العزف علي العود حياتي ونفسي أتعلم قراءة النوتة البداية.. حين أخبرني أحد الأصدقاء أن اللواء عبدالمنعم سعيد قائد الجيش الثاني الأسبق يعزف في حفل خاص علي العود بمهارة مدهشة وأنه حول الدور الأرضي بمنزله بالمنطقة الخامسة بمدينة نصر إلي معرض للأوسمة والنياشين والدروع والآلات الموسيقية التي يجيد العزف عليها. ذهبت إلي اللواء عبدالمنعم سعيد الذي عمل أيضا ضابط تخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر، ومحافظا للسويس 1990 وجنوب سيناء 1991 والبحر الأحمر 1993 ومرسي مطروح 1996 وحصل علي عدة أوسمة ونياشين كرجل عسكري. اللواء سعيد.. اصطحبنا إلي مملكته الخاصة كما يطلق عليها.. شقة بالدور الأرضي بفيللته،أشبه بمعرض يحوي عشرات الأوسمة والمقتنيات والآلات الموسيقية.. تم عرضها بطريقة تنم عن ذوق صاحبها الرفيع.. واهتمامه بها. يدعونا لمشاهدتها قبل أن نبدأ حوارنا، يتحدث عن كل قطعة بفخر وهو يقف أمامها مزهوا فرحا. • سألته: كيف جاءتك الفكرة.. فالمكان يبدو كمعرض للأوسمة والنياشين والآلات الموسيقية؟ - هذه المقتنيات حياتي.. وأجمل ذكرياتي.. وكل نوط.. أو درع.. أو آلة موسيقية لها مكان ومكانة عندي وحين انتهيت من مهامي الرسمية شعرت بحنين للهوايات التي لم يكن لدي وقت لممارستها حيث أعشق الفنون والعزف علي العود والقانون والأورج. • أين تعلمت هذه المهارات.. ومتي؟! - أعزف تلقائيا دون أن يعلمني أحد، علمت نفسي العزف علي الآلات الموسيقية رغم أنني لا أجيد حتي الآن قراءة النوتة الموسيقية. • هل صحيح أنك تشارك في حفل شهري بالعزف علي العود مع إحدي الفرق الموسيقية؟ - نعم وهي فرقة من الأصدقاء.. أطباء ومهندسين وضباط ورجال أعمال كل منا يهوي آلة ويعزف عليها وبيننا من يغني أيضا، ونلتقي في بيت أحد الأصدقاء أو في بيتي ونشعر بالسعادة ونحن نمارس هوايات محببة إلي قلوبنا. • وهل يكون هناك جمهور ومدعوون؟ - لا نفضل أن يكون هناك مدعوون فنحن نفعل ذلك من أجل أنفسنا ولنستمتع بأوقاتنا وحياتنا.. فالجمهور يفسد مثل هذه الحفلات وهناك مدعوون سيتحدثون ويعلقون ويدفعوننا للخروج من «المود» والحالة الفنية والمزاجية العالية التي نكون عليها. • أراك تجيد العزف علي آلات «القانون» و «الأورج» و«العود» هل تعزف علي كل هذه الآلات في الحفلات؟ - أعزف علي «العود» فقط بينما «القانون» و«الأورج» أعزف عليهما عندما أكون بمفردي، فأحياناً أدخل خلوتي وأجلس بالساعات وأعزف لنفسي.. وأحيانا أدعو أحفادي إلي أن يجلسوا معي ويسمعوا العزف وأحكي لهم عن تاريخي في القوات المسلحة فأنا حريص علي أن يحفظوا تاريخ جدهم لأن جدي لم يفعل معنا ذلك.. كما أنني علمت كل أحفادي العزف علي الآلات الموسيقية ولدي خمسة أحفاد بينهم حفيدان تزوجا واثنان علي وشك الزواج وحفيد مازال صغيرا. • ومن يعجبك من الموسيقيين الحاليين؟ - لا تعجبني الموسيقي الحالية فهي «خبط ورزع».. أحب الشرقي القديم وألحان السنباطي وعبدالوهاب وسيد مكاوي وصوت أم كلثوم، وفرقتنا لاتخرج عن هذه الموسيقي القديمة. • أراك حريصاً علي عرض الأوسمة والنياشين والدروع التي حصلت عليها.. بشكل يؤكد اعتزازك بها وحرصك عليها.. كم عددها وما أهمها في رأيك؟ - حصلت علي 16 وساماً ونوطاً أهمها نوط الجمهورية ووسام كوماندو.. من إيطاليا ونوط جمهورية السودان ونوط الخدمة الحسنة. ولدي حوالي 20 من شهادات التقدير من القوات المسلحة والجامعات والجمعيات وحوالي 90 درعاً من دول أجنبية ونقابات ونواد ثقافية. • هل كتبت وصية معينة لأحفادك خاصة بالعناية بهذه المقتنيات؟ - أوصي بأن يحافظوا عليها ويظل هذا المكان علي ما هو عليه لأنني صممته ونظمته بنفسي لأحفظ فيه تاريخي الذي هو جزء من تاريخ مصر.. وفي حالة عدم المحافظة علي هذه المقتنيات والكتب النادرة التي أيضا أحتفظ بها في مكتبتي في هذا المكان.. من الممكن التبرع بها لمتاحف القوات المسلحة. • أراك محبا لكل أنواع الفنون.. تعزف الموسيقي وتكتب وكذلك ترسم.. ألا يتعارض الفن مع شخصية الرجل العسكري وحياته التي لاتخلو من الجدية والخشونة أحيانا؟ - غير صحيح.. فالعسكريون معظمهم يتسمون بالمشاعر الرقيقة والإنسانية العالية والكثير من الضباط شعراء وأدباء وفنانون ويمارسون هواياتهم في أوقات الفراغ.. حتي إنني كنت أحضر العود وأنا ضابط صغير إلي وحدتي العسكرية وأعزف عليه في وقت الفراغ.. كما أنني وعددا من الضباط أنشأنا فرقة وكنا نقوم بعمل حفلات موسيقية في الجيش ونحن مازلنا ضباطاً صغاراً ولكن الآن صار ذلك ممنوعاً في القوات المسلحة. • أخبرتنا أنك كنت تخجل من أن تظهر في الإعلام مع آلاتك الموسيقية أو أن يعرف الناس أنك عازف عود وقانون وأورج؟ - نعم كنت حريصاً وأنا في مناصبي الرسمية ألا تكتب الصحافة عن هذا الجانب الفني في حياتي.. حيث كنت أعتبره شيئاً خاصاً أما الآن وبعد خروجي من الخدمة أري أن هذا أمر عادي. • ونحن نحتفل هذه الأيام بأعياد الثورة.. ماهي ذكرياتك معها؟ - وقت الثورة كنت مازلت طالبا بالثانوية العامة وحين أعلنوا خبر قيامها كنت في المصيف بالإسكندرية فعدت إلي القاهرة علي الفور وفي هذه الأيام أوراقي كانت في كلية الهندسة، حيث أرادت عائلتي أن أكون مهندساً أما أنا فتمنيت في هذه اللحظات أن أكون ضابطا فحولت أوراقي من كلية الهندسة إلي الكلية الحربية ورفضت الدخول بواسطة رغم وجود بعض الشخصيات العسكرية في العائلة.. ونجحت والتحقت بالكلية الحربية بدون واسطة.. ولذلك أحب مشاهدة فيلم «رد قلبي» وأعتبره يعبر بشكل صحيح عن الثورة.. وأحرص في عيد الثورة علي مشاهدته.