فى مشهد درامى يؤكد أن التطرف لا يولد إلا التطرف، طالبت «منظمة مسلمون متحدون» مسلمى المهجر فى جميع أنحاء العالم فى أول ظهور علنى لها، بالاعتكاف فى المساجد من صلاة الجمعة حتى نهاية صلاة العصر تضامناً مع إخوانهم المسلمين المضطهدين فى مصر. كانت المنظمة قد دعت وفود المصريين المسلمين «المنفيين»- بحسب وصف المنظمة لهم- بالخارج لحضور مؤتمر «مسلمى المهجر» الذى اختتم فعالياته بالعاصمة البريطانية بداية الأسبوع الماضى بوضع خريطة طريق لتعامل الدولة مع المسلمين فى مصر مطالبين بمساواتهم بمسيحييها.. وتضمنت توصياته امتناع الدولة عن تعيين شيخ الأزهر أسوة بعدم تدخلها فى تعيين أو انتخاب البابا! وفى مواجهة السماح بالتظاهر والاعتصام للمسيحيين بالكنائس طالب البيان الختامى للمؤتمر بالسماح للمسلمين بالاعتصام داخل المساجد، خاصة بالأزهر، بالإضافة إلى إلغاء خضوع مشيخة الأزهر للرقابة المالية للدولة وإلغاء وزارة الأوقاف ونقل صلاحيتها لشيخ الأزهر الذى ينبغى أن يتم اختياره بالانتخاب، ورد ما وصفوه بأنه تم سلبه ونهبه من أوقاف المسلمين، إذ بلغ حجم المنهوب منها من خلال وزارة الأوقاف ألف فدان من أخصب الأراضى من وقف جمعية المساعى المشكورة بقويسنا. وتوسيع اختصاصات المشيخة ليشمل تعيين الأئمة والوعاظ، تتسع رقعة مطالبات مسلمى المهجر لتمتد إلى وقف محاكمات المسلمين المدنيين أمام المحاكم الاستثنائية والإفراج عن المعتقلين الذين لم تصدر بحقهم أحكام قضائية.. والتوقف عن منع تعيين المحجبات بوظائف السلك الدبلوماسى ووسائل الإعلام المرئية. وإلغاء الشروط العشرة لبناء المساجد.. وعدم التدخل فى مناهج التعليم الأزهرى، وإعادة تدريس مادة الفقه على المذاهب الأربعة بالمعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية والسماح بإعادة بناء المدارس والمعاهد الأزهرية المتوقف بناؤها منذ سنوات. ولم تفلت قوانين الأحوال الشخصية المطبقة فى مصر من انتقادات مسلمى المهجر، إذ طالبوا بوقف ما اعتبروه تلاعبا من قبل الدولة بها.. وأن تكون مشيخة الأزهر هى المسئولة الوحيدة عن تحديد هذه القوانين بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية أسوة بعدم تدخل الدولة فى قوانين الأحوال الشخصية لغير المسلمين. ووقف العبث بالكتب الإسلامية مثل كتاب الشيخ محمد عبده «الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية» الذى يرد فيه على فرح أنطون فى دعواه أن النصرانية أكثر تسامحاً مع العلم والعلماء من الإسلام بعد أن تمت إعادة طبعه عدة مرات باسم «الإسلام بين العلم والمدنية» وحذف أكثر من 30 صفحة منه! ووقف مصادرة الكتب الإسلامية مثل «فلسطين قضية جهاد» الذى يرصد تاريخ اليهود ومكائدهم ضد الرسول- صلى الله عليه وسلم.