قضيت أياما في الإسكندرية ترواحت بين نعمة الهدوء.. وعذاب الضجيج.. وتابعت خلال هذه الأيام الجهود التي يقوم بها اللواء عادل لبيب لإضفاء ثوب جديد علي المدينة يتناسق مع الدور الذي بدأه وشيده المحافظ السابق اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية الحالي. وأبرز ظاهرة تثير زائر الإسكندرية هي الزحام والضجيج الذي يتزايد بصورة تحتاج إلي وقفة حاسمة.. فقد عايشت في الإسكندرية القرار الذي صدر بمنع استخدام العربات للكلاكس والإصرار علي تنفيذه حتي شمل الهدوء المدينة الجميلة.. ثم تطورت الأمور حتي أصبح الزحام ظاهرة مثيرة للضيق وخاصة في الكورنيش الذي بذلت جهود كبيرة متصلة لكي يكون طريقا مريحا لأهل المدينة.. ولكن حوادث المرور أصبحت خبرا يتناقله الناس كل يوم تقريبا. ولايتوقف الضجيج في الأماكن التي يفترض أن تكون سكنا مريحا وهادئا مثل المعمورة التي تجذب الكثيرين إليها حتي أصبحت مدينة يسكنها الناس صيفا وشتاء.. وقد عانيت في الأيام التي قضيتها هناك من قسوة الضجيج وأصوات العربات والموتوسيكلات وهي تمزق هدوء الليل وتحيله إلي نوع من العذاب دون احترام لمشاعر الناس. أذكر أن مجلة تايم البريطانية قد نشرت منذ سنوات أعلي غلافها عبارة تقول (كثرة الضجيج تقود إلي الجنون).. وهو ما يمكن أن يتعرض له فعلا سكان المعمورة الذين يعانون من تصرفات الشباب الطائش الذين لايحترمون المشاعر الإنسانية أو الرغبة في الاستمتاع بالهدوء ويتصرفون بأسلوب خارج عن الأصول واللياقة... يضاف إلي ذلك إنشاء عدد من دور السينما الصيفية وسط المساكن... ويستمر ضجيجها إلي ما بعد منتصف الليل بساعات. وهو ما يدفعنا إلي مطالبة المسئولين في المحافظة بتحديد موعد للسهر في الملاهي ودور السينما إلي منتصف الليل فقط مثل بقية الدول المتحضرة... ويدفعنا أيضا إلي الحزم في تطبيق منع ضجيج الكلاكس وهو الأمر الذي كان سائدا قبل سنوات... وإصدار قرار قانوني بغلق المحلات التجارية في موعد محدد. وليس هناك شيء عسير عن التنفيذ... وهو ما نلمسه في الإسكندرية ذاتها حيث تتوافر فيها حديقة المنتزه التي أصبحت من أنظف وأجمل حدائق العالم... وفتحت أبوابها لجماهير الشعب منذ قامت ثورة 23 يوليو... وأصبحت تضم حدائقها كبائن للمصيفين... ويذهب إليها الألوف في أيام الأعياد والإجازات للاستمتاع بنقاء الجو وهدوئه البعيد عن الضجيج. والمثل الذي تكاد تنفرد به حدائق المنتزه في الإسكندرية يجب أن يعم ليصبح هو صورة المدينة الجميلة الحبيبة عروس البحر الأبيض المتوسط. وتصادف خلال الأيام التي قضيتها في الإسكندرية مشاركتي في احتفالية أقامها نادي سبورتنج ودعاني إليها الأستاذ لطفي الأحمر رئيس مجلس إدارة النادي بمناسبة مرور 50 عاما علي إنشاء لعبة الكروكيه التي كان لي شرف تأسيس اتحادها المصري في عام 1966 ثم انضمامي إلي الاتحاد الدولي وشاركت مصر في المباريات الدولية التي استطاع اللاعبون المصريون أن يحصلوا فيها علي بطولة العالم خمس مرات متتالية خلال تسعينيات القرن الماضي... وهو ما لم يتحقق لأي لعبة رياضية أخري. وفي هذا الحفل العائلي الذي شاركت فيه أيقنت أن هناك من أبناء الإسكندرية من يعشقون مدينتهم الجميلة ويعملون علي إبعاد الضجيج عنها وتطوير نواديها الرياضية والاجتماعية مثلما شاهدت أيضا في نادي سموحة الذي دخل مرحلة التوأمة مع بعض النوادي الأوربية. وهكذا يكتمل جمال الإسكندرية بنعمة الهدوء... ومقاومة الضجيج. تساؤلات في نادي السيارات ويمزق هدوء الإسكندرية ضجيج حديث لاينقطع في نادي السيارات عن قرار اتخذه مجلس الإدارة بفصل أحد أعضاء مجلس الإدارة السابق... وهو أمر ليست له سابقة تاريخية... والمفصول أستاذ جامعي فاضل لجراحة المخ والأعصاب. ويدور الحديث عن سبب صدور مثل هذا القرار الذي قدم فيه الأستاذ الجامعي بلاغا إلي النائب العام يطلب فيه إعطاءه ما يثبت براءته حتي يستعيد حقه الطبيعي في العودة إلي النادي بعد أن ثبت أنه تعرض لما لم يتعرض له عضو آخر رغم ثبوت براءته من اتهامات رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي له.