السياحة الفلسطينية: الاحتلال دمر خلال عدوانه على غزة 264 موقعا أثريا و4992 منشأة سياحية    كوريا الشمالية تعرض تقدما في بناء غواصة نووية وكيم يدين جهود الجنوب للحصول على التقنية    مدير وكالة الطاقة الذرية: لا علامات على استعداد الدول الكبرى لإجراء تجارب نووية    حدث الآن، غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية من البوابات بسبب شبورة تعوق الرؤية    بدون مفاجآت، ترتيب مجموعات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد الجولة الأولى    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 29 مسيرة أوكرانية خلال 3 ساعات    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    مع اقتراب رأس السنة.. «الوكالة» تخطف الأضواء وركود بمحلات وسط البلد    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    ضربة قوية لداعش.. القبض على طه الزعبي وعناصر تابعين له بريف دمشق    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    اليوم، البنك المركزي يحدد أسعار الفائدة الجديدة    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من «حزب الله» في جنوب لبنان    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    قفزة تاريخية في أسعار الذهب بمصر اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    دوري أبطال آسيا 2.. عماد النحاس يسقط بخماسية رفقه الزوراء أمام النصر بمشاركة رونالدو    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    بطريرك الكاثوليك في عظة عيد الميلاد: العائلة مكان اللقاء بالله وبداية السلام الحقيقي    سلطة محكمة النقض في نقض الحكم من تلقاء نفسها لمصلحة المتهم في رسالة دكتوراة    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    بحضور مستشار رئيس الجمهورية للصحة، الاحتفال باليوم السنوي الأول قسم الباطنة العامة بكلية الطب    موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد حاسب آلي بالأزهر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقرئات للمآتم فقط!

أثارت قضية حق المرأة في تلاوة القرآن الكريم في أي مكان خاصة عبر أثير الإذاعة جدلاً كبيراً بين علماء الدين وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية.. الجدل أثير بعد موافقة نقابة مقرئي القرآن الكريم علي إجازة صوت (30) مقرئة وقيدهن في جداول النقابة.. المعروف أن عمل المرأة كقارئة للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية ليس بجديد، فقد كان موجوداً منذ ما يقارب الخمسين عاماً..
المفاجأة التي اكتشفتها روز اليوسف أن ال 30 سيدة حصلن علي كارنيه نقابة (المقرئين) معظمهن منتقبات بحسب تأكيد الشيخ أبوالعينين شعيشع نقيب المقرئين وأنهن تقدمن للانضمام لعضوية النقابة من أجل إنشاء كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم والسماح لهن بتحفيظه في المساجد والجمعيات الشرعية دون أن تعبر أي واحدة منهن عن رغبتها في التقدم للإذاعة لاجتياز امتحان لجنة الاختبار والتي يرأسها إبراهيم مجاهد رئيس إذاعة القرآن الكريم ونقيب المقرئين وعلماء من الأزهر وأربعة من الموسيقيين ويتضمن الامتحان اختبار الحفظ وأحكام القرآن وشرطا مهما آخر هو حسن التلاوة والصوت الجيد وهو شرط قد لا يكون ضمن شروط الانضمام للنقابة لكنه أساسي لمن ترغب في التقدم لامتحان لجنة الإذاعة.
عضوات النقابة الجديدات محفظات ومتحفظات أيضا كما ذكر لنا (شعيشع) فهن محفظات ومتحفظات بشأن كل شيء وقد أعلن عن رغبتهن في الاختفاء تماما والعمل داخل المساجد فقط لدرجة أنهن اعترضن علي منح صورهن الشخصية أو أرقامهن أو عناوين منازلهن من أجل استخراج الكارنيهات أو الاستعلام عنهن.. كما أشار يحيي عبدالله سكرتير النقابة بأنهن يخشين بطش أزواجهن وجميعهن يتوخين الحذر في جميع تعاملاتهن.
تحدثنا إلي أكبرهن سنا وهي منقبة حصلت مؤخرا علي عضوية نقابة المقرئين وتجتمع بعدد كبير منهن.
كان صوت منال صالح حسن خافتا وهي تتحدث لنا وتقول إنها تذهب كل مساء إلي مسجد الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة للاجتماع بأخريات منقبات مثلها حصلن علي كارنيهات نقابة قارئي القرآن الكريم، حيث تكون الحلقات التي يجتمعن فيها للنقاش وتحفيظ القرآن الكريم.
فهي متزوجة من موظف ولديها ولد بكلية الهندسة وفتاة بكلية الحقوق قالت لنا أنها درست بمعهد للدعاة واستكملت القراءات بمعهد ديني آخر ولأنها ترتدي النقاب كالأخريات فهي تري أن النقاب له خصوصية معينة، وهي تري أنه علي كل من تحصل علي كارنيه النقابة ألا تستغل تلك العضوية لتتقدم للإذاعة كي تتغني بالقرآن وتصبح كالمطربة فهذا حرام شرعا!! لأن صوت النساء عورة !!
وهي نفس الأفكار التي أيدتها كل من فاطمة إسماعيل ونعمات قناوي أيضا، أما أمل فتحي 47 عاما كان لها رأي آخر معبرة عن عدم اعتراضها علي المبدأ نفسه، فالسيدة عائشة (رضي الله عنها) كانت تروي الأحاديث وإن كانت تلتزم الحجاب، فالحجاب هنا هو الإذاعة فالمرأة التي تقول كلام الله لا تظهر صورتها وتروي عن الأخريات قائلة: معظمهن منقبات ومتشددات تماما أما الوضع بالنسبة لي فمختلف تماما، فأنا لست منقبة لدي (account) علي الفيس بوك ومطلعة علي كل العلوم والمهارات الجديدة.. ولدي أبناء في مستويات تعليمية عالية.. فابني الأكبر متفوق علي دفعته في كلية اقتصاد وعلوم سياسية والثاني في الجامعة الألمانية وثالث مهندس.. وتقول: "كنت خريجة هندسة وأردت أن أتعلم الفقه وعلوم القرآن ورغبت في ذلك فذهبت لأدرس بالأزهر الشريف وفي معهد للقراءات من أجل حفظ القرآن وأحكامه لست متشددة أو متعصبة ونظرتي للإسلام ليست سطحية ولذلك أري عكس كل من تقابلت معهن من عضوات نقابة المقرئين بأن النقاب واجب وفضيلة إسلامية.. النقابة أتاحت للسيدات التقدم للإذاعة وعلينا أن نستغل الفرصة لكن بالنسبة لي تكمن المشكلة في صوتي، فهو رديء لايصلح للإذاعة.
معظم العضوات حصلن علي عضوية نقابة المقرئين للسماح لهن بتحفيظ القرآن في المساجد التابعة للأوقاف فهن حافظات منقبات رغم أن الدين الإسلامي أكبر بكثير من مجرد نقاب.
إبراهيم مجاهد رئيس إذاعة القرآن الكريم ورئيس لجنة اختبار قراء القرآن بالإذاعة شدد قائلا: حتي الآن لا يوجد ما يسمي بقارئات القرآن، فإلي الآن لم تتقدم واحدة من عضوات النقابة لاختبار الإذاعة للعمل بها، ويقول: المؤشرات كلها تؤكد أنهن جميعهن منقبات لايرغبن في ذلك أو لا يفصحن عن رغبتهن علنا.
من بين اللائي حصلن علي العضوية قابلنا المقرنه سحر التي صرحت بأنها ترغب في العمل كقارئة بالإذاعة، لكنها حتي الآن لم تتقدم لأنها تخشي بطش زوجها وأسرتها، فهي منتقبة ولا يسمح للمنتقبة الاختلاط بالرجال، فكيف تذهب للإذاعة وتعمل في أوساط الرجال كما ذكرت لنا.
الغريب أنه في الوقت الذي كان فيه التعليم وخروج المرأة للعمل محرماً كانت النساء يعملن بالإذاعة المصرية كمقرئات للقرآن الكريم، وكان أشهرهن الشيخة كريمة العدلية التي ظهرت في عهد الشيخ علي محمود ووصل صوتها إلي العالم العربي كله من خلال ميكروفونات الإذاعة الأهلية، وظلت تذيع القرآن بصوتها حتي الحرب العالمية الثانية، وكانت الشيخة تعشق صوت الشيخ علي محمود وطريقته الفذة في الأداء وكان هو يفضل الاستماع إليها ويفضل صوتها علي بعض القراء.
لم تكن الشيخة كريمة أول من قرأت القرآن والمدائح النبوية فقد سبقتها (أم محمد) التي ظهرت في عصر محمد علي وكان من عادتها إحياء ليالي رمضان في حرملك الوالي، كما كانت تقوم بإحياء المآتم في قصور قادة الجيش وكبار رجال الدولة، وكانت موضع إعجاب محمد علي وحصلت علي العديد من الجوائز والهدايا، وأمر محمد علي بسفرها إلي أسطنبول لإحياء ليالي رمضان.
أما الشيخة منيرة عبده فقد قرأت القرآن وكانت في الثامنة عشرة من عمرها، وكانت نحيفة وكفيفة، وقد أحدث ظهورها ضجة كبري في العالم العربي ولم يمض وقت طويل حتي أصبحت نداً للمشايخ الكبار، وذاع صيتها خارج مصر وتهافتت عليها جميع إذاعات مصر الأهلية حتي أن أحد التجار الأثرياء التوانسه عرض عليها إحياء شهر رمضان في قصره بصفاقس بمبلغ ألف جنيه وهو ما يساوي ثروة كبيرة وقتها لكن الفتاة الكفيفة لم تستطع السفر فلم يكن أمام الرجل إلا الحضور إلي القاهرة وقضاء شهر رمضان في مصر للاستماع إليها، وكانت الشيخة منيرة عبده من أوائل السيدات اللائي قرأن القرآن الكريم بالإذاعة، وكانت تتقاضي خمسة جنيهات في وقت كان يتقاضي فيه الشيخ محمد رفعت عشرة جنيهات، ولن ينسي التاريخ صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي كانت تقرأ القرآن الكريم ولها تسجيلات متعددة بالإذاعة، كما قرأت القرآن في أحد أفلامها فقرأت من قول الله تعالي في سورة إبراهيم: "ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفي علي الله من شيء في الأرض ولا في السماء" الآية (38).
الغريب أنه الآن.. وحيث وصلت المرأة إلي منصب وزيرة وعملت فيه المنقبة مذيعة، نجد أصواتاً تدعو لعدم شرعية عمل المرأة كمقرئة للقرآن الكريم في المحافل العامة، أو مسجلاً بصوتها عبر الإذاعة ويعتبرون أن هذا العمل بمثابة فتح لباب من الفتنة وجريمة كبري تنبئ بنتائج كارثية، وأكدوا علي ضرورة منع المرأة من القراءة في المحافل العامة درءاً للشبهات والفتن.
أما علماء الدين المؤيدون لعمل المرأة كقارئة للقرآن الكريم، فيضعون العديد من الشروط أهمها ضرورة أن تتوافر فيمن تريد العمل كمقرئة للقرآن الكريم، الشروط المطلوبة للتلاوة من المعرفة التامة بالتجويد واحترام قدسية القرآن وعدم التمايل أثناء القراءة أو التغني ببعض الآيات.
نقيب المقرئين الشيخ أبو العينين شعيشع يتعجب من هؤلاء العلماء الذين يرفضون عمل المرأة كمقرئة للقرآن الكريم، ويؤكد ل"روزاليوسف" أنه منذ عدة سنوات قدم قارئة يوغسلافية لتقرأ القرآن الكريم أمام الرئيس حسني مبارك وأمام جميع الحضور عياناً بيانا في الاحتفال بليلة القدر، ووقتها لم يعترض أحد ولم نسمع صوت أي من هؤلاء العلماء ينكر ذلك.
ينفي الشيخ شعيشع ما تردد عبر وسائل الإعلام مؤخراً من أنه أصدر فتوي تبيح تلاوة النساء للقرآن في الإذاعة، مؤكداً أنه ليس مؤهلاً لإصدار فتوي للبت في شرعية هل صوت المرأة حرام أم حلال، فهذا من اختصاص الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر مؤكداً علي أنه عضو فقط بلجنة اختيار قراء القرآن بالإذاعة تلك اللجنة التي تضم عشرين عضواً من بينهم خمسة من كبار علماء القراء في مصر، كما توجد أيضاً لجنة للموسيقي تعمل معنا، فإذا ما تقدمت سيدة تحمل عضوية النقابة وتريد العمل كمقرئة في الإذاعة ووافق شيخ الأزهر علي أن تقرأ المرأة بالإذاعة، في هذه الحالة نقوم باختبارها في لجنة القراءة ولجنة الموسيقي، وإذا كانت تصلح سننفذ الفتوي ونوافق علي قبولها فوراً كقارئة للقرآن الكريم في الإذاعة فقط، علي من تريد العمل كمقرئة في الإذاعة، وتحمل عضوية النقابة عليها أن تتقدم بطلب رسمي باسم رئيس البرنامج العام ، أو إلي السيدة انتصار رئيس الإذاعة وسوف يتم تحويله إلي اللجنة التي تقوم باختبارها.
موافقة الشيخ شعيشع علي عمل المرأة كمقرئة للقرآن الكريم عبر أثير الإذاعة لم تمنع رفضه قراءتها للقرآن عبر التليفزيون، ويبرر ذلك بقوله إن القرآن فيه ما يسمي "بالغن" والسيدات ينطقن بعض الآيات بطريقة تختلف عن الرجال فيها شيء من الأنوثة، وهذا لا يصح واشترط الشيخ شعيشع أن تكون المتقدمة للإذاعة حافظة للقرآن الكريم وتقرؤه بشكل صحيح وجاد، وبصوت ليس فيه إغراء أو غناء يثير المشاعر والشهوات.
وقال الشيخ شعيشع إنه من الغريب ألاَّ توجد أصوات نسائية تعمل في تلاوة القرآن، رغم أن ذلك كان موجوداً قبل خمسين عاماً لكن دون سابق إنذار وبدون معرفة الأسباب اختفت هذه الأصوات من الإذاعة،لكنه أكد علي أن التجارب النسائية في مجال قراءة القرآن جديرة بالتكرار، وكانت تجارب ناجحة.
من جهة أخري تحفظ الدكتور جودة المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية القرآن الكريم سابقاً علي عمل المرأة كمقرئة في الإذاعة والمحافل العامة، وأكد علي أن العلماء الأجلاء تحفظوا علي إجازة قراءة النساء في المذياع وفي وسائل الإعلام العامة علي اعتبار أن المعول عليه في القراءة هو إظهار جمال الصوت وهو ما قد يؤدي إلي الفتنة، والفتنة ممنوعة، ولا ينبغي أن نفتح باباً لها، فالمرأة تقرأ في بيتها وفي معهدها فقط، لكن في الإذاعة والتليفزيون تكون قراءة المرأة عرضة للفتنة.
سألته عن الأسانيد الشرعية من الكتاب والسنة علي تحريم المرأة للعمل كمقرئة للقرآن الكريم فقال: إن هذا الرأي جاء بالقياس علي وضع المرأة والرجل في الصلاة، فالرجل إذا رأي شيئاً يسبح، أما المرأة إذا رأت شيئاً فهي تصفق حتي لا تظهر صوتها، وهذا هو الأصل مما يعني أن صوتها عورة!
وأسأله: المرأة تتحدث في وسائل الإعلام المختلفة ومع زملائها في العمل فما رأيك؟
- لابد أن تتحدث مع الرجال في حدود الضوابط الشرعية مثلما أكد لنا القرآن الكريم في سورة الأحزاب ما قاله الله سبحانه وتعالي لأمهات المؤمنين "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض".
كما يؤكد الدكتور طه أبوكريشة - عضو مجمع البحوث الإسلامية علي أنه من الأسلم والأحوط عدم قيام المرأة بالعمل كمقرئة للقرآن الكريم عبر الإذاعة، ففي رأيه أنه لا ضرورة تقتضي اللجوء إلي ذلك قياسا علي أن المرأة لا تقيم الأذان لعلة معينة ترتبط بصوتها، ولكن أكد الدكتور طه أننا لا نستطيع تحريم ذلك، فلا تحريم لما لم يرد فيه نص.
د. مصطفي الشكعة - عضو مجمع البحوث الإسلامية - أكد علي أن هذه المشكلة قديمة وقائمة منذ أربعين عاما، حيث كانت توجد مقرئة شهيرة جدا تقرأ في الإذاعة، وعندما حاولت القراءة من خلال التليفزيون وجدوا أنها لا تلتزم بأصول وأداء القراءة، فقراءة المرأة في التليفزيون إذا كانت ملتزمة بأصول علم التجويد لا مانع من ذلك، أما إذا لم تكن ملتزمة فالذي يعرف علم التجويد خير من الذي لا يعرف.
ويشير الدكتور الشكعة إلي أن تلاوة القرآن الكريم لها أصول صوتية لا تتدخل فيها تحركات المرأة كما تتحرك وهي تغني كشرط أساسي تكريما للقرآن، لأن هناك بعض النساء وهن يقرأن في المناسبات العامة التي بها نساء مثلهن لا يلتزمن وقار قراءة القرآن، وهؤلاء لابد أن يمنعن من قراءة القرآن، وهذا مطبق علي المقرئين من الرجال إذا تغنوا وتراقصوا فإنهم يمنعون من القراءة، ويقول الدكتور الشكعة: أتذكر حالة مقرئ من الإسكندرية كان مكتسحا قراءات المقرئين في حالات الوفاة في السرادقات بالخروج عن أدب الأداء بالتغني الذي لا يتمشي ولا يليق بقارئ القرآن، وكان مشهورا جدا ولأنه لا يلتزم بآداب قراءة القرآن صدر قرار بوقفه عن القراءة حتي في المآتم، فإذا كان هناك تلاعب في القراءة من هذا النوع الذي كان يقوم به قارئ الإسكندرية من النساء، فإن قراءتها لا تجوز شرعا لا في التليفزيون ولا حتي في المآتم الخاصة بالنساء.. هذا الفيصل في أداء القرآن هو احترام القرآن إذا قريء بالاحترام والحشمة والتزام أدوات القراءة فلا بأس، لكن إذا لم يضمن ذلك من القارئة فيلزم عدم التصريح لها بالقراءة.
وإذا كان هذا الحرمان يجوز علي بعض المقرئين من الرجال، فإنه من باب أولي يجوز علي المقرئات من النساء، فالفيصل في الأمر هو طبيعة التزام القراءة التي تحتمها مكانة القرآن الكريم ككلام الله، لذلك إذا التزمت المقرئة بالقراءة الوقورة التي حددها علم قراءة القرآن التي منها عدم التغني فإنه يجوز شرعا أن تقرأ القرآن في الإذاعة، فهي يباح لها من خلال تلك الحدود ويجوز لها شرعا قراءة القرآن سواء في الإذاعة أو في مجتمع النساء.
أما في التليفزيون فمظهرها يمنعها من قراءة آيات القرآن الكريم، ولذلك لا يجوز قراءته في التليفزيون.
أما د. عبدالغفار هلال - عميد كلية اللغة العربية سابقا ومن علماء الأزهر الشريف- فقد أجاز شرعا عمل المرأة كمقرئة سواء في الإذاعة أو التلفاز أو المحافل العامة وقال: إن عمل المرأة مقرئة للقرآن الكريم عمل جائز شرعا لأنها حين تحفظ القرآن تلقيه علي مسامع الناس وتعلم الناس وتعليمها مفيد لتوجيه النشء توجيها سليما لأنهم سيعلمون أن المرأة تراقب ربها وتخشاه، وإذا كانت المرأة تعمل مغنية وتعمل ممثلة فأولي بها أن تعمل مقرئة للقرآن، لأن هذا يؤدي إلي التوازن الاجتماعي، وهذا العمل يفيد المرأة كعضو في المجتمع تكون نافعة لوطنها ولدينها، فلاشك يؤدي هذا العمل إلي ترسيخ مكانة المرأة وإعطائها ثقلا اجتماعيا باعتبار أنها تردد كلام الله عز وجل.
وأما من يقولون أن هذا العمل غير جائز شرعا لأن صوت المرأة عورة فيؤكد الدكتور عبدالغفار هلال أن هذا ليس رأيا سليما لأنها ستقرأ القرآن المجود وهي حين تقرؤه بالتجويد يكون له موقع الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالي وليس به تمايل أو تنغيم يثير الشهوة كما يتصور البعض.
بل علي العكس هي ستقرؤه كما يقرؤه الرجل، أي تقرؤه في خشوع واستلهام الخير والفضل، وأنا أدعو المرأة للعمل في هذا المجال لأن المرأة في هذا العصر اشتغلت في جميع الأعمال وأثبتت جدارتها وهي كفيلة أن تثبت أيضا جدارتها في حمل كتاب الله سبحانه وتعالي وتبليغه إلي الناس، وربما يكون للمرأة عندما تقرأ القرآن الكريم تأثير أقوي وأبلغ من تأثير الرجال الذين يقرأون القرآن، لكن لابد أن تعلم المقرئة أنه من شروط عملها كمقرئة التزامها التام بالوقار والسكينة بما يتناسب مع جلال القرآن الكريم، وبهذا تثبت أنها نظير الرجل ولا تقل عنه، وبهذا يتحقق قول الله سبحانه "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها".
وقوله سبحانه وتعالي "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"، وعلي ذلك فمن تعمل في مجال قراءة القرآن الكريم سواء في الإذاعة أو التلفاز أو المجالات المتعددة سيجزيها الله خيرا ويلحقها بكبار نساء الإسلام في عصره الأول، إذ كانت المرأة آنذاك قارئة للقرآن وعالمة بالكتاب والسنة.
هذا وقد أباح الشيخ علي أبوالحسن - رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف - عمل المرأة مقرئة للقرآن الكريم بالإذاعة والتليفزيون والمحافل العامة، وأكد علي أن صوت المرأة علي أصله وطبيعته ليس بعورة فقد خاطبن النبي النساء وبايعهن وكان منهن الخطيبات والشاعرات، لكن العورة هي الخضوع بالقول، فقال سبحانه وتعالي "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" والقول المعروف الخالي من التثني والتكلف، فإذا قرأت المرأة القرآن بهذه الصفة من غير خضوع بالقول فلا شيء في هذا.
إذن فتلاوة المرأة للقرآن خاضعة لشروط أهمها: أن تكون تلاوة بلا تغنٍ وهو اللائق بها، واللائق بالقرآن حتي لا يكون في صوتها تصنع قد يؤدي إلي مخالفة النص.
وعليه فلا مانع أن تقرأ المرأة القرآن ترتيلا في الإذاعة وفي التليفزيون مصحوبا بالصورة اللائقة وبالزي اللائق الذي قرره الإسلام وفي المحافل العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.