقص الوقود المحرك لتلك المصانع، وهي أزمة تصاعدت منذ فترة في مصر. وأضاف رجب "أفضل العودة إلى ليبيا حتى لو كان الثمن هو الموت. فأنا ميت ميت". عودة في الاتجاه المضاد ومع صعوبة الأوضاع في مصر يرغب البعض بالعودة إلى ليبيا رغم خطورة الأوضاع. أما من لن يعودوا فعليهم تحمل قسوة الحياة وشظف العيش في بلد خاصة مع عدم تحقق مطالبهم في الحصول على تعويضات. وقد أعلنت وزارة القوى العاملة المصرية صعوبة إجراء مفاوضات بشأن التعويضات المطلوبة. وقال المتحدث علاء عوض "مع من نتفاوض في ظل الوضع الراهن واستمرار القتال على النحو الحالي". وأعلن المسؤولون أيضا عن تقديم 100 مليون جنية مصري لإقامة مشروعات صغيرة للعائدين من ليبيا. لكنه مبلغ غير كاف حسب مراقبين، في ظل استمرار عودة المزيد من العاملين في ليبيا إلى بلادهم. نقلا عن/bbc