ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    «عمال البناء والأخشاب» تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    واشنطن تلقت فيديو الرهينة الإسرائيلي قبل بثه بيومين    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    مباراة الحسم بين الأهلي ومازيمبي.. الموعد والتشكيل والقناة الناقلة    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    هتنزل 5 درجات مرة واحدة، درجات الحرارة اليوم الخميس 25 - 04 - 2024 في مصر    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    حزب المصريين: البطولة العربية للفروسية تكشف حجم تطور المنظومة الرياضية العسكرية في عهد السيسي    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    محافظ المنيا: 5 سيارات إطفاء سيطرت على حريق "مخزن ملوي" ولا يوجد ضحايا (صور)    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    توقعات ميتا المخيبة للآمال تضغط على سعر أسهمها    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يعلن الترشح لفترة رئاسية ثانية    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    تأجيل دعوى تدبير العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات ل 24 يونيو    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقرئات للمآتم فقط!

أثارت قضية حق المرأة في تلاوة القرآن الكريم في أي مكان خاصة عبر أثير الإذاعة جدلاً كبيراً بين علماء الدين وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية.. الجدل أثير بعد موافقة نقابة مقرئي القرآن الكريم علي إجازة صوت (30) مقرئة وقيدهن في جداول النقابة.. المعروف أن عمل المرأة كقارئة للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية ليس بجديد، فقد كان موجوداً منذ ما يقارب الخمسين عاماً..
المفاجأة التي اكتشفتها روز اليوسف أن ال 30 سيدة حصلن علي كارنيه نقابة (المقرئين) معظمهن منتقبات بحسب تأكيد الشيخ أبوالعينين شعيشع نقيب المقرئين وأنهن تقدمن للانضمام لعضوية النقابة من أجل إنشاء كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم والسماح لهن بتحفيظه في المساجد والجمعيات الشرعية دون أن تعبر أي واحدة منهن عن رغبتها في التقدم للإذاعة لاجتياز امتحان لجنة الاختبار والتي يرأسها إبراهيم مجاهد رئيس إذاعة القرآن الكريم ونقيب المقرئين وعلماء من الأزهر وأربعة من الموسيقيين ويتضمن الامتحان اختبار الحفظ وأحكام القرآن وشرطا مهما آخر هو حسن التلاوة والصوت الجيد وهو شرط قد لا يكون ضمن شروط الانضمام للنقابة لكنه أساسي لمن ترغب في التقدم لامتحان لجنة الإذاعة.
عضوات النقابة الجديدات محفظات ومتحفظات أيضا كما ذكر لنا (شعيشع) فهن محفظات ومتحفظات بشأن كل شيء وقد أعلن عن رغبتهن في الاختفاء تماما والعمل داخل المساجد فقط لدرجة أنهن اعترضن علي منح صورهن الشخصية أو أرقامهن أو عناوين منازلهن من أجل استخراج الكارنيهات أو الاستعلام عنهن.. كما أشار يحيي عبدالله سكرتير النقابة بأنهن يخشين بطش أزواجهن وجميعهن يتوخين الحذر في جميع تعاملاتهن.
تحدثنا إلي أكبرهن سنا وهي منقبة حصلت مؤخرا علي عضوية نقابة المقرئين وتجتمع بعدد كبير منهن.
كان صوت منال صالح حسن خافتا وهي تتحدث لنا وتقول إنها تذهب كل مساء إلي مسجد الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة للاجتماع بأخريات منقبات مثلها حصلن علي كارنيهات نقابة قارئي القرآن الكريم، حيث تكون الحلقات التي يجتمعن فيها للنقاش وتحفيظ القرآن الكريم.
فهي متزوجة من موظف ولديها ولد بكلية الهندسة وفتاة بكلية الحقوق قالت لنا أنها درست بمعهد للدعاة واستكملت القراءات بمعهد ديني آخر ولأنها ترتدي النقاب كالأخريات فهي تري أن النقاب له خصوصية معينة، وهي تري أنه علي كل من تحصل علي كارنيه النقابة ألا تستغل تلك العضوية لتتقدم للإذاعة كي تتغني بالقرآن وتصبح كالمطربة فهذا حرام شرعا!! لأن صوت النساء عورة !!
وهي نفس الأفكار التي أيدتها كل من فاطمة إسماعيل ونعمات قناوي أيضا، أما أمل فتحي 47 عاما كان لها رأي آخر معبرة عن عدم اعتراضها علي المبدأ نفسه، فالسيدة عائشة (رضي الله عنها) كانت تروي الأحاديث وإن كانت تلتزم الحجاب، فالحجاب هنا هو الإذاعة فالمرأة التي تقول كلام الله لا تظهر صورتها وتروي عن الأخريات قائلة: معظمهن منقبات ومتشددات تماما أما الوضع بالنسبة لي فمختلف تماما، فأنا لست منقبة لدي (account) علي الفيس بوك ومطلعة علي كل العلوم والمهارات الجديدة.. ولدي أبناء في مستويات تعليمية عالية.. فابني الأكبر متفوق علي دفعته في كلية اقتصاد وعلوم سياسية والثاني في الجامعة الألمانية وثالث مهندس.. وتقول: "كنت خريجة هندسة وأردت أن أتعلم الفقه وعلوم القرآن ورغبت في ذلك فذهبت لأدرس بالأزهر الشريف وفي معهد للقراءات من أجل حفظ القرآن وأحكامه لست متشددة أو متعصبة ونظرتي للإسلام ليست سطحية ولذلك أري عكس كل من تقابلت معهن من عضوات نقابة المقرئين بأن النقاب واجب وفضيلة إسلامية.. النقابة أتاحت للسيدات التقدم للإذاعة وعلينا أن نستغل الفرصة لكن بالنسبة لي تكمن المشكلة في صوتي، فهو رديء لايصلح للإذاعة.
معظم العضوات حصلن علي عضوية نقابة المقرئين للسماح لهن بتحفيظ القرآن في المساجد التابعة للأوقاف فهن حافظات منقبات رغم أن الدين الإسلامي أكبر بكثير من مجرد نقاب.
إبراهيم مجاهد رئيس إذاعة القرآن الكريم ورئيس لجنة اختبار قراء القرآن بالإذاعة شدد قائلا: حتي الآن لا يوجد ما يسمي بقارئات القرآن، فإلي الآن لم تتقدم واحدة من عضوات النقابة لاختبار الإذاعة للعمل بها، ويقول: المؤشرات كلها تؤكد أنهن جميعهن منقبات لايرغبن في ذلك أو لا يفصحن عن رغبتهن علنا.
من بين اللائي حصلن علي العضوية قابلنا المقرنه سحر التي صرحت بأنها ترغب في العمل كقارئة بالإذاعة، لكنها حتي الآن لم تتقدم لأنها تخشي بطش زوجها وأسرتها، فهي منتقبة ولا يسمح للمنتقبة الاختلاط بالرجال، فكيف تذهب للإذاعة وتعمل في أوساط الرجال كما ذكرت لنا.
الغريب أنه في الوقت الذي كان فيه التعليم وخروج المرأة للعمل محرماً كانت النساء يعملن بالإذاعة المصرية كمقرئات للقرآن الكريم، وكان أشهرهن الشيخة كريمة العدلية التي ظهرت في عهد الشيخ علي محمود ووصل صوتها إلي العالم العربي كله من خلال ميكروفونات الإذاعة الأهلية، وظلت تذيع القرآن بصوتها حتي الحرب العالمية الثانية، وكانت الشيخة تعشق صوت الشيخ علي محمود وطريقته الفذة في الأداء وكان هو يفضل الاستماع إليها ويفضل صوتها علي بعض القراء.
لم تكن الشيخة كريمة أول من قرأت القرآن والمدائح النبوية فقد سبقتها (أم محمد) التي ظهرت في عصر محمد علي وكان من عادتها إحياء ليالي رمضان في حرملك الوالي، كما كانت تقوم بإحياء المآتم في قصور قادة الجيش وكبار رجال الدولة، وكانت موضع إعجاب محمد علي وحصلت علي العديد من الجوائز والهدايا، وأمر محمد علي بسفرها إلي أسطنبول لإحياء ليالي رمضان.
أما الشيخة منيرة عبده فقد قرأت القرآن وكانت في الثامنة عشرة من عمرها، وكانت نحيفة وكفيفة، وقد أحدث ظهورها ضجة كبري في العالم العربي ولم يمض وقت طويل حتي أصبحت نداً للمشايخ الكبار، وذاع صيتها خارج مصر وتهافتت عليها جميع إذاعات مصر الأهلية حتي أن أحد التجار الأثرياء التوانسه عرض عليها إحياء شهر رمضان في قصره بصفاقس بمبلغ ألف جنيه وهو ما يساوي ثروة كبيرة وقتها لكن الفتاة الكفيفة لم تستطع السفر فلم يكن أمام الرجل إلا الحضور إلي القاهرة وقضاء شهر رمضان في مصر للاستماع إليها، وكانت الشيخة منيرة عبده من أوائل السيدات اللائي قرأن القرآن الكريم بالإذاعة، وكانت تتقاضي خمسة جنيهات في وقت كان يتقاضي فيه الشيخ محمد رفعت عشرة جنيهات، ولن ينسي التاريخ صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي كانت تقرأ القرآن الكريم ولها تسجيلات متعددة بالإذاعة، كما قرأت القرآن في أحد أفلامها فقرأت من قول الله تعالي في سورة إبراهيم: "ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفي علي الله من شيء في الأرض ولا في السماء" الآية (38).
الغريب أنه الآن.. وحيث وصلت المرأة إلي منصب وزيرة وعملت فيه المنقبة مذيعة، نجد أصواتاً تدعو لعدم شرعية عمل المرأة كمقرئة للقرآن الكريم في المحافل العامة، أو مسجلاً بصوتها عبر الإذاعة ويعتبرون أن هذا العمل بمثابة فتح لباب من الفتنة وجريمة كبري تنبئ بنتائج كارثية، وأكدوا علي ضرورة منع المرأة من القراءة في المحافل العامة درءاً للشبهات والفتن.
أما علماء الدين المؤيدون لعمل المرأة كقارئة للقرآن الكريم، فيضعون العديد من الشروط أهمها ضرورة أن تتوافر فيمن تريد العمل كمقرئة للقرآن الكريم، الشروط المطلوبة للتلاوة من المعرفة التامة بالتجويد واحترام قدسية القرآن وعدم التمايل أثناء القراءة أو التغني ببعض الآيات.
نقيب المقرئين الشيخ أبو العينين شعيشع يتعجب من هؤلاء العلماء الذين يرفضون عمل المرأة كمقرئة للقرآن الكريم، ويؤكد ل"روزاليوسف" أنه منذ عدة سنوات قدم قارئة يوغسلافية لتقرأ القرآن الكريم أمام الرئيس حسني مبارك وأمام جميع الحضور عياناً بيانا في الاحتفال بليلة القدر، ووقتها لم يعترض أحد ولم نسمع صوت أي من هؤلاء العلماء ينكر ذلك.
ينفي الشيخ شعيشع ما تردد عبر وسائل الإعلام مؤخراً من أنه أصدر فتوي تبيح تلاوة النساء للقرآن في الإذاعة، مؤكداً أنه ليس مؤهلاً لإصدار فتوي للبت في شرعية هل صوت المرأة حرام أم حلال، فهذا من اختصاص الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر مؤكداً علي أنه عضو فقط بلجنة اختيار قراء القرآن بالإذاعة تلك اللجنة التي تضم عشرين عضواً من بينهم خمسة من كبار علماء القراء في مصر، كما توجد أيضاً لجنة للموسيقي تعمل معنا، فإذا ما تقدمت سيدة تحمل عضوية النقابة وتريد العمل كمقرئة في الإذاعة ووافق شيخ الأزهر علي أن تقرأ المرأة بالإذاعة، في هذه الحالة نقوم باختبارها في لجنة القراءة ولجنة الموسيقي، وإذا كانت تصلح سننفذ الفتوي ونوافق علي قبولها فوراً كقارئة للقرآن الكريم في الإذاعة فقط، علي من تريد العمل كمقرئة في الإذاعة، وتحمل عضوية النقابة عليها أن تتقدم بطلب رسمي باسم رئيس البرنامج العام ، أو إلي السيدة انتصار رئيس الإذاعة وسوف يتم تحويله إلي اللجنة التي تقوم باختبارها.
موافقة الشيخ شعيشع علي عمل المرأة كمقرئة للقرآن الكريم عبر أثير الإذاعة لم تمنع رفضه قراءتها للقرآن عبر التليفزيون، ويبرر ذلك بقوله إن القرآن فيه ما يسمي "بالغن" والسيدات ينطقن بعض الآيات بطريقة تختلف عن الرجال فيها شيء من الأنوثة، وهذا لا يصح واشترط الشيخ شعيشع أن تكون المتقدمة للإذاعة حافظة للقرآن الكريم وتقرؤه بشكل صحيح وجاد، وبصوت ليس فيه إغراء أو غناء يثير المشاعر والشهوات.
وقال الشيخ شعيشع إنه من الغريب ألاَّ توجد أصوات نسائية تعمل في تلاوة القرآن، رغم أن ذلك كان موجوداً قبل خمسين عاماً لكن دون سابق إنذار وبدون معرفة الأسباب اختفت هذه الأصوات من الإذاعة،لكنه أكد علي أن التجارب النسائية في مجال قراءة القرآن جديرة بالتكرار، وكانت تجارب ناجحة.
من جهة أخري تحفظ الدكتور جودة المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية القرآن الكريم سابقاً علي عمل المرأة كمقرئة في الإذاعة والمحافل العامة، وأكد علي أن العلماء الأجلاء تحفظوا علي إجازة قراءة النساء في المذياع وفي وسائل الإعلام العامة علي اعتبار أن المعول عليه في القراءة هو إظهار جمال الصوت وهو ما قد يؤدي إلي الفتنة، والفتنة ممنوعة، ولا ينبغي أن نفتح باباً لها، فالمرأة تقرأ في بيتها وفي معهدها فقط، لكن في الإذاعة والتليفزيون تكون قراءة المرأة عرضة للفتنة.
سألته عن الأسانيد الشرعية من الكتاب والسنة علي تحريم المرأة للعمل كمقرئة للقرآن الكريم فقال: إن هذا الرأي جاء بالقياس علي وضع المرأة والرجل في الصلاة، فالرجل إذا رأي شيئاً يسبح، أما المرأة إذا رأت شيئاً فهي تصفق حتي لا تظهر صوتها، وهذا هو الأصل مما يعني أن صوتها عورة!
وأسأله: المرأة تتحدث في وسائل الإعلام المختلفة ومع زملائها في العمل فما رأيك؟
- لابد أن تتحدث مع الرجال في حدود الضوابط الشرعية مثلما أكد لنا القرآن الكريم في سورة الأحزاب ما قاله الله سبحانه وتعالي لأمهات المؤمنين "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض".
كما يؤكد الدكتور طه أبوكريشة - عضو مجمع البحوث الإسلامية علي أنه من الأسلم والأحوط عدم قيام المرأة بالعمل كمقرئة للقرآن الكريم عبر الإذاعة، ففي رأيه أنه لا ضرورة تقتضي اللجوء إلي ذلك قياسا علي أن المرأة لا تقيم الأذان لعلة معينة ترتبط بصوتها، ولكن أكد الدكتور طه أننا لا نستطيع تحريم ذلك، فلا تحريم لما لم يرد فيه نص.
د. مصطفي الشكعة - عضو مجمع البحوث الإسلامية - أكد علي أن هذه المشكلة قديمة وقائمة منذ أربعين عاما، حيث كانت توجد مقرئة شهيرة جدا تقرأ في الإذاعة، وعندما حاولت القراءة من خلال التليفزيون وجدوا أنها لا تلتزم بأصول وأداء القراءة، فقراءة المرأة في التليفزيون إذا كانت ملتزمة بأصول علم التجويد لا مانع من ذلك، أما إذا لم تكن ملتزمة فالذي يعرف علم التجويد خير من الذي لا يعرف.
ويشير الدكتور الشكعة إلي أن تلاوة القرآن الكريم لها أصول صوتية لا تتدخل فيها تحركات المرأة كما تتحرك وهي تغني كشرط أساسي تكريما للقرآن، لأن هناك بعض النساء وهن يقرأن في المناسبات العامة التي بها نساء مثلهن لا يلتزمن وقار قراءة القرآن، وهؤلاء لابد أن يمنعن من قراءة القرآن، وهذا مطبق علي المقرئين من الرجال إذا تغنوا وتراقصوا فإنهم يمنعون من القراءة، ويقول الدكتور الشكعة: أتذكر حالة مقرئ من الإسكندرية كان مكتسحا قراءات المقرئين في حالات الوفاة في السرادقات بالخروج عن أدب الأداء بالتغني الذي لا يتمشي ولا يليق بقارئ القرآن، وكان مشهورا جدا ولأنه لا يلتزم بآداب قراءة القرآن صدر قرار بوقفه عن القراءة حتي في المآتم، فإذا كان هناك تلاعب في القراءة من هذا النوع الذي كان يقوم به قارئ الإسكندرية من النساء، فإن قراءتها لا تجوز شرعا لا في التليفزيون ولا حتي في المآتم الخاصة بالنساء.. هذا الفيصل في أداء القرآن هو احترام القرآن إذا قريء بالاحترام والحشمة والتزام أدوات القراءة فلا بأس، لكن إذا لم يضمن ذلك من القارئة فيلزم عدم التصريح لها بالقراءة.
وإذا كان هذا الحرمان يجوز علي بعض المقرئين من الرجال، فإنه من باب أولي يجوز علي المقرئات من النساء، فالفيصل في الأمر هو طبيعة التزام القراءة التي تحتمها مكانة القرآن الكريم ككلام الله، لذلك إذا التزمت المقرئة بالقراءة الوقورة التي حددها علم قراءة القرآن التي منها عدم التغني فإنه يجوز شرعا أن تقرأ القرآن في الإذاعة، فهي يباح لها من خلال تلك الحدود ويجوز لها شرعا قراءة القرآن سواء في الإذاعة أو في مجتمع النساء.
أما في التليفزيون فمظهرها يمنعها من قراءة آيات القرآن الكريم، ولذلك لا يجوز قراءته في التليفزيون.
أما د. عبدالغفار هلال - عميد كلية اللغة العربية سابقا ومن علماء الأزهر الشريف- فقد أجاز شرعا عمل المرأة كمقرئة سواء في الإذاعة أو التلفاز أو المحافل العامة وقال: إن عمل المرأة مقرئة للقرآن الكريم عمل جائز شرعا لأنها حين تحفظ القرآن تلقيه علي مسامع الناس وتعلم الناس وتعليمها مفيد لتوجيه النشء توجيها سليما لأنهم سيعلمون أن المرأة تراقب ربها وتخشاه، وإذا كانت المرأة تعمل مغنية وتعمل ممثلة فأولي بها أن تعمل مقرئة للقرآن، لأن هذا يؤدي إلي التوازن الاجتماعي، وهذا العمل يفيد المرأة كعضو في المجتمع تكون نافعة لوطنها ولدينها، فلاشك يؤدي هذا العمل إلي ترسيخ مكانة المرأة وإعطائها ثقلا اجتماعيا باعتبار أنها تردد كلام الله عز وجل.
وأما من يقولون أن هذا العمل غير جائز شرعا لأن صوت المرأة عورة فيؤكد الدكتور عبدالغفار هلال أن هذا ليس رأيا سليما لأنها ستقرأ القرآن المجود وهي حين تقرؤه بالتجويد يكون له موقع الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالي وليس به تمايل أو تنغيم يثير الشهوة كما يتصور البعض.
بل علي العكس هي ستقرؤه كما يقرؤه الرجل، أي تقرؤه في خشوع واستلهام الخير والفضل، وأنا أدعو المرأة للعمل في هذا المجال لأن المرأة في هذا العصر اشتغلت في جميع الأعمال وأثبتت جدارتها وهي كفيلة أن تثبت أيضا جدارتها في حمل كتاب الله سبحانه وتعالي وتبليغه إلي الناس، وربما يكون للمرأة عندما تقرأ القرآن الكريم تأثير أقوي وأبلغ من تأثير الرجال الذين يقرأون القرآن، لكن لابد أن تعلم المقرئة أنه من شروط عملها كمقرئة التزامها التام بالوقار والسكينة بما يتناسب مع جلال القرآن الكريم، وبهذا تثبت أنها نظير الرجل ولا تقل عنه، وبهذا يتحقق قول الله سبحانه "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها".
وقوله سبحانه وتعالي "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"، وعلي ذلك فمن تعمل في مجال قراءة القرآن الكريم سواء في الإذاعة أو التلفاز أو المجالات المتعددة سيجزيها الله خيرا ويلحقها بكبار نساء الإسلام في عصره الأول، إذ كانت المرأة آنذاك قارئة للقرآن وعالمة بالكتاب والسنة.
هذا وقد أباح الشيخ علي أبوالحسن - رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف - عمل المرأة مقرئة للقرآن الكريم بالإذاعة والتليفزيون والمحافل العامة، وأكد علي أن صوت المرأة علي أصله وطبيعته ليس بعورة فقد خاطبن النبي النساء وبايعهن وكان منهن الخطيبات والشاعرات، لكن العورة هي الخضوع بالقول، فقال سبحانه وتعالي "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" والقول المعروف الخالي من التثني والتكلف، فإذا قرأت المرأة القرآن بهذه الصفة من غير خضوع بالقول فلا شيء في هذا.
إذن فتلاوة المرأة للقرآن خاضعة لشروط أهمها: أن تكون تلاوة بلا تغنٍ وهو اللائق بها، واللائق بالقرآن حتي لا يكون في صوتها تصنع قد يؤدي إلي مخالفة النص.
وعليه فلا مانع أن تقرأ المرأة القرآن ترتيلا في الإذاعة وفي التليفزيون مصحوبا بالصورة اللائقة وبالزي اللائق الذي قرره الإسلام وفي المحافل العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.