حالة طوارئ عاشتها القنوات الرياضية الفضائية في الفترة الأخيرة بعد واقعة انتحال أحد المجهولين شخصية الحكم الدولي فهيم عمر، وقيامه بعمل مداخلة تليفونية مع سيد عبد الحفيظ مقدم برنامج المستطيل الأخضر علي قناة الأهلي، وهو ما دفع الجميع في باقي القنوات الرياضية لاتخاذ الحيطة والحذر فيما بعد.. فماذا لو كان قد حدث هذا مع مسئول كبير أثناء الزحم الإعلامي وقت الاحتفالات بانتصارات المنتخب الوطني.. كيف يكون الوضع وقتها؟ سؤال قررنا في روزاليوسف فتح تحقيق فيه خلال هذه السطور لمعرفة أولا تفاصيل الواقعة وأبعادها وأسبابها، وكذلك ردود فعل طرفيها، بالإضافة إلي رأي أهم رؤساء تحرير البرامج الرياضية في الفضائيات. في البداية يقول فهيم عمر: لن أقاضي قناة الأهلي، بعد أن منحني خالد توحيد رئيس القناة حقي الأدبي بإيضاح الأمر، علي عكس سيد عبد الحفيظ الذي أصر علي موقفه، والقصة بدأت عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من زميلي الحكم الدولي سمير محمود عثمان يعاتبني علي الظهور عبر الهاتف في قناة الأهلي لتقديم مبررات علي القرارات التي اتخذتها في لقاء غزل المحلة والأهلي، والذي شهد أحداثا مثيرة بطرد وائل جمعة واحتساب ضربة جزاء للمحلة ساهمت في فوزهم بهدفين في افتتاح الدور الثاني للدوري، فما كان ردي علي عثمان إلا نفي كل ما قاله، لكنه أكد لي سماعه لأحد الأشخاص الذي انتحل شخصيتي مع سيد عبد الحفيظ، وقام بالتعليق علي جميع القرارات التحكيمية في المباراة. أضاف فهيم عمر قائلا: لم أتردد في الاتصال بالبرنامج لتوضيح الموقف، لكني فوجئت بسيد عبدالحفيظ يقول لي: آسفين يا كابتن فهيم علي انقطاع الاتصال رغم أنه يعرف من طاقم الإعداد أن الشخص الثاني الذي يتحدث معه غير الأول.. من اختلاف الأرقام، وهو ما قمت بالتأكيد عليه، لكنه كان مصرا علي موقفه وقال باين عليه عاوز يخرج من الموقف بعد أن هاجمته لجنة الحكام بين المداخلتين بسبب تصريحاته في المكالمة السابقة أو يمكن واحد قريبه كان بيتكلم بالنيابة عنه، وهو ما أزعجني وأغضبني من سيد عبد الحفيظ الذي أكن له كل تقدير واحترام. أما خالد توحيد فأود أن أشكره علي تفهمه للموقف وقيامه بإزالة اللبس في القضية فورا في برنامجه الخاص، فكان من السهل علي اللجوء للقضاء والاحتكام لخبير أصوات لكشف مزاعم سيد عبدالحفيظ، فلا أخفي ظني في البداية بتعمد عمل قناة النادي الأهلي لهذا، لتبرير الهزيمة الأولي هذا الموسم لفريق الكرة. وأوضح فهيم: ظني لم يكن في محله، لأن النادي الأهلي كبير بجمهوره ورئيسه حسن حمدي، فأنا أعي تماما لما أقوله، ردا علي من يتهمونني بالعمل لصالح هذا الرجل منذ أن كان رئيسا لوكالة الأهرام للإعلان، وللحق فهذا الرجل لم يتصل بي سوي مرة واحدة منذ ثلاث سنوات عندما خرجت من القائمة الدولية، رغم معرفتي الجيدة به منذ 51عاما وجلوسي معه علي مائدة واحدة عندما كان رئيسا للوكالة وأنا عضو جمعية عمومية، لكنه لم يعلق في مرة علي نتيجة مباراة أدرتها للأهلي، فهذا الرجل محترم، ولو كان هناك في مصر خمسة رؤساء كحسن حمدي لانتقلت كرة القدم المصرية للعالمية. -- سيد عبد الحفيظ تساءل قائلا: كيف نفبرك مكالمة للحكم الدولي فهيم عمر علي قناة الأهلي إذا كان المتحدث في المرتين من نفس الرقم، الفبركة ليست منهجا في قناة الأهلي، وأعتقد أن الفبركة لا تصلح مع شخصية معروفة بحجم ووزن فهيم عمر... الطريف أن حديث الشخص المجهول - وبالمناسبة أنا لا أعرفه - كان منطقيا ومرتبا لأبعد الحدود، فلم يتعد بالقول في حق أحد بما في ذلك الكابتن فهيم نفسه، بل علي العكس كان كلامه يؤكد أنه فهيم عمر ولم يعتذر أو يبرر أي خطأ تحكيمي، بل كان عند موقفه في كل قرار اتخذه في المباراة، وأصر علي اعترافه بصحة ضربة الجزاء وحالتي الطرد بمنتهي المنطق والاحترام، بينما لم تتناول المكالمة الثانية أي قرارات تحكيمية. عبد الحفيظ أكد: الفبركة ليست منهجي الإعلامي علي المستوي الشخصي، فالأمانة الإعلامية تقتضي نقل وجهة نظر الحكم سواء كانت مع الفريق أو ضده، وكان من الأولي أن نهاجم قرارات الحكم التي أثارت جدلا واسعا بين الجماهير والنقاد، لكننا نرفض ذلك النهج وفضلنا الاتصال بالحكم لتوضيح وجهة نظره وتقريبها للجمهور.. وعن دوره في كشف الشخص المنتحل قال عبد الحفيظ: لا أتحدث مع الكابتن فهيم عمر إلا علي فترات متباعدة لا تسمح بمعرفة نبرة صوته بوضوح تام، فغالبا ما نتصل به كل ثلاثة أشهر عندما تكون هناك واقعة تحكيمية تستدعي ذلك، بخلاف هذا كان كلام المتصل الأول منطقيا جدا، دون أن يلفت الأنظار لأي تجاوز أو شك في أن المتحدث منتحل لشخصية فهيم عمر الذي نحترمه جميعا. سيد عبد الحفيظ كشف لنا تعرضه لنفس الموقف من قبل وأوضح: عندما كنت مذيعا في جول إف إم علي الإذاعة اتصل بي أحد المستمعين علي أنه لاعب كرة ولديه مشكلة، وهو موقف معتاد ومتكرر ولا أراه غريبا علي الوسط، وحدث كثيرا في برامج أخري إما عن تعمد أو دون قصد. -- وفيما يخص رأي أهم مسئولي تحرير البرامج الرياضية يقول علاء إسماعيل رئيس تحرير الملاعب اليوم الذي يقدمه أحمد شوبير علي قناة الحياة: الموقف وارد جدا، لكن بصفة شخصية تعلمت في الصحافة ضرورة التأكد من المصدر، فعندما كنت صحفيا مبتدئا في مجلة آخر ساعة تعرضت لاتصال من شخص قال لي أنه سيد عبد الرازق بازوكا وقت عنفوان الإسماعيلي عام 87 وطلب مني نشر تصريح له مفاده أن الإسماعيلي لا يقف علي علي أبو جريشة، وكدت أنشر الموضوع بالفعل قبل أن ينصحني رئيس القسم أحمد علام بضرورة التأكد وعندما اتصلت ببازوكا تأكد لي الفخ الذي كنت علي وشك السقوط فيه لأن صوت المنتحل قريب جدا من صوته. ويوضح علاء إسماعيل : علي طاقم الإعداد ضرورة التأكد من المصدر عن طريق مطالبته بمنحنا فرصة الاتصال به من الأرقام المتاحة لدينا في فريق الإعداد، وهذا نهجنا في قناة الحياة، وما حدث في قناة الأهلي مجرد سهو. أسامة خليل رئيس تحرير برنامج الرياضة اليوم.. والذي يقدمه خالد الغندور علي قناة دريم قال: الموقف وارد حدوثه أمام عدم الخبرة، خصوصا إذا كان هناك حسن نية، وهو خطأ في حد ذاته، مع قناة تحمل اسم ناد كبير مثل الأهلي، فالموقف يختلف بين القناة الخاصة وقناة تحمل اسم ناد، عليها قيود الجماهير المتشددة والمتابعة بدقة متناهية يصعب معها تجاهل أو تمرير أي خطأ يحدث، وما صدر من سيد عبدالحفيظ غير مبرر لأنه لم يعتذر عنه، بل تمادي في تبرير السقطة الإعلامية بشكل يصعب معه علاج الموقف، لكنه موقف وارد جدا، وسبق حدوثه في قناة الحياة وقت انتخابات النادي الأهلي في برنامج أحمد شوبير الذي كان يقدمه أحمد جمال وتلقي اتصالا من شخص له أغراض علي أنه اللواء سفير نور وأجري مداخلة تخدم آخرين.