لا تزال محافظة الفيوم يوماً بعد آخر تكشف النقاب عن تاريخها الأثري الثري بمختلف العصور، لتبوح لنا بما تكتنزة من ثروات تضيف إلي رصيدها السياحي الزاخر، وتتواصل الاكتشافات الأثرية ليرتفع سقف مقوماتها السياحية والأثرية بما يؤهلها لتصبح في موقع الصدارة على الخريطة السياحية العالمية. وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار خلال الأيام القليلة الماضية عن اكتشاف أثرى جديد يقع على بعد 2 كم شمال بحيرة قارون، خلال عمل البعثة الإيطالية والتي تقوم بأعمال الحفائر بمنطقة معبد الإله سوبك بالمنطقة الأثرية بديمية السباع وذلك خلال موسم الحفائر الثامن لعمل البعثة. الاكتشاف الجديد يتمثل في أرشيف متكامل يضم 150 قطعة فخارية صغيرة من " الاوستراكا " بحالة ممتازة يرجع تاريخها للعصر الروماني مدون عليها نصوص باللغة الشعبية عند قدماء المصريين والمعروفة بالديموطيقية. وتأتي أهمية هذا الاكتشاف في كونه يؤرخ للتاريخ الروماني ويصف لنا مراسم الطقوس الدينية التي كانت سائدة في العصر اليوناني الروماني بالإضافة إلي أهمية الموقع أثرياً منذ العصور القديمة والمعروف وقتها باسم " سوكنوبا يوس نيسوس " وقد شهد ازدهارا خلال القرنين الأول والثاني الميلادي لموقعه الفريد على طريق التجارة بجانب احتوائه على بقايا معبد الإله سوبك الذي يرجع للعصر البطلمي وكان يوجد به تماثيل على هيئة أبو الهول عثر بها على برديات باليونانية و الديموطيقية. جدير بالذكر أن هذا الأرشيف المتكامل تحتوى كل قطعة منه على اسم كاهن معبد الإله سوبك بالمنطقة، حيث كان موجوداً داخل مخزن يقع في الفناء الأمامي للمعبد، وسوف تقوم البعثة بدراسة النصوص الموجودة على قطع ( الاوستراكا ) المُكتشفة من خلال فريق متخصص في الخط الديموطيقى ونشرها بطريقة علمية.