أسبوع حزبي مزدحم ساخن يشهده «الوطني» منذ إعلان أسماء مرشحيه في التجديد النصفي للشوري مرورا بمواجهة حالة التمرد المرتقبة في عدد من أمانات المحافظات مع زيادة أعداد المتقدمين المنشقين عن الحزب، وحتي إعلان تفاصيل البرنامج الانتخابي الذي يحمل شعار «برنامج الوطني من أجلك أنت»، فلم يتوقف رنين القيادات المركزية لاطمئنان السائلين علي اختيار أنصارهم أو أقاربهم ضمن قائمة الوطني للشوري، والتي تكاد تقترب من احتواء عدد من الأقباط والسيدات والشباب، وتشهد تغييرا ما في النواب الموجودين خاصة الذين لا يتواصلون مع الناس ولم ينجزوا شيئا خلال دورتهم الأخيرة. التوتر زاد في اللحظات الأخيرة في الدوائر المشتعلة، التي تتقارب فيها أصوات المتنافسين، وزادت الأجواء إثارة باستطلاعات اللحظات الأخيرة التي ألهبت الناس لدرجة أنهم لجأوا إلي الاتصال تليفونيا بالأمانة العامة علي كورنيش نيل القاهرة، وأرسلوا التليغرافات والإيملات والفاكسات باسماء مرشحيهم. حالة الترقب متبادلة، فهي مركزية ولا مركزية هذه المرة فالأقاليم تترقب الأسماء المختارة، وهيئة المكتب تترقب ردود الفعل، لأنهم يعتبرون هذه المرة بروفة حقيقية لانتخابات الشعب، لأن قواعد الشوري المميزة تجعل الخسائر التنظيمية والانقلابات الغاضبة محسومة، فالأسماء التي تستطيع أن تخوض انتخابات في دوائر واسعة يصل عدد الناخبين فيها إلي 750 ألف ناخب محددة ، ومن الممكن أن تكون الانقلابات مؤجلة، فلن تظهر هذه المرة، ولكن ستتجسد في الشعب، خاصة أن الفاصل 4 شهور فقط، وعلمنا أن هناك عددا غير قليل حتي الآن يؤجل الخروج علي الالتزام الحزبي إلي الشعب حتي لا يخسر الكثير في الشوري دون فائدة! وفي معركة الاختيارات الداخلية بالوطني التي أطلق عليها اصطلاحا اسما كوديَّا هو 88/503 «عدد المقاعد / عدد المتقدمين»، سيكون هناك 415 احتمالا للخروج علي الالتزام الحزبي يحاول قيادات الحزب أن يكونوا جاهزين لها، لأنه في انتخابات الشعب ستكون احتمالات الخروج أضعاف ذلك ومظاهره أكثر وأكثر. لكن للتجديد فإن دوائر التجديد النصفي تتراوح فيها أعداد المرشحين من 6 إلي 15 متقدما، إلا أن الأسماء الصالحة للخروج عن قرار الحزب، لا تتجاوز الأسمين أو الثلاثة في كل دائرة، وبالتالي ستتجاوز احتمالات الخروج ال 120 بقليل في 67 دائرة، أي أنها محصورة بصورة كبيرة، خاصة أن محاولات الإقناع والتراضي لا تتوقف لدي الأسماء المرشحة للخروج حتي تقل الحالات، والتي لم تتجاوز ال 7 حالات في الانتخابات الأخيرة، وكانت تعتبرها أمانة التنظيم إنجازا حزبيا كبيرا! ويبدو أن المتقدمين تغلبوا علي الإجراء التنظيمي الجديد بتوقيع «توكيل إذعان» لأمناء المحافظات بعدم الترشح كمستقلين لو لم يخترهم الحزب بإعداد مرشحين بدلاء في الغالب يكونون أشقاءهم أو حتي أبناءهم، وسيكون هناك وقت كافي لاستمرار فتح باب التقدم للجنة العليا للانتخابات حتي غد الأحد، ولكن هذه الظاهرة في تراجع واضح خلال الساعات الأخيرة. وعن أزمة استقالات التنظيميين فتتزايد الشائعات في بورسعيد وأسيوط، خاصة مع احتمال قبول الاستثناء في حالة «محمد عبدالمحسن» أمين المحليات في أسيوط، رغم رفض أميني المحافظتين التعليق علي ما تردد، وتركز أمانتا التنظيم علي متابعة الموقف عن كثب في هاتين المحافظتين من خلال غرفة العمليات المركزية التي تصلها تقارير يومية من غرف أمانات المحافظات التي تشهد التجديد النصفي.