سامح فريد مشهد يعود لأربعينيات القرن الماضي، جثم أمام عينيه، عندما نظر إلي مسقط رأسه «كفر طحلة» التابعة لمركز «بنها» في عهد نائبها «الإخواني» السابق «سعد الحسيني». غابت الخدمات.. وطغت المصالح «الفئوية» علي الأزمات الجماهيرية فاستوطنت الأمراض المستعصية «مسقط رأسه»!! حددت هذه الصورة «الباهتة» بشكل قاطع، التحول النيابي للدكتور سامح فريد عميد كلية طب «قصر العيني» إذا كان من المفترض أن يخوض الانتخابات عن دائرة «الجمالية» خلفا للدكتور إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق.. لكنه تراجع مقررا العودة إلي جذوره. وهي العودة التي وضعت أمامه إلي جانب منافسته «التقليدية» مع نائب الجماعة المحظورة، منافسات أخري مع العديد من راغبي الترشح من أبناء الحزب الوطني، مثل د. جمال حجاج مدير مستشفي التأمين الصحي ببنها، نائب الدائرة الأسبق.. والمستشار عبدالعال طلبة، ابن منطقة «الرملة» الذي خاض الانتخابات أكثر من مرة. لكن المعركة الحقيقية بحسب فريد، الذي تخرج في كلية الطب في العام 1976 كانت تسير في اتجاهين متكاملين: الأول ضد «التطرف» الذي انعكست تداعياته علي أكثر من مظهر من مظاهر المجتمع.. والثاني: تحقيق الخدمات «المنقوصة» التي غل نائب «الإخوان» يده عن تنفيذها. لذا كثف فريد من جولاته داخل الدائرة حاملا برنامجا «طموحا» يركز علي الخدمات الصحية، واستكمال البنية التحتية. وعد الأهالي باستكمال إنشاء الكوبري الرئيسي الذي يربط بين عزبة الإصلاح الزراعي ومساكن الموالح.. وإتمام تجهيز مستشفي التأمين الصحي بأحدث الأجهزة الطبية.. والانتهاء من نفق «عزبة المربع»، إذ كانت جميعها مطالب أدار لها «راضي» ظهره!! طرح ضرورة تجديد الخطاب الديني بشكل أكثر فاعلية.. إذ ليس من المعقول أن ننشغل بأمور فقهية هامشية ونترك أمورا جوهرية من شأنها أن تعلي من قيم الدين الصحيح دون نقاش. فالأصل في الدين الإسلامي، مثلا، الاحتشام.. وبالتالي لا مجال للجدل حول ما يسمي «النقاب» إذ هو تزايد مرفوض.. ولو انتقلنا بهذه المسألة إلي المجال الطبي فهو غير مرحب به، إذ من حق المريض أن يتواصل مع من يعالجه.. وأن يتعرف علي من يتلقي منه العلاج. وبصورة عامة خاض فريد تجربة انتخابية سابقة إذ سبق وأن ترشح بانتخابات نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة.. مقررا عدم تكرار التجربة التي تنازعتها توجهات سياسية مختلفة، وأخطاء إجرائية مختلفة، حتي لا يضع زملاءه في حرج ما، بعد أن أصبح عميدا لكلية الطب. ورغم قناعة فريد بأن الحزب الوطني الذي ينتمي إليه أحدث تطورا كبيرا علي مستوي الشارع إلا أنه يعتقد أن بيروقراطية الدولة ربما هي السبب الرئيسي في تدني البحث العلمي في مصر.. معترفا بأن العشرين عاما الماضية لم يكن بها شيء حقيقي اسمه البحث العلمي.. الأمر الذي دفعه لعمل شراكة بين بعض الشركات الطبية «مالتي ناشيونال» للتصدي للمشكلات الصحية ذات الطابع القومي. وهي الشراكة التي من المنتظر أن تثمر في القضاء علي «فيروس» «الكبد الوبائي» خلال الخمس سنوات المقبلة.