سعادة السيد عبد الله كمال المحترم رئيس تحرير مجلة روزاليوسف أخي العزيز إشارة إلي المقال المنشور في مجلتكم الغراء بتاريخ 28/8/2010 في صفحتي 26 و27 للكاتبة حنان البدري. أرجو التكرم بالعلم أن هذا اللغط الذي يدور حول قناة البحرين ما جاء إلا نتيجة للبس عميق في الجغرافيا، وبمفهوم الممرات المائية، وكذلك في مفهوم البيئة البحرية ومفهوم إدخال المياه المالحة إلي اليابسة. ففي هذا الصدد أود أن أبين ما يلي : - إن مشروع البحر الميت - البحر الأحمر، هو مشروع لقناة مغلقة (أنابيب)، لنقل الماء المالح إلي البحر الميت من البحر الأحمر، وبمعدل قيمة التبخر، الذي يعاني منه البحر الميت. وأن كمية المياه هذه لن تستطيع أن ترفع باخرة ولا تستطيع الباخرة أن تدخل في أنبوب. - فرق الارتفاع من منسوب البحر الأحمر والميت هو 400 م تحت سطح البحر، أي أنه ليس من المعقول، حتي لو كانت هناك قناة مفتوحة، علي سبيل الجدل، أن تقوم سفينة بالهبوط 400م للبحر الميت ثم تعود لتصعد 400م للبحر الأبيض المتوسط، حيث إن هذه المهمة تقوم بها الطائرات وليس البواخر. - إن تدفق المياه من البحر الأحمر إلي البحر الميت ستكون مساوية للكميات التي تأخذها مشروعات اللاجونا lagona الكبري في جمهورية مصر العربية، وأن كمية البخر الناتج من البحر الميت لا يمكن لها حتي أن تحدث فارقا في حجم الشواطئ، وبالتالي فإن الأثر البيئي حسب المقال معدوم، وهو الأمر الذي أثبتته الدراسات البيئية الدولية. - إن المشروع، وهو ذلك الشبيه بمشروع منخفض القطارة، الذي كانت مصر منذ سنين تفكر بإقامته، هو مشروع لتوليد الطاقة لتحلية المياه لسد احتياجات الأردن وفلسطين من المياه. السبب الحقيقي لعدم دخول الأنبوب لداخل الأراضي الإسرائيلية والعودة إلي الأردن أو غير ذلك هو بسبب الفاصل القاري بين الأردن وسوريا ولبنان من ناحية وإسرائيل وسيناء من ناحية أخري حيث إن الصفيحة التيتانية للأردن مختلفة تماما عن تلك الخاصة بإسرائيل وأنهما يتحركان في عكس الاتجاه وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك بين إسرائيل والأردن أي منشآت ثابتة. ويراعي هذا في إقامة الجسور علي نهر الأردن، حيث إنها تركب علي جانب ثابت وجانب متحرك بسبب هذه الظاهرة. إننا لعلي قناعة تامة بأن الكاتب المصري والمواطن المصري لا يكن للأردنيين قيادة وحكومة وشعبا إلا كل محبة، ويتمني له كل الخير، كما هو الحال فيما نكنه من محبة واحترام مصر والمصريين وقيادتهم، فمن هنا أتطلع إلي تدخل سعادتكم لتبيان المصلحة من المشروع، وأن الأردن لا يمكن ولا بأي صورة من الصور أن يقوم بما يضر بالمصالح المصرية صغيرها قبل كبيرها لأن مصلحة مصر من مصلحة الأردن وعز الأردن وعز مصر عز للأمة العربية. وتفضلوا سعادتكم بقبول فائق التقدير والاحترام.